الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
وأكد وزير الخارجية السوداني على أحمد كرتي، خلال حديثه لبرنامج بثته الإذاعة الرسمية، الجمعة، عبر الهاتف من روما، أن "ما يجري في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن، لا يمثل ميزان القوي الحالي في العالم، بعد التحولات التي حدثت في السنوات الأخيرة، لأن تأسيسه قام على النتيجة التي أفضت إليها الحرب العالمية الثانية من حيث الهزيمة والنصر"، مضيفًا أن زيارته لروما تأتي بدعوة من وزيري الخارجية الإيطالي والإسباني للمشاركة في منتدي للجنوب الأوروبي، يبحث في كيفية الإصلاح في مجلس الأمن الدولي، وأنه سيعكس خلال المنتدى رؤية القارة الأفريقية بشأن المقاعد الدائمة العضوية في المنظمة الدولية.
ووصف كرتي، الأصوات التي تطالب بإصلاحات جوهرية في المنظمة الدولية بأنها "منطقية"، مؤكدًا أن "القارة الأفريقية لديها رؤية ومطالبات واضحة في هذا الإطار، بعد أن بات لديها الآن ثقل سياسي وجغرافي واقتصادي يؤهلها للقيام بأدوار تتخطى الدور الإقليمي، وأن المنتدى يُمثل حراكًا لدول الجنوب الأوروبي التي تبحث عن تمثيل دائم في مجلس الأمن، بعد أن استاثر الشمال الأوروبي بذلك (فرنسا وبريطانيا) لتنافس دول جنوب القارة على مقاعد غير دائمة مثلها مثل الدول الصغيرة في العالم"، موضحًا أن "المنتدى ستطرح فيه أراء وأفكار، وأن السودان سيقدم رؤيته في الملتقى بشكل قوي يتناغم مع مواقف وتطلعات القارة الأفريقية التي تملك الآن ثقلاً في التصويت بـ 56 دولة، وأن انطلاق هذه الدعوات من دول في أوروبا يبحث أصحابها عن مؤيدين وحلفاء لهم، بأنه يؤشر فعلاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات ضمن علاقات المنظومة الدولية".
وأضاف وزير الخارجية السوداني، أنه "لا يعقل أن تكون لبريطانيا وفرنسا مقاعد في مجلس الأمن ولا تكون للقارة الأفريقية مجتمعة مقاعد دائمة في مجلس الأمن، وأن الدعوة إلى إصلاحات جوهرية في مجلس الأمن في ظل التحولات التي يشهدها العالم حاليًا لابد أن تجد أذانًا صاغية لأهميتها".
وحول العلاقات السودانية الأوروبية، اعتبر كرتي أن "تحولاً إيجابيًا تشهده الآن هذه العلاقات"، مضيفًا أن "منتديات السودان الاقتصادية في عدد من الدول الأوروبية ومشاركته في المعرض الزراعي الألماني أخيرًا، شجعت العشرات من الشركات الأوروبية للاستثمار في بلاده، وأن السودان تراجع عن حواره الجاد مع الاتحاد الأوروبي كمؤسسة سياسية ليكون الحوار منفردًا مع كل دولة على حدة"، مرجعًا ذلك إلى أن "المواقف الصادرة من بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي، تتحامل على السودان، وتجافي الحقائق إرضاءً لرغبات ومواقف الولايات المتحدة الأميركية، مبينًا أن "الفرصة الآن متاحة أمام السودان للتعامل السياسي والاقتصادي مع الدول الأوروبية".
وعن مناخ الاستثمار في السودان، أوضح وزير الخارجية أنه "يحتاج إلى الكثير من الإصلاح، وأن وجود المجلس الأعلى للاستثمار سيعمل على توحيد النافذة الاستثمارية"، فيما تطرق إلى نتائج القمة العربية الاقتصادية الأخيرة التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، قائلاً إن "مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير بتوفير الموارد الطبيعية للأمن الغذائي العربي، جاءت مكملة لمبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتوفير الأموال في هذا الشأن".
أما في ما يتعلق بالعلاقات السودانية ـ الأفريقية، فأكد علي كرتي أن "السودان لن يخرج عن طوع أفريقيا، وأنه يتعامل مع دول الاتحاد الأفريقي بتقدير واحترام"، مشيرًا إلى علاقات بلاده مع دولة جنوب السودان، وماتمر به العلاقات من تجاذبات
أرسل تعليقك