بيروت ـ جورج شاهين
افتتح "اتحاد الجمعيات الاغاثية لرعاية اللاجئين السوريين في لبنان"و"الندوة العالمية للشباب الإسلامي في المملكة العربية السعودية" و"الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت"، المؤتمر الأول لـ"دراسة أوضاع اللاجئين من سورية إلى لبنان: قضايا وحلول"، بعد ظهر الجمعة، في فندق "كورال سويت"- الحمرا.
وحضر المؤتمر ممثل النائبة بهية الحريري، تامر حمود، والأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب، النائب عماد الحوت، والمدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، الدكتور سليمان شمس الدين، وممثل هيئة الإغاثة العالمية في السعودية، الشيخ طارق الحواس، وممثل الجمعية الإسلامية في البحرين، أحمد آل محمود، وممثل الأمين العام لهيئة الاغاثة في مكة المكرمة، موسى عبد الكريم الموسى، وممثل منظمة التعاون الاسلامي، فؤاد المزناعي.
وغاب وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، الذي كان مقررًا أن يشارك في المؤتمر.
وبعد النشيد الوطني وكلمة لعريف المؤتمر حسام الغالي، تحدث حمود فأشار إلى أن "ارتفاع عدد النازحين، هو نتيجة للجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام"، وقال "إن معاناتهم تستدعي التبصر لأن من واجبنا تقديم يد العون إليهم، وليس المطالبة بإغلاق الحدود في وجههم أو طردهم، كما طالب البعض". وذكر بـ"نزوح عدد كبير من اللبنانيين في عدوان إسرائيل العام 2006 واستقبال الشعب السوري لهم في بيوتهم".
ولفت إلى "عجز الجمعيات عن تقديم المساعدات بسبب أعداد النازحين المتزايدة"، شاكرًا "السعودية والكويت لتلبيتها نداء المساعدة".
وحمل "الحكومة والجمعيات الدولية مسؤولية معالجة أوضاع النازحين"، مشيرًا إلى أن "معاناتهم ناجمة عن صعوبة تأمين سكن لهم ودمج تلامذتهم في المدارس وعدم تأمين العلاج الصحي اللازم وتوزيع المواد الغذائية".
ووصف "موقف الحكومة بالأخرس عندما تبنت سياسة النأي بالنفس"، مطالبًا بـ"استحداث مخيمات إيواء لهم على الحدود داخل الأراضي اللبنانية".
وشكر "وزير الشؤون الاجتماعية الذي دفع حكومة النأي بالنفس إلى تبني خطة لمعالجة أوضاع النازحين"، معلنًا "تضامن مؤسسة الحريري للتنمية المستديمة مع النازحين".
وألقى الحوت كلمة قال فيها "لقد مضى على هذه الأمة زمان نثر فيه عمر بن عبد العزيز الحب على رؤوس الجبال لكيلا يجوع الطير. واليوم، يجوع في بلادنا لاجئون هربوا بأنفسهم من جرائم النظام وآلة قتله".
وأضاف "أن استمرار دورة العنف الذي يمارسه النظام في سورية في حق شعبه وتوسع رقعته أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الإخوة السوريين إلى البلدان المجاورة، إذ كان للبنان منهم نصيب مهم. لقد تعامل اللبنانيون أفرادا ومؤسسات مجتمع مدني منذ اللحظة الأولى مع ملف النازحين، بما يليق بالعلاقة بين شعبين شقيقين، ولكن ارتفاع عدد النازحين وقد تجاوز عددهم المئتي ألف، بات يشكل تحديا حقيقيا يستوجب المعالجة الملحة على قاعدة المسؤولية المشتركة في تقاسم أعباء الاستجابة للمتطلبات الانسانية لهؤلاء النازحين، لا سيما أن 75 % منهم من النساء والاطفال، وما لذلك من انعكاس على طبيعة المساعدات التي يحتاجونها وتتركز، فضلا عن الإيواء والإعاشة، على الصحة والتعليم".
وأضاف "من أهم أدوات التعامل مع هذه الكارثة الانسانية، هو وقف الجرائم ضد الانسانية التي يقوم بها النظام السوري في حق شعبه، فاستمرار استخدام العنف يجعل النزوح قابلا للتفاقم، فضلا عن سقوط الأبرياء ضحايا لهذا العنف الاجرامي، ما يرتب علينا كمجتمع مدني أن نشكل رأيا عاما ضاغطا لوقف العنف والاعتداء على الشعب السوري والوصول إلى حل سياسي يسمح لهذا الشعب بتحقيق ما يريد لنفسه من تغيير، ويحفظ حقوقه وكرامته ويسمح للنازحين بالعودة إلى وطنهم بكرامة وأمان".
وطالب "أمام هذه الظروف الانسانية الصعبة، بمزيد من التضامن دولا ومؤسسات، وتنسيق المساعدات وتركيزها لضمان فعالية أكبر".
