بيروت ـ جورج شاهين
ساهمت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت بمبلغ 155 مليون دولار لدعم المتضررين من الأزمة في سورية والتزمت بمساعدة لبنان تنمويا. جاء هذا التطور بعد لقاء بين السفيرة الأميركية مورا كونيللي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث عرضت معه التطورات على الساحة اللبنانية من مختلف جوانبها ونتائج مؤتمر الكويت وزيارته الى تركيا. ونقلت اليه تقديرها واحترامها لما يقوم به لبنان تجاه ربع مليون لاجىء سوري.
ويدعم هذا التمويل الاميركي الشركاء في الأمم المتحدة من ضمنهم المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة اليونيسيف، من أجل توفير مروحة واسعة من المساعدات للاجئين والعائلات اللبنانية في المجتمعات المضيفة الذين فتحوا بيوتهم ومدارسهم وقلوبهم بسخاء للأطفال والنساء والرجال الذين سعوا للأمان في لبنان هربا من العنف الوحشي والأوضاع الإنسانية المؤسفة في سورية.
واضافة الى هذا التمويل ، فان الولايات المتحدة تدعم مروحة واسعة من برامج المساعدات الإنسانية في لبنان لتقديم الدعم لإيجارات البيوت والمستلزمات المنزلية الأساسية وقسائم الغذاء، بالاضافة الى استشارات الرعاية الصحية الأولية والرعاية الطبية في حالات الطوارىء والخدمات النفسية والاجتماعية لضحايا العنف المبني على نوع الجنس وضحايا الصدمات النفسية الناتجة عن النجاة من العنف المروع داخل سورية.
ومن بين المساعدات ، تدعم الولايات المتحدة عمل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين من حيث تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية بما في ذلك الخدمات الطبية والاحتياجات مثل الغذاء والمياه النظيفة والملابس الدافئة والبطانيات والمأوى للمحتاجين في جميع أنحاء لبنان، والمجتمعات المحلية في البقاع والشمال الجنوب وجبل لبنان. ومع تزايد الوافدين من سورية، يصبح تحسين نوعية وكمية الملاجىء المتاحة أولوية للشركاء بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية.
جدير بالذكر ان خمسين بالمئة تقريبا من اللاجئين السوريين في لبنان هم من الأطفال، وأكثر من ثلاثة واربعين الفا منهم يعتبرون في سن الدراسة. لذلك فإن التمويل الذي تقدمه الولايات المتحدة يدعم جهود اليونيسف الرامية إلى تثقيف الأطفال السوريين في لبنان وتوفير دورات تعليمية، وأنشطة لاصفية لآلاف الطلاب السوريين واللبنانيين في كافة أنحاء البلاد. تقوم اليونيسف أيضا بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية من اجل حماية الأطفال والنساء من العنف المنزلي، ولتوفير الأمكنة الآمنة للأطفال للعب والتعلم.
وفي هذا الاطار ، يتعامل الشركاء الذين تمولهم الولايات المتحدة مع احتياجات الرعاية الصحية للاجئين االسوريين الذين تأثرت حالتهم الجسدية بسبب النزاع من خلال توسيع نطاق توافر خدمات شاملة للرعاية الصحية الأولية في شمال لبنان وبيروت والبقاع وجنوب لبنان. ويساعد البرنامج اللاجئين على اتخاذ قرارات تتعلق بصحتهم مبنية على معلومات، وذلك من خلال توفير الخدمات الصحية الوقائية والتعليم والمشورة في مجال الصحة العقلية وغيرها من الأنشطة المتصلة بالحماية.
ومن المساعدات التي قدمها الجيش الاميركي، بالتعاون مع الجيش اللبناني، 27،000 معطف شتوي الى الأطفال اللبنانيين والسوريين في عكار والبقاع. تدعم السفارة الأميركية كذلك برامج حل النزاعات وتنمية المهارات القيادية من خلال الرياضة والفنون الى 750 طفلا لبنانيا وسورية في البقاع، فيما يساعد الأطفال اللبنانيون أقرانهم السوريين بالتكيف مع المدارس اللبنانية. تقدم السفارة الأميركية ايضا التدريب الى 200 شاب وامرأة لتنفيذ مشاريع يستفيد منها 12 مجتمعا في عكار، والتدريب يطال مئة طالب في المرحلة الثانوية ونشطاء في المجتمع المدني لإجراء مشاريع خدمة المجتمع في ست قرى في وادي خالد.
الاقتصاد اللبناني كانت له حصة في هذه التقديمات ، فمن خلال الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (USAID) التي ىشملت برامج تصل قيمتها الى 75 مليون دولار في الزراعة والتنمية وتمويل المشاريع الصغيرة. وفي قطاع المياه فان برنامج الوكالة الاميركية للتنمية الدولية عزز خدمات المياه والصرف الصحي من خلال المساعدة التقنية وتحسين البنية التحتية. بالإضافة تقديم الوكالة الاميركية للتنمية الدولية أكثر من 50 مليون دولار لبرامج لتحسين الحكم والخدمات البلدية، وتعزيز المجتمع المدني، ومعالجة الشواغل البيئية.
اما عن شباب لبنان وتعليمهم فان الوكالة الاميركية للتنمية الدولية بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي، ساهمت في المدارس الرسمية من خلال برنامج بقيمة 75 مليون دولار لمدة خمس سنوات. ويهدف البرنامج الى تعزيز التحصيل العلمي الطلاب من خلال إعادة تأهيل المدارس وتوفير المعدات وتدريب المعلمين على القيادة، والأنشطة اللامنهجية، والمشاركة المجتمعية في المدارس الرسمية والمحلية، ويضع نظاما للرصد والتقييم لضمان أداء عالي الجودة. وفي خلال العامين الماضيين، قدم برنامج الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (USAID) للجامعات منحا دراسية كاملة الى 220 طالبا لبنانيا في المدارس الرسمية يحتاجون الى مساعدات مالية على أساس الجدارة الجامعية وذلك لاكمال تحصياهم العلمي في الجامعات المرموقة في لبنان. إن العديد من هذه البرامج، التي تعمل على تحسين تقديم الخدمات وتوسيع الفرص الاقتصادية والتعليم ودعم الشباب لتشجيعهم على المشاركة في حل مشاغل المجتمع، تنشط في المجتمعات التي تستضيف للاجئين السوريين.
اضافة الى كل ذلك، تشجع السفارة الأميركية أيضا تعلم اللغة الإنكليزية كأداة للنجاح التعليمي والوصول إلى المعلومات ولتقديم فرص عمل أفضل لآلاف اللبنانيين في أنحاء البلاد. منذ العام 2007، شاركت حوالي 4500 امرأة لبنانية في برنامج تعليم المرأة اللغة الإنكليزية من خلال منهاج خاص يركز على حياتهم اليومية ومخاوفهم لتشجيع المشاركة المدنية من خلال اللغة. وعلى مدى السنوات التسع الماضية، شارك ما يقارب 3300 طالب لبناني من المدارس الرسمية في برنامج Access وهو برنامج مكثف لمدة عامين لتعليم اللغة الإنكليزية ومهارات القيادة".
أرسل تعليقك