الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
يبدأ نائبا الرئيس السوداني علي عثمان طه والحاج آدم يوسف جولتين أفريقيتين وتشمل الجولة التي تبدأ، الاثنين، 9 دول أفريقية حيث يزور طه كينيا وزيمبابوي ومملكة لوسوتو وجنوب أفريقيا، فيما يزور الحاج آدم دول غانا والكاميرون وساحل العاج وزامبيا وغينيا كوناكري، وتستغرق الجولة 4 أيام يلتقي خلالها نائبا الرئيس بقادة تلك الدول وبحث العلاقات الثنائية بين السودان وبلادهم، وفي تعليق له على الزيارة يقول المستشار الصحافي للرئيس السوداني عماد سيد أحمد للـ"العرب اليوم" "إن جولة طه وآدم تهدف بالدرجة الأولى لشرح موقف من القضايا الخلافية مع دولة جنوب السودان والتطورات الأخيرة في أعقاب قمة أديس أبابا بين البشير و سلفاكير.
هذا وقد أشار سيد أحمد إلى أن الدول الأفريقية ظلت مهتمة بما يدور بين السودان وجنوب السودان، ولذا تأتي الزيارة بغرض اطلاع قادة هذه الدول على آخر المستجدات حيث ينتظر أن تبحث قمة القادة الأفارقة المرتقبة في أديس أبابا في كانون الثاني/ يناير الجاري تطورات الوضع بين السودان وجنوب السودان، وكان نائب الرئيس السوداني الحاج ادم ووزير الخارجية علي كرتي قام أخيراً بزيارة إلى دول غرب وجنوب القارة كلا على حدة، فيما وصف وزير رئاسة مجلس وزراء حكومة جنوب السودان تلك الزيارات بأنها "تبدو محاولة من الخرطوم للتأثير على تلك الدول".
ومن ناحية أخرى يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة أم درمان الإسلامية الدكتور عبده مختار "إن هذه الجولة وبهذا المستوى الرفيع من الحكومة السودانية وفي هذا الوقت تبدو مهمة " و أضاف إنها متأخرة لكنها مطلوبة، و إن السودان ظل لفترات يجهل البعد الأفريقي والعمق الأفريقي الذي اتضحت أهميته بعد انفصال الجنوب، وأصبح الاتحاد الأفريقي لاعبًا رئيسيًا في حل العديد من النزاعات الأفريقية".
و تابع مختار في تصريحاته لـ "العرب اليوم" "إن الخطوة تبرهن على إدراك الحكومة السودانية لأهمية تنوير الدول الأفريقية بإبعاد القضية لأنه من الواضح أن الطرف الآخر( جنوب السودان ) نجح كثيرًا في تسويق مواقفه إفريقيًا في ظل غياب للطرف الآخر ( السودان ) عن المسرح".
وأشار إلي أن قضايا الخلاف الحدودي بين السودان وجنوب السودان ونزاع أبيي المعقد تحتاج لشرح من قبل الحكومة حتى لا تتعاطف الدول الأفريقية مع دولة الجنوب دون معرفة كامل الحقائق بشأن هذه القضايا خاصة نزاع أبيي التي يتداخل فيها التاريخ مع الجغرافيا على خلفية التعايش القبلي بين المكونات السودانية والجنوبية مما أدى إلى تعقيد مسألة الهوية في هذه المنطقة"، مضيفًا "إن البعد الاقتصادي احتل مكانه في الصراع بعد ظهور النفط فيها ، لذلك تأتي الخطوة في وقت مهم ويجب أن تستمر الحكومة السودانية في تكثيف الجهود الدبلوماسية لتشمل دول أفريقيا خاصة المؤثرة .
أرسل تعليقك