وناشد الحكومة اللبنانية "عدم الاكتفاء بخطة أعدتها بعد سنة وعشرة اأشهر من بداية الأزمة، وإنما المبادرة بخطوات ميدانية سريعة من خلال إنشاء مراكز إيواء للنازحين سواء على شكل مخيمات أو مبان لاستيعاب الأزمة، وتنظيم التعامل معها وإشراك ممثلي المجتمع المدني في التخطيط والتنفيذ، والاعتماد على قدرات هذه المؤسسات التطوعية وخبراتها في العمل الميداني حتى لا تذهب نسبة كبيرة من المساعدات على الشؤون الإدارية والرواتب".كما طالبها بـ"وقف أي تنسيق أو تعاون مع سفارة النظام السوري في لبنان، مما يشكل تهديدًا لأمن اللاجئين يخالف المواثيق الدولية، ووقف التوقيفات بتهمة الدخول خلسة أو بناء لطلب النظام وإيجاد بدلا من ذلك آلية لتسجيل النازحين".
وتمنى على "المؤسسات والمنظمات العربية والدولية المبادرة بدعم جهود الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني التي تملك أدوات تواصل فاعلة مع اللاجئين في مختلف المناطق من خلال متطوعيها، مما يؤمن فعالية وسرعة وصول المساعدة ويؤمن الشفافية".
وألقى المزناعي كلمة الأمين العام للمنظمة إحسان الدين أوغلو، أشار فيها إلى أن "عدد النازحين بلغ 4 ملايين ونصف مليون نازح داخل سورية وخارجها، وهم في أمس الحاجة إلى المساعدة"، لافتًا إلى أن "هناك مخاوف من ارتفاع أعدادهم".
وتحدث عن "المساعدات التي تقدمها المنظمة"، مشيرًا إلى أن"لجنة أجرت مسحًا ميدانيًا داخل سورية، ولكن تدهور الأوضاع بشكل دراماتيكي حال من دون تقديم المساعدات".
وأعلن أن "المنظمة ستفتتح 4 مكاتب للمساعدات الإنسانية في تركيا والأردن ولبنان والعراق لرعاية اللاجئين، وأن تركيا استجابت لهذا الطلب"، كاشفا أن "الأمين العام للمنظمة سيطلق نداء لجمع 500 مليون دولار خلال الأيام المقبلة لتلبية حاجات النازحين".
من جهته، لفت المدير العام للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت إلى"الدعم الذي كانت المنظمة تتلقاه أمير الكويت"، موضحًا أن "مساعداتها تشمل عشر دول تعاني أزمات تضم مسلمين ونصارى أيضًا".
وذكر أن "الهيئة تدعم المؤتمر استجابة للمؤتمر الذي سيعقد في الكويت لهذه الغاية تحت رعاية أمير الكويت"، مشددًا على "أهمية تبادل المعلومات والتنسيق والسعي لإنجاح أي عمل".
أما الحواس فلفت إلى "المأساة التي يعيشها آلاف النازحين"، مستذكرًا آيات من القرآن الكريم وأحاديث للنبي محمد عن "ضرورة مساعدة المحتاج".
ورأى "أن هناك تخاذلا من العالمين العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في سورية"، مطالبًا "الأمة بالاستجابة الى عمل الخير"، داعيا "الجمعيات الأهلية إلى القيام بعملها في هذا المجال".
وتحدث ممثل الأمين العام لهيئة الإغاثة في مكة المكرمة عن "مساهمة الهيئة في نقل نازحين لبنانيين في العام 2006 من لبنان إلى سورية"، مطالبا بـ"الوقوف بجانب النازحين السوريين، ولاسيما في مجال السياسة لحل هذه الازمة".
ودعا إلى "التنسيق في العمل"، معلنًا "استعداد الهيئة، بموافقة مسبقة من الحكومة اللبنانية، لتأمين مراكز استقبال للنازحين".
بدوره، وصف آل محمود "بأن ما يجري في سورية لم يفعله فرعون ولا أهل الأخدود"، مطالبًا بـ"الصبر والصمود ومد يد المساعدة لأهلنا في سورية"، مؤكدًا "ضرورة ائتلاف الجمعيات".
وتحدث الطبيبة القبرصية ويسكو بيلتا من "أحياء بلا حدود" عن عملها التطوعي في المجال الإنساني.
وألقى وقار نجم الدين من منظمة الإغاثة الإسلامية التركية كلمة أشار فيها إلى أن "المنظمة جمعت كميات هائلة من المساعدات من بيوت الأتراك"، داعيًا إلى "الاقتداء بهذه التجربة لتقديم العون إلى إخواننا السوريين".
وحيا عبد الفتاح رزق من مصر النازحين، معتبرًا أن "هناك تخاذلا وسكوتًا لم يحدث في التاريخ إزاء ما يجري في سورية"، لافتا إلى "دور لأطباء مصر في ريف حلب".
وأشار الشيخ أحمد العمري إلى أن "لبنان اعتاد احتضان قضايا الشعوب العربية والإسلامية"، متوقعًا "ارتفاع عدد النازحين من سورية".
ودعا إلى "مساعدة اللاجئين"، مطالبا بـ"آلية للإشراف على الأموال التي في يد الحكومة اللبنانية".
وأشار إلى أن "توصيات المؤتمر سترفع الى مؤتمر المانحين الذي سيعقد في الكويت في نهاية كانون الثاني/يناير الجاري".
أرسل تعليقك