السحر عبر العصور صرخة سينمائية ضد الشعوذة ومحاكم التفتيش
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

"السحر عبر العصور" صرخة سينمائية ضد الشعوذة ومحاكم التفتيش

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - "السحر عبر العصور" صرخة سينمائية ضد الشعوذة ومحاكم التفتيش

دمشق ـ وكالات

"إننا هنا أمام أعظم مرافعة جاء بها الفن ضد الإجرام الظالم، وضد محاكم التفتيش في القرون الوسطى، كما ضد أدوات التعذيب على مر العصور». كان هذا هو رأي السورياليين عند بدايات سنوات العشرين من القرن الفائت في ذلك الفيلم الغريب الذي عُرض يومها من دون سابق إنذار. وهو رأي عبّر عنه يومها أحد أبرز الذين أرخوا للسينما وعلاقتها بالسوريالية: آدو كيرو. أما هذه المرافعة الفتية التي يتحدث عنها كيرو فتتمثل في ذلك الفيلم الذي كان عنوانه الأصلي «هاكسان» فجعل في الفرنسية «السحر عبر العصور». وهو الاسم الذي عُرف به في شتى أنحاء العالم، حيث عرض. والحال أن هذا العنوان يعبّر حقاً عن مضمون الفيلم، حتى وإن بدا ذا شحنة حيادية تعجز عن قول ما فيه من عنف وإدانة ضد السحر والشعوذة من ناحية، وضد ما جوبه به هذان من ناحية ثانية، ولا سيما على أيدي الكنيسة التي لم تكن لتتهاون مع ممارسات حكمت عليها دائماً بأنها هرطوقية. > فيلم «هاكسان» ( أو بالأحرى «السحر عبر العصور») يكاد اليوم أن يكون منسياً تماماً. فهو، بعد كل شيء، ينتمي إلى السينما الصامتة، كما أنه كان فيلماً سويدياً حققه في تلك الدولة الإسكندينافية، مخرج دانماركي كان في ذلك الحين مجرد عابر للسويد في طريقه إلى هوليوود حيث عاش بعد ذلك ردحاً من الزمن وحقّق في عاصمة السينما الأميركية - العالمية، بعض أفلام تذكّر بالمدرسة التعبيرية الجرمانية من ناحية استخدام الضوء والديكور، قبل أن يعود مرة أخرى إلى الدانمارك، حيث عاش حتى نهاية خمسينات القرن العشرين وحقق أفلاماً لا تخلو من غرابة، ولفتت دائماً أنظار النقاد والمؤرخين. ومع هذا ظل فيلمه «هاكسان» الأشهر بين أفلامه، بل ظل يعتبر صفحة أساسية من صفحات تاريخ السينما في الديار الإسكندينافية. > ولعل في إمكاننا هنا أن نبادر إلى القول بأن هذا الفيلم الغريب والاستثنائي، والذي بني على الأرجح انطلاقاً من الروح الأنطولوجية التي كان الأميركي غريفيث أحد مؤسسيها (في أفلام مثل «تعصب» و «مولد أمة»)، كان ذا قيمة أساسية - قيمة كانت هي التي جعلت أرباب النزعة السوريالية يهتمون به ويعتبرونه، من ناحية الشكل كما من ناحية المضمون والموضوع واحداً من أول الأفلام التي أشّرت إلى قدرة السينما بدورها على أن تكون فناً سوريالياً -، تكمن في طابعه التحقيقي - الروائي، بمعنى أن صاحبه، إذ اقتبسه من التاريخ الذي كتبه الفرنسي ميشليه للسحر والشعوذة في أوروبا عبر العصور، شاء أن يقدم هنا فصولاً من ذلك التاريخ، مبنية في شكل واقعي، ولكن مقدمة من جانب ممثلين، كان مخرج الفيلم بنجامين كريستيانسن في مقدمهم، حيث لعب أكثر من دور. والحقيقة أن كريستيانسن وبحسب معايير تلك المرحلة قد حقق نجاحاً في مشروعه، خصوصاً أنه إذ قدم سرداً في فيلمه لأحداث التاريخ التي تعنيه في موضوعه، قدم نظرته الخاصة إليه أيضاً: نظرة دانت السحر والشعوذة، لتدين