مدريد ـ وكالات
لن ينسى المكسيكي أندري فيفيرو أبداً النهائي الكبير لكأس العالم التفاعلية 2013 FIFA بمدريد. وليس فقط بسبب حصوله على المركز الثاني وشيك بقيمة 5000 دولار أمريكي. فالشاب صاحب الـ 23 ربيعاً، وفي أول مشاركة له في هذا الدوري، بدا متأثراً بعد أن أهدر فرصة في اللحظات الأخيرة من المباراة الحاسمة.
ففي الدقيقة 89 من المباراة، وبينما كان فيفيرو في طريقه إلى الهزيمة بنتيجة 0-1، سنحت له فرصة فريدة: فأمام سوء تمركز دفاع ريال مدريد (فريق بروس جرانيك)، قام المكسيكي، الذي لعب بمنتخب البرازيل، بهجمة ناجحة من الجانب الأيمن، وأرسل تمريرة بينية لهولك. وتلقى المهاجم الكرة داخل منطقة الجزاء، في حين لم يكن الحارس متموقعاً في المكان المناسب، وسدّدها من اللمسة الأولى، بدون مضايقة، أرضية... وخارج المرمى!
وأكد جرانيك لموقع FIFA.com "أنا أيضاً كجميع الحاضرين ظننت أنه سجل هدف التعادل! توقف قلبي عن النبض للحظات". واتفق فيفيرو، الذي يتكلم بصوت خجول وبتأنِ، مع الفائز. "لا أفهم ما حدث. أرسلت تمريرة أرضية لأتجنب تغطية الدفاع، وأظن أنني نجحت في ذلك. ولكن عندما رأيت أن الكرة ذهبت إلى الخارج، ندمت على عدم التسديد باللاعب الذي أرسل التمريرة. يا لها من خيبة أمل!".
وأثارت هذه الفرصة اندهاش الجمهور الذي ملأ مسرح جويا بمدريد، وحسمت أيضاً النتيجة النهائية لصالح جرانيك. ولكن فيفيرو، فخور بإنجازه، نزل من خشبة المسرح وسط تصفيق حار من الجمهور. وأوضح أندري، الذي خسر 5-0 في مرحلة المجموعات ضد البطل المتألق "أنا سعيد بنسبة خمسين في المئة لوصولي إلى النهائي، ومحبط بنسبة خمسين في المئة بسبب الخسارة. هذه مشاركتي الأولى وأثبتت أنه بإمكاني أن أصبح لاعباً كبيراً".
"أردت أن أفاجئه بهجماتي، لأني كنت أعرف أن كل اللاعبين يتبعون خطة دفاعية ضده. ولهذا اخترت برشلونة ولعبت بثلاثة مدافعين، ولكنه سحقني بالهجمات المضادة"، يتذكر مبتسماً. "كان النهائي متكافئاً حيث توخيت الحيطة: فريق البرازيل متوازن، ولهذا انتهت المباراة بهدف واحد فقط".
مفاجأة سارة
وصل أندري إلى مدريد برفقة مدربه دون أن يحدث ضجة، عكس المرشحين للتتويج، وقدم المكسيكي عروضاً جيدة في الجولة الأولى (4 انتصارات وخسارتان) قبل أن يبلغ الدور ربع النهائي من المنافسة. واعترف "أثق في مؤهلاتي، ولكني لا أتدرب كثيراً". وما هو السبب؟ "أنا على وشك إكمال دراستي وأقضي ساعات طويلة مع الكتب. في رأيي، ليس من المهم أن تلعب العديد من المباريات. وإن كانت التدريبات قليلة، يجب مواجهة أحسن اللاعبين. هذا كافٍ".
وهو يعرف عما يتحدث! من مشجعي نادي ريال سوسيداد حيث يلعب كارلوس فيلا، ينتمي أندري إلى فريق من لاعبي أجهزة الألعاب يمثل بلاده في مختلف المسابقات، ولكنه يعترف أن شغفه الحقيقي هو علم النفس. "لا يعرف المرء أبداً ما سيحدث، ولكني آمل أن أتخرّج قريباً وأمارس المهنة. بل وأتمنى الجمع بين الأمرين: ربما العمل على تدريب أو تحفيز اللاعبين في هذه البطولات. ويمكنني أن أحكي لهم عن تجاربي وعن هذا النهائي"، أضاف بنبرة خيبة أمل. هل بسبب حصوله على المركز الثاني؟ "لا، لا ... بسبب الفرصة الضائعة في اللحظات الأخيرة. سأتذكرها طوال حياتي!".
أرسل تعليقك