بيروت ـ جورج شاهين
أقامت اللجنة اللبنانية لمهرجانات صور الدولية احتفالا ميلاديا بالتعاون مع بلدية قانا، تقديرا لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب في قاعة كنيسة قانا الجليل، في حضور رئيسة اللجنة السيدة رنده بري، القائد العام لليونيفيل الجنرال باولو سيرا، النائبين ميشال موسى وعلي بزي، المطران جورج بقعوني، الامين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة، ضباط من القوى العسكرية الامنية اللبنانية وقادة الوحدات الدولية، قائمقام صور حسن عيديبي، رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، وحشد من رؤساء المجالس البلدية والاختيارية، فاعليات وحشد من المدعوين.
بعد النشيد الوطني ونشيد الامم المتحدة قدم للاحتفال امين صالح. وتحدث رئيس بلدية قانا محمد عطية فقال: "من قانا الجليل بلدة البشارة والشهادة والمعجزة الاولى وفي ميلاد السيد المسيح نتوجه برسالة محبة لرسل السلام الذين وطأوا ارضنا في القبعات الزرق ليشهدوا بالحق والعدالة ويشاركوا اهلها تعب الفصول والمواسم، فحولوا مهمتهم الى عمل انساني في انفتاحهم على ابناء الجنوب، ولاننا نقدر عطاءاتهم الراسخة في سجل هذا الوطن وما لقانا الجليل من رمزية كان هذا الاحتفال الذي تحول الى عرس سنوي نحتفي به كل عام تكريما لتضحيات وعطاءات قوات حفظ السلام الدولية".
ثم، القى بقعوني كلمة توقف فيها عند معاني الميلاد، وتوجه بالشكر ل "اللجنة اللبنانية لمهرجانات صورالدولية وللسيدة بري ولبلدية قانا على هذا الاحتفال الميلادي. كما خص بالتحية والسلام قوات الطوارئ الدولية وقياداتها.
وقال: "ان العمل من اجل السلام لا يتم فقط على الصعيد الامني فهو ايضا على الصعيد السياسي" مشيدا بالرئيس نبيه بري "الذي يعمل بجهد من اجل الحوار والتلاقي لا سيما في هذه المرحلة الصعبة مرحلة الازمات والصراعات التي تحيط بنا".
واضاف: "في هذا الجو السياسي المتفجر والكلام المحطم الذي يأتي على لسان الكثير من السياسيين نحيي الدور الوطني الذي يقوم به دولة الرئيس نبيه بري في سبيل الحفاظ على الاستقرار وعلى السلام في لبنان".
واعتبر بقعوني ان "اخطر سلاح تدمير شامل هما الفقر والظلم الاجتماعي وان صناعة السلام ليس فقط بوقف الاعمال الحربية بل هو ايضا عمل اجتماعي ولا سلام بدون عدالة اجتماعية" وحيا كل "الذين يساعدون الفقراء في هذا الزمن الصعب وعلى رأسهم السيدة رنده بري والبلديات والجمعيات الخيرية".
وتحدث سييرا فقال: "انه لشرف كبير لي ان اتلقى هذه الدعوة الكريمة للمشاركة في احياء هذه المناسبة مع الجماعات المحلية في قانا. ذلك ان لقاءنا اليوم ليس فقط مناسبة لمشاطرة التقاليد الدينية والثقافية بل انه يهدف ايضا الى تعزيز رابط الصداقة المتين الذي طالما جمع اليونيفيل باهالي الجنوب على مدى اكثر من 30 عاما.
وان لقانا مكانة خاصة في التاريخ القديم كما في الماضي الحديث لجنوب لبنان. فأهالي قانا هم خير نموذج عن الجنوب بأسره: اي جماعة من الناس من خلفيات دينية مختلفة، يعيشون معا بسلام. وقد امتازت هذه الجماعة بقدرتها على النهوض من الكبوات، كما باصرارها الدائم على بناء مستقبل افضل واكثر امانا لاهالي الجنوب اللبناني".
واضاف: "لا شك ان لفترة عيد الميلاد رونقها الخاص، وهي مناسبة تذكرنا وتلهمنا ان في العطاء والشركة والمشاركة بركة تفوق الاخذ.
وانا على قناعة بأن تعزيز الفهم المتبادل والشراكة بين اليونيفيل واهالي الجنوب كما بين الجماعات من مختلف الطوائف سيساعدنا على احلال السلام الدائم والاستقرار في هذا البلد الجميل".
وختم: "دعوني اكرر لكم شكري على السماح لنا بقضاء هذه اللحظات الجميلة مع اصدقائنا. وانا اتقدم منكم ومن عائلاتكم باحر التهاني بموسم اعياد سعيدة ومباركة كما اتمنى لكم سنة جديدة ملؤها السعادة والنجاح".
