يؤكد المدرب واللاعب السابق لاتحاد الجزائر وشباب باتنة عبد المالك عبد اللاوي بأن رمضان هذا العام جاء في ظروف استثنائية، خاصة وأن ذلك يتزامن مع وباء كورونا وما يتطلبه من إجراءات تفرض الحجر المنزلي، مؤكدا أنه أرغم على الصوم في السعودية بسبب غلق المطارات، في الوقت الذي تتواجد عائلته في الإمارات، كما يأمل من الجزائر أن تستفيد من خيرة مدربيها وتقنيينها الذين اكتسبوا الخبرة في بطولات خليجية وأوروبية.
بداية كيف أحوالك مع أجواء رمضان؟
الحمد لله أنا بخير، فأنا متواجد في السعودية للدراسة والتكوين، لكن عائلتي مقيمة في الإمارات العربية، ولأول مرة أقضي الشهر الكريم بعيدا عن الأهل، بسبب غلق المطارات والظروف الاستثنائية التي تعرفها جميع بلدان العالم.
كيف تتعامل مع الحجر المنزلي وتزامن ذلك مع حلول شهر رمضان الكريم؟
أنا موجود في البيت، أتابع كل التعليمات، وأطلع على آخر المستجدات، أريد زيارة عائلتي في الإمارات لكن للأسف المطارات مغلقة، ولا يمكنني التنقل إلى الإمارات أو إلى الجزائر، وبهذه المناسبة أتمنى من الله الفرج لي وللزملاء، لاعبين ومدربين، وأتمنى من السلطة الجزائرية أن تجد حلا لإجلاء الإخوان الراغبين في العودة إلى عائلاتهم في الجزائر، كما أترحم على جميع الذين توفوا بسبب وباء كورونا، وأتمنى الشفاء للمصابين.
كيف تنظر إلى رمضان هذا العام وظروفه الاستثنائية؟
شهر رمضان لهذا العام يختلف عن سابقيه، خاصة في ظل غلق المساجد وغياب صلاة التراويح، نكهة رمضان غابت هذا العام، كما أنني وجدت نفسي مرغما على الصيام بعيدا عن عائلتي المتواجدة في الإمارات، في الوقت الذي لازلت متواجدا في السعودية، لا خيار أمامنا سوى التأقلم مع الوضع الراهن، والدعاء بتجاوز هذا الوباء والبلاء.
لديك مشوار طويل مهني في الخليج، فكيف تقيّمه بشكل عام؟
الحمد لله كانت مسيرة طويلة وناجحة، حيث تعود إلى مطلع الألفية، عملت طويلا مع نادي العين الذي منح لي فرص التكوين ونيل شهادات كثيرة، خاصة شهادة “أ” الآسيوية وشهادة “أ” الإفريقية، ناهيك عن الاحتكاك مع مدارس عالمية مثل مانشستر سيتي وأنتر ميلانو وفالنسيا الإسباني ومدارس عالمية كثيرة.
ما هي أبرز إنجازاتك خلال عملك في الدوري الإماراتي؟
نلت نحو 10 بطولات مع نادي العين الإماراتي في كل الفئات، وهذا الموسم أخوض تجربة مهنية مع فريق كبير أيضا هو النصر السعودي، أبرز شيء هو أنني أعطيت صورة مشرفة للتقني العربي والجزائري بالخصوص في الخليج، حيث كنت المدرب العربي الوحيد الذي نال بطولة فئة أقل من 17 سنة في الإمارات، علما أن أغلب المدربين هم أجانب. وقد عملت مع نادي الظفرة لمدة سنة لكن غادرت بعد أن تلقيت عرضا من نادي الأهلي عن طريق الدولي السابق جمال شاطر الذي أشكره بالمناسبة. عموما تجربتي في الخليج كانت متنوعة ومفيدة من الناحية الفنية بالخصوص.
كيف تقارن بين ظروف العمل في الخليج والجزائر؟
إذا أرادوا أن تسير الكرة الجزائرية على قاعدة تكوين صحيحة، عليهم أن يستفيدوا ويستعيدوا إطاراتها الذين اكتسبوا خبرة محترمة في الخارج، سواء مدربين أو أطباء وتقنيين ومدربي حراس وغيرهم، لأن كل الإطارات الجزائرية مكوّنة أحسن تكوين مع خبراء كبار على مستوى العالم، وعندهم شهادات دولية، ونحن في منافسة دائما مع الجانب للبرهنة فوق الميدان.