أيضاً السلطات الكنسية التي كانت عنيفة وظالمة في مقارعتها السحر. وهكذا جاء الفيلم وثائقياً، وروائياً في الوقت نفسه... لكن قوة تعبير المخرج فيه جعلت حتى جانبه الروائي يبدو وكأنه توثيقي واقعي مستقى من ملفات التاريخ. > إذاً كما أشرنا اقتبس بنجامين كريستيانسن نصوصاً من بعض كتابات الفرنسي ميشليه ليقدم لنا صورة لمسيرة السحر وملفه الأسود عبر العصور، ولكن مع تركيز خاص على «العصر الذهبي» لتاريخ السحر، أي نهاية القرن الرابع عشر في أوروبا، حيث اشتدت حمى مقارعة محاكم التفتيش للسحرة وراحت تتكاثر عمليات إعدامهم. وبحسب الناقد والمؤرخ السينمائي الفرنسي جورج سادول الذي كان واحداً من أبرز «مكتشفي» هذا الفيلم ومقدّريه حق قدره، فإن الفصول الأقوى والأكثر تعبيراً في هذا الفيلم تقع عند تلك الحقبة. ومن الأمثلة التي يوردها سادول: - حكاية الشيطان (ويقوم كريستيانسن بنفسه بدور هذا الشيطان) الذي يغوي زوجة رجل نائم، سرعان ما يتبين لنا أنها هي الأخرى شيطانة ساحرة، لا تتورع عن خيانة زوجها لأسباب طقوسية ولكن أيضاً بسبب إحباطاتها العاطفية والجنسية. - حكاية المتسولة التي تتهمها زوجة رجل مريض بأنها ساحرة، وبأن سحرها هو الذي تسبب في مرض زوجها، فتقدم السلطات الكنسية على اعتقال المتسولة وتعذيبها حتى «تعترف» بما اقترفت، خوفاً من مزيد من التعذيب. - مشاهد الاحتفالات الطقوسية الشيطانية (تقوم بها مجموعة من الشابات) بما يتخللها من طبخ شيطاني وتكريم للشيطان وما إلى ذلك... من احتفالات يقدمها لنا الفيلم في بعدها الاستعراضي الدموي المرعب. - حكاية المرأة العجوز التي تزعم أنها قادرة على معرفة المستقبل بفضل التبصير، فإذا بسلطات محاكم التفتيش تعتقلها وتعذبها حتى الموت... من دون أية مراعاة لسنها المتقدمة. - مشاهد الهستيريا الجماعية داخل دير من الأديرة وما تقدم عليه السلطات من قمع وحشي لتلك الهستيريا، إذ تتهم سلطات الدير الشيطان ومساعدي السحرة بتأجيجها. > انطلاقاً من هنا إذاً، في الوقت الذي يندد الفيلم بذلك القمع العنيف، فإنه يندد بالشعوذة أيضاً، بل إنه ما إن ينتهي من تقديم مشاهده وحكاياته، حتى يخصّص الجزء الأخير منه لتقديم ما يشبه «الريبورتاج» الواقعي والتأريخي حول السحر، مع محاولة ترتدي مسوح العلم الموضوعي لتفسير الظاهرة بما تشتمل عليه من هلوسات ومس شيطاني وما إلى ذلك، منظوراً إليه، طبعاً، من وجهة نظر بدايات القرن العشرين، أي زمن تحقيق الفيلم. والحال أن هذا الجانب من الفيلم هو الذي أثار إعجاب السورياليين واستثار مخيلاتهم، وعلى الأقل كما يقول آدو كيرو. > يقيناً أن الغوص في هذا الموضوع سينمائياً خلال تلك الفترة المبكرة من عمر الفن السابع، وعلى ضوء الإمكانات التقنية التي كانت متوافرة، كان يجازف بأن يجعل للفيلم سمات مضحكة ومثيرة للسخرية، ولكن - بحسب ما ينبهنا إليه جورج سادول نفسه - «عرف المخرج كيف يتفادى كل مطبات مثل هذا العمل، وهكذا بدلاً من أن يكون فيلمه تلصصياً إباحياً، أتى منتمياً إلى روحية كبار الرسامين الذين كان السورياليون يكنون لهم احتراماً كبيراً، من هيرونيموش بوش، إلى سلفادور دالي، ومن فرانشيسكو غويا إلى ويليام بليك وبروفل... وساهم الماكياج والضوء في إضفاء هذا الطابع على فيلم كان