القاهرة ـ علي رجب
انتقدت مستشار رئيس منظمة الكونغرس العالمي الأمازيغي، ومنسق "الشبكة المصرية من أجل الأمازيغ" أماني الوشاحي، تصريحات الرئيس محمد مرسي، الأربعاء، بشأن مالي، والتي أدلى بها أثناء اجتماعه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، وقال فيها "حريصون على وحدة أراضى مالى وضرورة تقديم الحوار".
وقالت الوشاحى "أعتقد أن د. مرسى ليس على دراية كافية بطبيعة الوضع في مالي، لذلك هو يتحدث من منطلق مشاعره وليس من منطلق معلوماته، فلو كان لديه معلومات كافية لأدرك أن الشعب الأمازيغي عن بكرة أبيه، يؤيد استقلال إقليم أزواد عن دولة مالي بإعتباره حقًا مشروعًا، ولأدرك أيضًا أن الأمازيغ يعادون كل من يعادي مشروع إقامة هذه الدولة"، مضيفة "وأريد أن أذكر د. مرسي بأن الأمازيغ - وتعدادهم 40 مليون نسمة، سبق وأن دعوا إلى حملة مقاطعة البضائع المصرية،احتجاجًا على أغنية لمطرب مغمور يُدعى إسلام أمين، كانت تحمل إهانة للأمازيغ، وذلك على خلفية مباراة مصر والجزائر في السودان، ولولا أنني تقدمت ببلاغ إلى النائب العام ضد هذا المطرب ما توقفت الحملة، ولقد كان على د. مرسي أن ينأى بمصر عن صدام مع الأمازيغ لا داعي له، وأن يركز ك اهتمامه في العمل على وحدة الأراضى المصرية أولاً، قبل أن يتحدث عن وحدة أراضي دولة بعيدة لا ناقة له فيها ولا جمل".
وأوضحت منسق "الشبكة المصرية من أجل الأمازيغ"، "في مؤتمر برلين عام 1884، تم رسم الخريطة السياسية لأفريقيا السوداء بيد المستعمر الأوروبي لا بيد أبنائها، وبالتالي تم فرض حدود جغرافية مصطنعة على القارة، كما تم تقسيم الجماعات العرقية التقليدية بين دول عدة، وماجرى على جميع القوميات العرقية في أفريقيا جرى على أمازيغ الصحراء - تنيري، حيث قامت فرنسا بين عامي 1960-1963 بترسيم الحدود وتقسيم الصحراء ـ تنيري بين دول عدة، وقد قامت بإهداء الجزء الغربي من صحراء تنيري - أزواد - إلى الجنيرال الشيوعي موديبو كيتا، الذي قام بضم الإقليم ليؤسس مملكة مالي الإسلامية، والنتيجة المتوقعة لهذا التقسيم غير العادل هو ظهور النزعات الانفصالية، حيث سعى القوميون إلى إعادة توحيد شعوبهم المفتتة تحت مظلة دولة قومية موحدة، وقد حمل أمازيغ أزواد السلاح مطالبين بالانفصال لأسباب عرقية مثلهم في ذلك مثل الآخرين".
وتابعت أماني الوشاحي، "لقد قام أمازيغ الطوارق بأربع ثورات طوال تاريخهم الحديث، ثورتهم الأولى كانت عام 1963 ضد إلحاقهم بمملكة مالي الإسلامية، وتم القضاء عليها عسكريًا، وثورتهم الثانية بدأت عام 1990 بقيادة إياد أغأغالي ضد الحكومة المركزية في باماكو وباءت هذه الثورة بالفشل السياسي وليس العسكري، حيث انتهت عام 1992 بتوقيع اتفاق الجزائر الأول، أما ثورتهم الثالثة فقد اندلعت عام 2006 بقيادة الشهيد إبراهيم أغ بهانغا، الملقب بـ(أسد الصحراء) وانتهت عام 2007 بتوقيع اتفاق الجزائر الثاني، وها هي ثورتهم الرابعة والتي اندلعت في 17 أذار/مارس 2012، ومطلبهم الوحيد هذه المرة هو الانفصال وتأسيس دولة مستقلة
أرسل تعليقك