مع بدء سريان هدنة هشة في اليمن بدأت أخيرا تصل إمدادات طبية لمستشفيات ومراكز طبية مُنهكة جراء المعارك في البلاد. فبعد نحو تسعة أشهر على تفجر الحرب الأهلية في اليمن أوشكت الامدادات الطبية على النفاد من المركز الوحيد لعلاج السرطان في محافظات جنوب البلاد والتابع لمستشفى الوحدة التعليمي العام بمدينة عدن.
يقول أطباء إن ذلك يؤثر على صحة واحتمالات نجاة أكثر من ألفي مريض يُعالجون بالمركز.
وقال مريض بالسرطان في مستشفى الوحدة التعليمي العام بعدن يُدعى عامر البحري "سنتين وزيادة على السنتين على شان نتابع العملية. أنا عيالي باعوا دهبهم. باعوا كل شي موجود معهم. مافيش أي فائدة معنا."
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء (15 ديسمبر كانون الأول) إنها بدأت توزيع مساعدات طبية عاجلة باليمن في ظل وقف لإطلاق النار ترعاه الأمم المتحدة.
وانهارت الخدمات الصحية في اليمن بسبب الحرب لتترك كثيرين عرضة للأمراض.
ولحقت أضرار ودمار كامل أحيانا بعشرات المستشفيات والعيادات الطبية في الحرب بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران وقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من تحالف بقيادة السعودية شن مئات الغارات الجوية على أهداف للحوثيين في أنحاء اليمن.
ويسوء الوضع الانساني للسكان وأصبح 80 في المئة منهم يحتاجون حاليا الى شكل ما من أشكال المساعدة الانسانية. وفي ذات الوقت يتداعى القطاع الصحي جراء حصار بري وبحري وجوي لقوات التحالف.
ويقول مرضى بالسرطان في مركز بمستشفى الوحدة بعدن إنهم يأسوا من الحصول على العلاج اللازم لهم.
قال مريض يدعى محمد حسين "نطالب الجهة المختصة أن توفر لنا الدواء لاننا نشتريه شراء."
ويؤكد مدير مركز السرطان في مستشفى الوحدة جمال عبدالحميد وجود حاجة ملحة لجميع علاجات السرطان التي يهدد نفادها حياة المرضى.
وقال "عدد المرضى الحاليين أكثر من ألفين مريض موجودين هنا. لكن الكارثة كل مريض له علاجات معينة. مثلا مرضى سرطان الثدي عندي أكثر من سبعمئة مريض بيستلموا بعض الادوية الهرمونية وهؤلاء لو انعدم توفر هدا العلاج أو انقطاعه بيؤثر على حياتهم."
وقالت زميلته الطبيبة اخصائية الأورام بالمركز نادية صلاح "يعاني مريض السرطان نتيجة لاحتياجه الشديد أو الدائم للدم ومشتقاته مثل الصفائح الدموية. طبعا نحن هنا بالمستشفى لا يوجد لدينا فحص للمتبرعين من أجل تركيب الدم. والفحص طبعا غالي جدا والمريض أحيانا يحتاج له ولا يوجد جهاز فصل الصفائح الدموية في المستشفى."
ويشن تحالف عربي بقيادة السعودية ضربات جوية على الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن منذ مارس آذار بعد أن سيطروا على معظم البلاد خلال سلسلة عمليات بدأت في سبتمبر أيلول عام 2014.
ومنذ بدء الغارات الجوية أُصيب نحو 40 مركزا طبيا في اليمن وتقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 15 مليون شخص محرومون من الرعاية الصحية الملائمة.
وقال مدير مركز سرطان الاطفال جمال زين إنه والعاملين مع يبذلون قصارى جهدهم لتقديم العلاج المناسب للمرضى الأطفال.
وأضاف "لا زالت بعض الادوية وبعض الفحوصات يعاني منها (من عدم توفرها) الاطفال. وهم بحاجة الى دعم ومساندة من أجل القيام بالواجب كامل لمعالجتهم ورعايتهم."
وتزامن وقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام في اليمن يوم الثلاثاء (15 ديسمبر كانون الأول) مع بدء محادثات سلام بين طرفي الصراع تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا.
ويأمل مرضى السرطان في عدن ألا تُنسى محنتهم في محادثات السلام التي لم تثمر حتى الآن سوى عن تبادل السجناء.
أرسل تعليقك