بيروت ـ جورج شاهين
قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "إن هناك اختلافاً في وجهات النظر داخل قوى، 14 آذار، بشأن قانون الانتخابات، ولكن مساحات الخلاف في وجهات النظر هذه تضيق تدريجياً، وأتوقع إذا استمرينا في هذا السياق أنه خلال أيام ليست طويلة سنصل إلى تصوُّر موحَّد حول قانون انتخابات جديد"، مشدداً على أهمية التقيُّد التام بإجراء الانتخابات في موعدها وأي تفكير بتأجيلها من أي طرف لأي سبب كان، نراه تفكيراً قاتلاً لنظامنا الديمقراطي، وأضاف أنه "لا يوجد أمامنا سوى القانون المختلط وفق ما تقدمت به القوات اللبنانية أو ما قدمه الرئيس نبيه بري، إذ أنه بعد البحث الطويل ظهر أن هذا المشروع يُمكن أن يُوافق عليه غالبية الفرقاء، وأي طرح آخر يعني أننا سنبدأ من جديد ولا أتصور أنه سيكون له حظوظ للنجاح".
وأشار جعجع، في حديث مع صحيفة اللواء، يُنشر الإثنين وحصل "العرب اليوم" على ملخص له، إلى أن مشروع اللقاء الأرثوذكسي كان هو المدخل الوحيد إلى قانون انتخاب جديد، موضحاً أن "الدافع الرئيسي لتأييدنا المشروع الأرثوذكسي في اللجنة النيابية الفرعية كان بهدف التوصُّل إلى قانون انتخابات جديد".
ولفت إلى أن "التأجيل المقبول للاستحقاق الانتخابي هو التأجيل التقني لشهر أو شهرين لتُعطى وزارة الداخلية فرصة للقيام بالتحضيرات اللازمة"، وكشف أن جميع الدول العربية والإقليمية والدولية قد أعلمت الحكومة وأطرافها بأنها لن تعترف بهم كسلطة شرعية إذا لم تتم الانتخابات في موعدها، ولذلك ليس من مصلحة أحد تأجيل الانتخابات، ولا يظن أحد أن الحكومة في حال عدم إجراء الانتخابات ستبقى حكومة شرعية وفي يدها السلطات الشرعية كافة، فهذه الحالة ليست واردة ولا بأي شكل لا دستورياً ولا سياسياً.
ونوّه جعجع بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ،الذي يسعى للقيام بدور توفيقي بين كلّ الأفرقاء، داعياً إلى وجوب توجيه الجهود للوصول إلى قانون توافقي، "وإذا أردنا إيجاد قانون جديد، علينا أن نذهب إلى القانون المختلط".
وتعليقاً على مطالبة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعقد مؤتمر تأسيسي، قال جعجع إن "أي محاولة لِلْمَسّ بالدستور وباتفاق الطائف تكون فتحاً لباب على المجهول، ممكن أن نعرف كيف تفتح هذه اللعبة ولكن لا أحد يعرف كيف تقفل، وليس من مصلحة أحد فتح هكذا مواضيع، ولا يجب أن ننسى أنه بعد 15 عاماً من الحرب، توصل اللبنانيون إلى اتفاق الطائف، وبالتالي فإن الدعوة لعقد مؤتمر تأسيسي يعني فتح باب جهنم من جديد، فالأفضل أن نأخذ اتفاق الطائف كنقطة ارتكاز، وأرى أن كل بحث يكون في إطار الطائف يكون مقبولاً شرط أن يكون ضمن أسس الطائف ومبادئه".
وانتقد جعجع سياسة الحكومة "ولاسيما الفلتان الأمني والوضع على الحدود الشمالية والشرقية إضافةً إلى عمليات الخطف التي تحدث وكأن هناك شركات خاصة مرخصة من الدولة تقوم بها، فضلاً عن موضوع سلسلة الرتب والرواتب والتحركات النقابية"، مستغرباً "تصرف الحكومة تجاه هذا الموضوع، فإذا كانت عاجزة عن تمويلها، لماذا اتخذت فيها قراراً ووعدت المدرسين والموظفين بها؟".
وعن زيادة عدد النواب إلى 134، أوضح جعجع "نحن طالبنا سابقاً بإعادة عدد أعضاء المجلس النيابي إلى 108، ولكن كانت هناك مشكلة تتعلق بتمثيل الطائفة السريانية، والحل لدينا كان بإعادة العدد إلى 108 ومن ثم نعطي السريان مقعدين من النواب المسيحيين، ولكن في اللجان المشتركة لم يجدوا سوى هذه الطريقة لحلّ هذه المشكلة فزادوا ستة مقاعد إضافية".
وجدد جعجع التأكيد أنه "لا يمكن أن تقوم دولة فعلية في لبنان طالما القرار الاستراتيجي عند حزب الله، فهذا وضع غير طبيعي، واتهام الحزب في قضية الرئيس رفيق الحريري ومحاولة اغتيال النائب بطرس حرب واتهام محمود حايك ومن ثم قضية التفجير في بلغاريا، كل هذا يستدعي التوقف عنده وبحثه بشكل جدي ومن غير مسايرة واتخاذ القرار المناسب في شأنه".
وعمّا إذا كان يخشى على الثورة في سورية، قال "طبعاً لا ، رغم أن اللعبة الدولية بصراعاتها تطحن الشعب السوري طحناً، وأعتقد أن الثورة كانت قد انتصرت بعد سنة على انطلاقتها لولا اللعبة الدولية، ولكن طالما روسيا وإيران تُستَنْزَفان في سورية، فالآخرون يرون أنه من الأفضل عدم إنهاء هذه الأزمة".
وعن تبرير حزب الله تدخله في القتال في سورية بأنه لحماية الناس، أجاب جعجع "لا أحد يستطيع أن يتجاهل دور إيران في سورية، وأهم موقف كان يمكن أن يُتخذ لحماية هؤلاء الناس هو التزام الحياد أو تأييد الثورة، ولكن للأسف ذهب حزب الله إلى المقلب الآخر، وبسبب موقفه أصبح هناك تجييش كبير داخل الشعب السوري ضده وبذلك هو يُدخِل لبنان في آتون كبير"، لافتاً إلى أنه "في شأن الاعتداءات السورية على القرى الحدودية الشمالية كان على الحكومة أن تأخذ قراراً بإرسال الجيش للتموضع هناك وحماية الناس".
أرسل تعليقك