موضوعه وأجواؤه تسمح بهذا على أية حال». > مهما يكن من أمر، فإن هذا الفيلم لم يكن فريد نوعه في السينما الإسكندينافية التي لطالما اهتمت، في عقودها الأولى، بالتعبير عن كل ما هو غرائبي وشيطاني، بدءاً من كارل وارير، الذي تظل أفلامه رائدة في هذا المجال ومنها «صفحات من كتاب الشيطان» و «دييس إيرايي»، ناهيك بمخرجي النزعة التعبيرية السينمائية من انثال مورناو وفريتز لانغ، وأفلام مثل «عيادة الدكتور كاليغاري» و «نوسفراتو». فالواقع أن الطهرانية البروتستانتية التي غلبت على فكر الشمال الأوروبي في ذلك الحين ما كان لها إلا أن تنعكس على نظرة المخرجين وتدفعهم إلى الاستفادة من الإمكانات التعبيرية للسينما للتعبير عن القلق والرعب والنفور وهي كلها مشاعر كانت فكرة الشيطان تثيرها لديهم. > أما بنجامين كريستيانسن (1879 - 1959) الذي كتب سيناريو الفيلم وأخرجه ومثل بعض أدواره، فهو، كما أشرنا، دنماركي الأصل، عرف أولاً في بلاده ومنذ عام 1913 بأفلام بوليسية عدة حققها، لكنها جميعاً أتت ذات أجواء لا تخلو من غرائبية (ومن أبرزها «إكس الغامض» و «ليلة الميلاد») وهو توجه عام 1922 إلى السويد حيث حقق «هاكسان» ثم عاش فترة في ألمانيا حيث حقق فيلمه «السيدة من ابنكانتي»، ومن هناك توجه إلى الولايات المتحدة حيث حقق الكثير من أفلام الرعب التي اتسمت بطابع شيطاني، قبل أن يعود إلى الدنمارك ويحقق فيها أفلاماً غلب عليها الطابع المحلي.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السحر عبر العصور صرخة سينمائية ضد الشعوذة ومحاكم التفتيش السحر عبر العصور صرخة سينمائية ضد الشعوذة ومحاكم التفتيش



GMT 14:57 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 11:11 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 19:27 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

من كتاب بالانكليزية

GMT 14:28 2020 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم "هليوبوليس" أمام الصحافة في الجزائر

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

عرض "الغواص" في المركز النمساوي 15 كانون الثاني

GMT 12:53 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

"أبو ليلى" لأمين سيدي بومدين في منافسة مهرجان بروكسل

GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 06:53 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

متجر "فاشي" في لندن يتيح تصميم المجوهرات حسب الطلب

GMT 13:04 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

ظهور نسخة جديدة من كيا موهافي في ألمانيا

GMT 11:42 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

خالد مسعد يؤكد اعتزازه بعمله كسائق أجرة

GMT 06:49 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

ميريام فارس تحارب الشتاء من خلال إطلالة مثيرة

GMT 05:41 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

إضافة اللوحات المطبوعة إلى الحائط يعد فكرة مميزة

GMT 20:55 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ميسي يتمنى الفوز بلقب كأس العالم 2018 في روسيا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria