استبشر الجزائريون والمغتربون بقرار الفتح الجزئي للحدود الجوية والبرية ابتداء من تاريخ الفاتح جوان المقبل بعد غلق دام سنة ونصف، عانى فيها الجميع ويلات الفراق والبعد عن الأهل بسبب فيروس كورونا الذي “سجن” الملايين وحرمهم توديع ذويهم إلى مثواهم الأخير كما حرم العديد من المواطنين من فرصة تلقي العلاج خارج الوطن بالنسبة للحالات المستعصية داخليا.
وفور إعلان الخبر رسميا عقب اجتماع مجلس الوزراء، تم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي التي عبر من خلالها المواطنون عن ابتهاجهم وسعادتهم بهذه الخطوة الأولى وإن كانت غير كافية إلاّ أنّها ستكون بمثابة البداية لنهاية معاناة طويلة حرمتهم أسرتهم وأهلهم ومشاركتهم أفراحهم وأقراحهم، وتواصل عديد المغتربين مع أهاليهم يعبرون عن سعادتهم ويخططون لبرمجة رحلة قريبة خاصة خلال فصل الصيف الذي يعرف بإنزال عائلي للجالية.
أخموك: الجزائر تتبع التدريج في مكافحة الوباء
أفاد البروفيسور إلياس أخموك المختص في الأمراض المعدية وعضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا أن الجزائر تعتمد سياسة تدريجية في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الوباء، سواء تعلق الأمر بإجراءات التشديد والصرامة أم في إجراءات التخفيف، مشيرا إلى أن فتح الحدود سيخص في المرحلة الأولى الحدود الجوية والبرية على أن يتعزز لاحقا إذا ما سجل استقرار في الحالة الوبائية بالنقل البحري.
وأرجع عضو اللجنة العلمية استثناء النقل البحري من الفتح الأولي إلى طبيعة هذه الرحلات البحرية التي لا تقل مدتها عن 24 ساعة كما أنها تعرف احتكاك واستقبال عدد كبير من المسافرين في آن واحد، لتفادي تدفق عدد كبير من المسافرين وضمان تحكم أكبر في العملية وهذا تفاديا للوقوع في أخطاء دول أخرى فتحت الحدود على مصراعيها وغرقت في وضعية وبائية كارثية لا تحسد عليها.
وأضاف أخموك أن الجزائر تسعى من خلال تدرجها في إجراءاتها إلى المحافظة على المكاسب المحققة في مجال استقرار الوضعية الوبائية، خاصة وأن أولى الحالات المسجلة في الجزائر كانت مستوردة من إيطاليا وفرنسا.
وكشف المختص أخموك أنّ البروتوكول الصحي المتبع أثناء الفتح الجزئي للحدود سيصبح أكثر صرامة، حيث إنّ المسافر يجب أن يظهر تحليل “البي سي آر” اجري في الدولة الوافد منها 72 ساعة قبل السفر على أن يعزز بتحليل إضافي “مضادات الجينية” حال وصوله إلى مطار الجزائر تظهر نتائجه سريعا في غضون ربع ساعة تقريبا، وإذا كانت الحالة ايجابية فيخضع المعني إلى حجر صحي يتحمل مصاريفه كاملة.
وأوضح البروفيسور أخموك أن الأشخاص الراغبين في السفر يوقعون تعهدا قبل بدء إجراءات السفر يؤكدون من خلاله قبولهم بكافة الشروط والإجراءات المنصوص عليها قبل دخول التراب الوطني.
وتحدث أخموك عن قائمة تضم عددا من الدول التي يكون فيها الحجر الصحي إلزاميا مهما كانت النتيجة سواء ايجابية أو سلبية لم تستكمل بشكل تام غير أنّها تضم بالأساس دولة البرازيل وجنوب إفريقيا والهند التي تنتشر بها السلالات الخطيرة.
شعابنة: نثمّن الفتح.. نطالب بالشفافية و5 رحلات غير كافية
أكد النائب عن الجالية سمير شعابنة استقبال الجالية الجزائرية بالمهجر لخبر الفتح الجزئي للحدود بفرح وسرور بعد معاناة دامت سنة ونصف، وقال شعابنة أن هذا الفتح سيخفف من حزن ومعاناة من فقدوا ذويهم ولم يتمكنوا من حضور جنائزهم أو زيارة قبورهم، خاصة وأن من العائلات من فقدت 3-4 أفراد.
وسيمكن فتح الحدود برأي شعابنة ذوي المشاريع والمستثمرين من متابعة أعمالهم عن قرب ومتابعتها بشكل دقيق وهو ما يصب في خدمة الاقتصاد الوطني وإنعاشه، وفي سياق متصل سيمكّن الفتح أيضا المتمدرسين من استئناف دراستهم.
وتحدّث النائب الممثل للجالية عن المعاناة النفسية للمغتربين بسبب الإحساس القاسي وشعورهم بالوحدة في مناسبات دينية وشخصية مرت عليهم، حامدا الله على لم الشمل مجددا.
واعتبر شعابنة أنّ 5 رحلات يومية أمر قليل جدا وهو بمثابة قطرة في محيط خاصة في ظل استثناء النقل البحري من القرار، آملا تدعيمه في القريب العاجل برحلات إضافية لاحتواء الطلب الكبير للعائلات الجزائرية المغتربة.
ودعا شعابنة جميع المغتربين والقائمين على تنظيم العملية إلى الالتزام بالشفافية في قوائم المسافرين المرخص لهم بالدخول وكذا السهر من قبل كلا الطرفين على أمن وانضباط المسافرين وتطبيق البرتوكول الصحي لتفادي تعقيد الوضع الصحي في الجزائر والإضرار بالأهل والمواطنين.
وجدّد شعابنة التأكيد على استعداد المغتربين للتكفل بكافة تكاليف الحجر والتحاليل المفروضة في البروتوكول الصحي كل حسب وضعيتهّ، فالجالية، كما قال، تتوق إلى زيارة الوطن والأهل وتتحمل لأجل ذلك كل ما يقع عليها من مصاريف وتكاليف، فالحرية ليس لها ثمن.
قد يهمك ايضاً
الناجون من الكورونا في الهند يموتون من " العفن الاسود"
المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا في الجزائر اليوم الأثنين 10مايو / أيار 2021
أرسل تعليقك