القاهرة – العرب اليوم
تمكن علماء وراثة من توليف أقصر جينوم معروف يدعم الحياة يضم 473 جينا فقط، ليحطم بذلك الرقم القياسي المسجل باسم بكتيريا "ميكوبلازما" التناسلية التي تملك 525 جينا، بوصفها أقصر جينوم معروف في الطبيعة.
لكن رغم قصر قائمة هذه الجينات، فإن الباحثين يقولون إن وظيفة نحو ثلثها تظل لغزا، مما يشير إلى أن العلماء ما يزالون يجهلون بشكل كامل المتطلبات الوراثية الأساسية للحياة.
ويمكن للحد الأدنى من الجينوم "المينيمال جينوم" -حسبما يصفه العلماء في مجلة "ساينس"- أن يساعد في فهم أفضل للتعليمات الضرورية في الخلية، ويلقي الضوء على التطور المبكر للحياة على الأرض.
كما يمكن لهذا الاكتشاف أن يفسح المجال نحو صنع ميكروبات خاصة يمكن أن تؤدي بفاعلية مجموعة من الوظائف المفيدة للبشر، ابتداء من صنع الأدوية إلى إنتاج الوقود الحيوي.
وأوضح عالم التسلسل الوراثي جي. كريغ فينتر في مؤتمر صحفي أن هذا الابتكار قد يفتح أعدادا لا حصر لها من المسارات الوراثية الجديدة التي لم تكن من قبل جزءا من خيال الناس، مؤكدا أن هذا "بداية عصر جديد".
ويقول العلماء إن خطوتهم المقبلة هي محاولة التعرف على وظائف الـ149 جينا في ذلك الجينوم التي ما تزال طبيعة عملها مجهولة بالنسبة لهم، وذلك لأن بعض تلك الجينات تتشارك مع أنواع حية أخرى، وقد تدل على الوظائف الأساسية المطلوبة التي لا يدركها العلماء بعد.
ويضيفون أنه عندما يكتمل فهمهم لهذا الجينوم، فإن الباحثين سيبدؤون عندئذ إضافة جينات إلى المزيج ليروا كيف ستؤثر على الخلية، وفي أثناء العملية يكتسبون مزيدا من المعرفة عن الجينات الإضافية.
يذكر أن فينتر هو مؤسس معهد جي كريغ فينتر وشركة "سينثيتك جينوميكس" للتكنولوجيا الحيوية في لاهويا بمدينة سان دييغو الأميركية، وذاع صيته سنة 2007 بعد أن أصبح أول إنسان يضع تسلسلا لكامل جينوماته.
لكنه لفت الأنظار أيضا قبل ذلك بفترة طويلة عندما أعلن هو وزملاؤه سنة 1995 أنهم وضعوا تسلسل أول جينومات خلوية كاملة، وأظهروا بعد ذلك بأربع سنوات أن العديد من تلك الجينات ليست ضرورية للنمو.
أرسل تعليقك