الجزائر - الجزائر اليوم
يشتكي عدد من رؤساء البلديات بالعاصمة من غياب ميزانيات كافية لترميم العمارات المهددة بالانهيار، ويعترف هؤلاء في تصريح لـ”الشروق” بإحصاء عشرات الآلاف من السكنات المهدّدة بالسقوط فوق رؤوس ساكنيها، إلا أنهم يؤكدون بالمقابل، أنهم لا يمتلكون أغلفة مالية كافية لإعادة ترميم وإصلاح هذه السكنات، ويطالبون والي العاصمة بالتدخل العاجل لحل المشكل.
وفي هذا الإطار، كشف رئيس بلدية برج الكيفان، قدور حداد، في تصريح لـ”الشروق”، أن مصالحه خصصت سنة 2017 ما مقداره 66 مليار سنتيم من أجل ترميم 500 بناية على مستوى البلدية، غير أن العملية – حسبه – توقفت عند 10 بنايات فقط لحد الساعة، في وقت أحصى المسؤول ذاته، وجود 3 بنايات مهددة بالانهيار في أي لحظة، مضيفا أن 90 بالمائة من البنايات الموجودة على مستوى البلدية تعود للحقبة الاستعمارية. وأكد رئيس البلدية، أن معظم هذه العمارات تابعة لمؤسسة “اوبيجي”، مشيرا إلى أنها المسؤولة الوحيدة على عمليات الترميم، كما أن بلدية برج الكيفان تعتبر من أفقر البلديات على مستوى العاصمة، مرجعا سبب ذلك إلى الغياب التام للمشاريع الاقتصادية والتجارية على غرار الفنادق والمراكز التجارية وغيرها التي تلعب دورا كبيرا في تنمية البلدية، ومنحها مداخيل مالية.
وطالب رئيس بلدية برج الكيفان، مصالح ولاية الجزائر، وعلى رأسها الوالي يوسف شرفة بضرورة إتمام عمليات الترميم، وهذا بهدف تحسين واجهات العمارات، خصوصا وان بلدية برج الكيفان تتميز بطابعها السياحي والساحلي ونسيجها العمراني الاستعماري، كما أنها تعرف إقبالا كبيرا للمصطافين سنويا خصوصا في فصل الصيف، داعيا الجهات الوصية للإسراع في إتمام هذا المشروع الذي شهد تأخرا كبيرا مقارنة بالبلديات الأخرى التي أنهت هذا المشروع على غرار بلديات باب الزوار، المحمدية، الرويبة وغيرها.ومن جهته، صرح رئيس بلدية الحمامات، توفيق منصوري، في تصريح لـ “الشروق”، بأن أغلب البنايات الموجودة عبر إقليم البلدية تابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري، وهو من يتكفل بدراسة ملف الترميم، حيث اعتبرها من بين أهم المشاريع التنموية على مستوى المنطقة، مضيفا أن مثل هذه المشاريع تحتاج لأموال ضخمة خاصة في بلدية الحمامات، لكون 95 بالمائة منها بنايات قديمة تعود للحقبة الاستعمارية.
وأحصى محدثنا 23 بناية مهددة بالانهيار في أي لحظة، معربا عن استيائه وتذمره الشديد من هذه الوضعية التي آلت إليها بنايات البلدية، معتبرا ذلك مجحفا في حق قاطنيها الذين يواجهون خطر انهيار البنايات فوق رؤوسهم، حسبه- ناهيك عن تآكل الجدران واهتراء الأسقف التي تشهد تسربا لمياه الأمطار إلى داخل البيوت، وتدهور حالة السلالم التي لم تعد صالحة للاستعمال، بل باتت تشكل خطرا حقيقيا على حياة العائلات القاطنة فيها.
بالمقابل، أشار ذات المسؤول، إلى أن بلدية الحمامات لا تمتلك ميزانية كافية من أجل التكفل بمثل هذه المشاريع التي تتطلب أموالا ضخمة، لاسيما وأن هذه الأخيرة تعتبر من أفقر البلديات على المستوى الوطني والعاصمة، بميزانية تقدر بـ6 ملايير سنتيم، أغلبيتها توجّه لتسديد أجور العمال نتيجة غياب المؤسسات الاقتصادية والتجارية، مناشدا السلطات الولائية لأخذ المنطقة بعين الاعتبار من اجل تحصيل مداخيل في خزينة البلدية.وفي السياق ذاته، كشف رئيس بلدية الحراش، مزيود مراد، في تصريح لـ”الشروق”، أن مصالحه أحصت 17 بناية بحاجة لعمليات ترميم و36 بناية مصنفة في الخانة الحمراء من طرف الهيئة التقنية لمراقبة البنايات، بالتنسيق مع ديوان الترقية والتسيير العقاري، وقال في هذا الخصوص” أن اوبيجي هو المسؤول عن ترميم العمارات، مع العلم أن معظم البنايات الموجودة على مستوى إقليم البلدية تابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري، وليست خاضعة لتسيير البلدية”.وأكد المتحدث، أن مثل هذه المشاريع تتطلب أموالا ضخمة خصوصا في بلدية الحراش التي تعتبر من أقدم بلديات بالعاصمة، والتي تستدعي إعادة تهيئتها من جديد، غير أن ميزانية البلدية وحدها غير كافية لترميم مثل هذه البنايات، حيث تقدر ميزانيتها بـ 49 مليار سنتيم، مشيرا إلى أنها انخفضت مع جائحة كورونا بنسبة 10 ملايير سنتيم، متسائلا ” هل يعقل برمجة مثل هذه المشاريع ببلدية كالحراش وهي لا تمتلك إلا هذه الميزانية؟”.
قد يهمك ايضا
مجلس المحاسبة الجزائري يُؤكّد أنّ البلديات مدعوة للتحكّم في الجباية الخاضعة لمهامها
النفايات تخنق البلديات الساحلية في ولاية بجاية الجزائرية
أرسل تعليقك