عبر وزير الصحة السابق، والقيادي في حركة النهضة التونسية، عبد اللطيف المكي، عن شكره للرئيس عبد المجيد تبون في تعاطيه مع الأزمة التي تمر بها الجارة الشرقية منذ أزيد من أسبوعين.
ودون القيادي البارز في “حزب راشد الغنوشي” في حسابه الخاص على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك: “كل الشكر للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على تصريحاته اللائقة والأخوية تجاه الشعب التونسي، التي ستكون عنصرا مساعدا لتونس على تجاوز الأوضاع الراهنة بسلام”.
وفي آخر لقاء للرئيس عبد المجيد تبون، مع ممثلي وسائل الإعلام، قال إن تونس قادرة على حل أزماتها بمفردها، وشدد على أن “الجزائر لن تقبل بأن تمارس جهات خارجية ضغوطا على السلطات التونسية”.
ومنذ الوهلة الأولى لصدور قرارات سعيد، سارع زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، إلى اتهام دولة الإمارات العربية المتحدة، بزعزعة استقرار الجارة الشرقية، وقد جاء موقف الرئيس تبون الرافض لممارسة الجهات الخارجية، “ضغوطا” على تونس، متناغما مع مخاوف قيادة “النهضة” من احتمال تورط القوى الخارجية المعروفة بدعمها للثورات المضادة، في زعزعة استقرار تونس، التي تعتبرها الجزائر امتدادا لأمنها القومي.
كما ذكر القاضي الأول بالتزام الجزائر بتقديم يد المساعدة لتونس، وقد تجسد ذلك من خلال المساعدات الطبية لمواجهة كوفيد 19، وقبل ذلك المساعدات المالية، علما أن تبون أشار إلى أن “الرئيس التونسي قيس سعيد أبلغني أمورا لا يمكنني البوح بها، لكننا لا نتدخل في شؤون تونس الداخلية”.
وقرأ متابعون تونسيون في تغريدة القيادي في حركة النهضة التونسية، تعليقا على تصريحات الرئيس الجزائري، إشارات بشأن احتمال قيام السلطات الجزائرية بوساطة بين الرئيس قيس سعيد وحركة النهضة، لتفادي حدوث انسداد، قد يؤثر على استقرار الجارة الشرقية، ومن ثم تهديد الاستقرار في الجزائر.
ومن مصلحة الطرف الجزائري أن تكون تونس مستقرة وآمنة، ولعل تشديد الرئيس تبون على رفض التدخلات الخارجية، يأتي حرصا منه على تفادي تعميق الأزمة الداخلية، وهذا يتطلب جلوس الفرقاء إلى طاولة واحدة، برعاية وسيط يحظى بثقة الطرفين المتخاصمين، ولن يكون هناك أفضل من الجزائر.
وتعتبر تدوينة القيادي في حركة النهضة، أول تصريح يصدر بشأن الموقف الجزائري من الأزمة التونسية، وهو تصريح ينفي وجود جفاء بين السلطات الجزائرية وحركة النهضة التونسية، بسبب ما أشيع عن موقف جزائري داعم لقرارات الرئيس التونسي الأخيرة.
ومنذ 25 جويلية الأخير، الذي شهد إقالة الرئيس التونسي، لرئيس الحكومة هشام المشيشي، وتجميد عمل البرلمان لمدة شهر، تحادث الرئيس تبون مع نظيره التونسي مرتين، كما زار وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة تونس مرتين أيضا، حاملا رسالتين من الرئيس تبون إلى نظيره سعيد.
وتحتفظ حركة النهضة التونسية بعلاقات مستقرة مع السلطات الجزائرية منذ صعودها إلى السلطة في العام 2011، في أعقاب إسقاط ما عرف بثورة الياسمين لنظام الرئيس الراحل، زين العابدين بن علي، وقد كان رئيس الحركة يتردد باستمرار على قصر المرادية في عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، كما كان يستقبل مبعوثين من هذا الأخير في تونس.
قد يهمك ايضاً
عبد الرحمان بن بوزيد يعلن تفاصيل خاصة بسلالة "كورونا" المتحورة
عبد الرحمان بن بوزيد يطرح مشروع انطلاق في حملة التلقيح ضد كورونا سيكون خلال جانفي الجاري
أرسل تعليقك