الجزائر - الجزائر اليوم
شيعت بعد صلاة الجمعة من نهار الجمعة بمقبرة الزيات التابعة لبلدية عين الزرقاء التي تبعد بحوالي 32 كلم عن عاصمة الولاية تبسة، جثامين ثلاثة أشقاء صغار من عائلة عيادي، هلكوا في حادث غرق دراماتيكي في بركة تقع بالمنطقة، توجهوا إليها بحثا عن قطيع من الماعز، تاهت منهم، بعد عصر يوم الخميس فتوفوا غرقا تباعا، حيث هوى الشقيق الأكبر البالغ من العمر 12 سنة، داخل البركة وباءت محاولات شقيقيه البالغين من العمر 8 و10 سنوات بالفشل فسقطا إلى جانبه وغرقوا جميعا في حادثة هزت الولاية بأكملها. الشروق تنقلت الجمعة إلى عين
المكان وزارت بيت عائلة عيادي التي كانت في حالة من الحزن الهستيري، خاصة أم الضحايا التي لم تصدق بأن أبناءها لن يعودوا إلى حضنها. وبصعوبة كبيرة تحدث والد الضحايا السيد مراد عيادي صاحب الـ46 سنة، وروى للشروق اليومي تفاصيل المأساة، فهو عامل مدني في سلك الشرطة، في المركز الحدودي المريج الذي يبعد عن بلديته عين الزرقاء بحوالي 20 كلم، كان يتحدث حينا ويبكي في غالب الوقت، فيذكر ابنه غلام عيادي صاحب الثماني سنوات عندما يقبله كل صباح قبل توجهه إلى العمل ويلحقه شقيقه إسحاق البالغ من العمر 10
سنوات، وكلاهما يدرسان في نفس الابتدائية، ثم ينفجر بكاء عندما يذكر كبيرهم محمد الصالح إبراهيم صاحب الـ12 سنة المتمدرس في المتوسط، لأنه كان يتعامل وكأنه بالغ عندما يصطحب إخوته معه في كل مكان، ثم يصيح وهو يشير إلى البركة: “إنها الفخ.. إنها الفخ”. سكان المنطقة الذين تحدثوا للشروق اليومي شرحوا لنا مصدر البركة فهي مجرى واد قديم قام بعض الفلاحين بتجميع مياهه من خلال حواجز حجرية، ولأول مرة تشهد هذه البركة مأساة غرق. أحد جيران الضحايا روى لنا هبّة أهل المنطقة إلى البركة، ومنهم أم الضحايا التي حملت ما
تبقى من أبنائها، وهو رضيع في الثانية من العمر وراحت تجري لمسافة واحد كيلومتر، ثم رمت ابنها الصغير بعيدا عن البركة، ورمت بنفسها في البركة لإنقاذ أبنائها وعندما تلمستهم بعد إخراجهم من البركة، وتأكدت من موتهم دخلت في غيبوبة، وكان منظرها زوال أمس مثيرا للشفقة، عندما رمت بنفسها أمام سيارة الإسعاف وهي تذكر أسماء أبنائها أمام حالة من بكاء ما لا يقل عن عشرين ألف مشيع من مواطنين وممثلين للسلطات في أكبر جنازة عرفتها تبسة في السنوات الأخيرة.
قد يهمك ايضاً
فتح الحدود الجزائرية على طاولة مجلس الوزراء هذا الأحد
توقيف 25 تاجر مخدرات وحجز 13 قنطار من المخدرات على الحدود الجزائرية المغربية
أرسل تعليقك