ما هي مقترحاتك بخصوص إمكانية إفادة الكرة الجزائرية؟
بصراحة فقد ظلمنا كثيرا في بلدنا، لأن الإطار الجزائري عنده قيمة في الخارج أكثر من بلده. كل الناس تتكلم على التكوين ونحن مدربون مختصون في التكوين ونملك شهادات إفريقية وآسيوية، علاوة على الخبرة ومسارنا كلاعبين في المستوى العالي، ناهيك عن الاحتكاك مع أحسن المدارس الكروية في العالم، هذا الذي يجعلنا نتمنى التفاتة من الهيئات الناشطة في بلدنا حتى نسخر خبرتنا في إفادة الكرة الجزائرية، والإطارات كثيرة في مختلف البطولات الخليجية، منهم مدربون ومدربو الحراس ومحضرون بدنيون، وهناك دكاترة في الطب، وعليه فإن أي ناد في البلاد يريد مشروع تكوين ممكن أساعده خدمة لبلادي وأبناء وطني.
لكن هذه المسائل من صلاحيات الوزارة مثلا؟
بهذه المناسبة أتمنى من وزير الشباب والرياضة أن ينظم لقاء مع الجالية المتواجدة في الخارج، ويستمتع لهم بشكل جيد، لأنهم يمكنهم أن يخدموا البلاد بأفكارهم بغية النهوض بالكرة الجزائرية، وكذلك كل الرياضات الأخرى، صدقني التكوين لا يحتاج إلى إمكانات كبيرة، الدولة تحتاج إلى سياسة واضحة المعالم من جميع الأطراف، مع التفكير في الاستفادة من جميع الإطارات الجزائرية.
هل من مقترحات أخرى مثلا؟
أتمنى تشكيل أكاديميات خاصة للاهتمام بالمواهب الكروية، ولكن بشرط أن تكون تحت لواء الاتحاد الجزائري. كما أتمنى من المديرية الفنية للاتحاد الجزائري أو المعاهد الرياضية أن تقيم تربصات مع شهادات للمدربين اختصاص المراحل السنية.
هل أنت راض عن العمل الذي قمت به لحد الآن في الدوري الإماراتي؟
بحكم أنني اشتغلت في الإمارات فترة طويلة، من ذلك عملي مدة 13 سنة في نادي العين في كل المراحل، فإن أغلب اللاعبين الحاليين للمنتخب الإماراتي قد ساهمت في تدريبهم أو الإشراف عليهم في وقت سابق، مثل سعيد جمعة وخالد بلوشي وعلي عميل فلاح وغيرهم.
قلت بأنك احتكيت بعدة مدربين عالميين ومدارس معروفة، هل يمكن أن تذكر لنا بعض الأسماء؟
عرفت في مسيرتي المهنية عدة مدربين كبار استفدت منهم، مثل مدرب منتخب كرواتيا زالتكوا والمغربي رشيد الطوسي. وفي نادي العين تعاملت في تكويني مع جيرار أوييه الذي كان مديرا فنيا لمنتخب فرنسا، واستفدت أيضا من مسيرة بينيتز مدرب ريال مدريد وليفربول، كما استفدت من خبرة إريكسون مدرب منتخب إنجلترا، من دون أن أنسى توجيهات ونصائح هنري ميشال المدرب السابق لمنتخب فرنسا.
خلال مسيرتك بالملاعب تركت أثرا طيبا مع شباب بلوزداد واتحاد الجزائر وشباب باتنة.. فماذا تقول لهم بهذه المناسبة؟
أتمنى لاتحاد الجزائر أن يلتفت لأبناء النادي، لأن فيه خبرات ممكن الاستفادة منها، أما شباب بلوزداد فهو فريق الصغر وفريق “الحومة”، أتمنى له التوفيق والفوز بدرع البطولة، أما شباب باتنة فلدي معه قصة جميلة، لكن أتألم كثيرا للوضعية التي وصل إليها، أتمنى ترك الخصومات والكراهية والفتنة جانبا، ويتم التعاون على خدمة هذا الفريق الذي أعطى لي الكثير، ولن أوفي حقه رغم أنني أرغمت على ترك أموال كثيرة، وقد فضلت الصمت احتراما للنادي وليس للأشخاص.
هل من إضافة في الأخير؟
أتمنى لكل الشعب الجزائر رمضانا كريما، وربي يرفع عنا البلاء والوباء، كما أوجه رسالة إلى السلطات الجزائرية، لأن فيه جالية كبيرة تنتظر الإجلاء في أقرب وقت، وظروفهم صعبة من كل النواحي، وأحيي الأسرة الكروية في الجزائر، متمنيا التوفيق للجميع.
قد يهمك ايضا :
تعيين عنتر يحي كمدير رياضي جديد لنادي اتحاد الجزائر
شاهد: وفاق سطيف يستعد لمواجهة مضيفه شباب باتنة
أرسل تعليقك