ثم القت رنده بري كلمة قالت فيها: "ها نحن في قانا كما في كل عام، نأتي اليك ايها السيد حاملين قلقنا ومخاوفنا وهواجسنا من المستقبل الذي يشتد علينا بالخوف والفزع والموت الكثير، والجراحات التي تنزف من حولنا في البلاد الشقيقة، لانك انت وحدك تشفي، وها نحن نستقوي بك على الظلم والظالمين، لانك انت الامل للمساكين والمحرومين والودعاء والجياع والعطاش والرحماء وانقياء القلوب وصانعي السلام والمضطهدين.
لان قانا بوصلة سفينة البر الذي يمتد كسيف في بحر صور ليحرس اسوار المدينة حيث انتظرت الكنعانية السيد المسيح علية السلام وحيث لم يكن فيها سوى الكنعانيين. ولان الاعداء لم ينتبهوا الى ان قانا مسكونة بمحبة السيد المسيح عليه السلام وبعاطفة السيدة مريم الأم عليها السلام فإن العين فيها ستنتصر على المخرز والدمعة على الفأس".
واضافت: "ولان لقانا كل هذه الرمزية، فانه يشرفنا هذا العام ككل عام ان نعقد هذا الاحتفال بمناسبة عيد الميلاد على وقع الاناشيد والترانيم الدينية، تقديرا لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان وبحضور قائدها العام الجنرال باولو سييرا الذي شرفنا شخصيا بحضوره وقد سبق لنا ان اقمنا مثل هذا الاحتفال خلال السنوات في ساحة مغارة العرس في قانا وفي الكنيسة المجاورة وفي مركز صور الثقافي وفي مركز قيادة الطوارئ (اليونيفيل) في الناقورة.
واليوم نعبر عن سرورنا بأن نقدم هذا الاحتفال الذي نتشارك فيه الفرح مع وحدات رمزية من قوات اليونيفيل القادمة من دول كثيرة بهدف صنع السلام في جنوب لبنان.
اننا لن ننسى ان قوات اليونيفيل ومنذ العام 1978 ومنذ اصدار القرار 425 ومنذ العام 2006 ومنذ القرار 1701 قدمت نحو 300 جندي وضابط سقطوا في الميدان من اجل السلام".
وتابعت بري: "اننا في لبنان وفي جنوبه بالتحديد لن ننسى الايادي البيضاء لقوات اليونيفيل وخدماتها المدنية للمواطنين وتعاونها التام مع الجيش اللبناني في كل مهماتها مؤكدين على التعاون وصولا الى استكمال تنفيذ القرار الدولي 1701 التي تعرقل اسرائيل تنفيذه عبر التلكؤ في الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من ضيعة الغجر وعبر الخروقات العسكرية للسيادة اللبنانية بحرا وبرا وجوا وعبر محاولة وضع اليد وفرض امر واقع يتيح لاسرائيل السيطرة على ثرواتنا الطبيعية في البحر".
واضافت: "السيد الجنرال، نحن في الجنوب وبوجودكم وانتم الشاهد الدولي على ان لبنان يقع تحت تهديد دائم بالعدوان وقد كان لمدة خمسين عاما مسرحا لحروب اسرائيل على ارضنا وضد بلدنا -اننا نحن - نؤكد ان لبنان رسميا وشعبيا المتمسك بالقرارات الدولية يحتفظ ايضا بحق المقاومة لاي عدوان وان الشعب سيقف خلف جيشه ومقاومته لرد العدوانية الاسرائيلية التي تلمسون آثارها كل يوم واننا بخلاف ذلك سندعم مهمتكم لصنع السلام والاستقرار وقد لمستم ان اهالي هذه المنطقة التي تقع في اطار جغرافية القرار الدولي 1701 يعيشون حياتهم المدنية الكاملة لولا الخوف من العدوانية الاسرائيلية.
واسمحوا لي بهذه المناسبة العبقة بروح المحبة والسلام والرجاء ان اتقدم منكم ومن عائلاتكم التي تمضي عيد الميلاد بعيدا عنكم مفتقدة فرحة العائلة مجتمعة ونحن نعرف ما لهذا العيد من خصوصية لديكم واتمنى ان يكتمل تحرير الجنوب وتعودون الى اهلكم سالمين مع كامل التقدير والاحترام لدوركم وتضحياتكم".
وختمت: "اشكر الدول المشاركة في قوات اليونيفيل، اشكر لكم سيادة الجنرال مشاركتنا الشخصية هذا الاحتفال كما اشكر من شاركنا من ضباطكم وعناصركم واشكر اصحاب السيادة المطارنة وكافة الفعاليات والاهالي واتحاد بلديات صور على دورها لانجاح هذا الاحتفال ونحن متأكدون ان هذه الليلة التي تشعرنا بكل محبة السيد المسيح ستمكننا من ان ننتصر على عناصر التطرف في نفوسنا ولدى الجميع من اجل ان نحفظ لبنان".
واختتم الاحتفال بتراتيل وترانيم دينية قدمتها فرقة كورال مار جرجس
أرسل تعليقك