بيروت ـ جورج شاهين
شدّد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي على وجوب أن يكون "الحوار وحده والنقاشات العلمية والفكرية حول الملفات الكبرى منطلقًا وسبيلًا إلى تقدم مجتمعاتنا واستقرارها".
برعاية العماد قهوجي، أقيم أمس في النادي العسكري المركزي في المنارة، حفل توزيع كتاب المؤتمر الإقليمي الثاني تحت عنوان: "الشرق الأوسط بعد 2011: التحولات الجيو سياسية والاقتصادية والأمنية"، في حضور الوزيرين عدنان منصور وغابي ليون، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وشخصيات سياسية وعسكرية وفكرية واجتماعية وإعلامية ودبلوماسية.
بعد النشيد الوطني، ألقى مدير التعليم ورئيس اللجنة العامة المنظمة للمؤتمر الإقليمي الثاني العميد الركن خالد حمادة كلمة لفت فيها إلى أنّ "انسداد الأفق في المجتمعات العربية والمرتبط مباشرة بالمشاعر الشعبية الغامرة، بل البائسة، أدى إلى مثل هذا الزخم السياسي في ظل عجز الدولة والمؤسسات. إن الاحتجاجات الدينية - السياسية في العالم العربي والتعطش إلى بلورة هوية آمنة ونظام اجتماعي مضمون في عالم مشرذم، يشكلان كلاهما المهد الذي تترعرع فيه وتتعاظم القوى الفاعلة، وقد تطيح أنظمة الحكم وتحل محلها، وقد يصاغ جزء من العالم العربي على أيدي أولئك الذين يشكلون الفريق الرابح، ويمسي الجزء الخاسر خارج التاريخ والحياة الفكرية، تلك هي إحدى عقوبات العيش في قرن الحروب الدينية".
من جهته، قال قهوجي: "نلتقي اليوم مع بداية سنة جديدة، على قاعدة الحوار والنقاشات التي انطلق منها الباحثون والمفكرون الذين شاركوا في أعمال المؤتمرين الإقليميّين الأول والثاني للبحث في التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والأمنية لمنطقة الشرق الأوسط. ولعلها انطلاقة جيدة لنا في لبنان وفي منطقة الشرق الأوسط التي تغلي بالأحداث الكبرى، أن يكون الحوار وحده والنقاشات العلمية والفكرية حول الملفات الكبرى منطلقًا وسبيلًا إلى تقدم مجتمعاتنا واستقرارها".
وأضاف: "فنحن في لبنان نعيش في منطقة يتردد فيها صدى الأزمات الاقتصادية العالمية، وانعكست عليها تداعيات الحروب المتتالية من أفغانستان إلى العراق. وها نحن اليوم، نعيش ارتدادات الثورات العربية والمتغيرات التي أنتَجت أنظمة جديدة لا تزال تتلمس بداية طريقها نحو الحرية والعدالة والاستقرار ... ونحن الذين اختبرنا أعوام الحرب الطويلة، وعشنا مفاعيل الصراع العربي - الإسرائيلي والقضية الفلسطينية والحروب الإسرائيلية المتكررة على لبنان، أدركنا بعد طول مخاض أن لا سبيل إلى خلاص وطننا سوى بتعزيز ثقافة الحوار ونشر الديموقراطية فيه، ولعل هذه الخلاصة التي لا نزال نؤمن بها، تساعد الشعوب العربية في فهم حاجاتها والتركيز على متطلباتها الحيوية في منطقة تتداخل فيها الأفكار، وتتعدد فيها الهويات السياسية والطائفية، وتكثر فيها التحديات المصيرية والمشاكل الأمنية والاجتماعية".
ورأى قهوجي أنّه "إذا كان بعض الأنظمة قد أعطى انطباعات خاطئة عن دور العسكر في حياة المجتمعات العربية، فإننا في لبنان حُرصاء على تقديم رمزية جديدة لجيش يواكب التحديات ويقف بالمرصاد لمن يريد العبث بأمن الوطن ويسهر في الوقت نفسه على تأمين مثل الحرية والعدالة والمساواة للبنانيين، فالاستراتيجيات العسكرية لا تستقيم من دون احترام حقوق الإنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن سيادتها".
أرسل تعليقك