الولادة في سيارات الإسعاف، حوادث تتكرر يوميا، سيما في المدن الداخلية والمناطق النائية، ففي الوقت الذي تكتظ به المستشفيات بالنساء الحوامل المقبلات على الولادة، ترغم بعض النساء على الولادة بين يدي فرق الحماية المدنية قبل وصولهن إلى المصلحة الطبية المختصة..أعياد ميلاد وأفراح يتقاسمها أطفال ولدوا داخل سيارات الإسعاف مع رجال الحماية المدنية من الذين أسعفوا أمهاتهم وهن يلدنهم.
وتشير الإحصائيات، أنّ 138 ولادة عبر الوطن تمت داخل سيارات الإسعاف للحماية المدنية خلال 2020، و147 ولادة داخل البيت، بينها 144 جنس ذكر و141 جنس أنثى، وتعد ولاية الشلف، حسب بيان خلية الاتصال للمديرية الحماية المدنية الذي تلقت “الشروق” نسخة منه، أكثر الولايات التي شهدت ولادات داخل سيارة الإسعاف وذلك بـ11 ولادة خلال سنة 2020، تليها البويرة، والأغواط ومستغانم بـ8 ولادات، أما جيجل فشهدت 7 ولادات داخل سيارات الإسعاف في نفس السنة.
ولم تسجل كل من، العاصمة، وبجاية وقالمة وبومرداس وتسمسيلت، سنة 2020 أي ولادة داخل سيارات الإسعاف، في حين أن الولادات داخل البيت سجّلت حتى في المدن الكبرى والقريبة من المستشفيات، لكن تبقى أكثر الولايات المسجلة لولادات المنزل، غليزان بـ24 ولادة، والمدية بـ17 ولادة وبسكرة بـ15ولادة.
وقال في هذا السياق، المكلف بالاتصال لدى المديرية الولائية للحماية المدنية، الملازم الأول خالد بن خلف الله، في تصريح لـ”الشروق”، إن أعوان الحماية المدنية، يتلقون تكوينا في التوليد، ولكن بالطرق التقليدية، حيث أن أغلب الولادات التي تحدث داخل سيارة الإسعاف هي سهلة ولا تتعلق بحالات خاصة تكون فيها الحامل بحاجة إلى الرعاية في المستشفى أو إلى إجراء ولادة قيصرية.
وأوضح خالد بن خلف الله، أنّ سيارة الإسعاف ليست مكانا للولادة، فهي تفتقر لتجهيزات غرفة الولادة، وإن الحامل عندما يأتيها المخاض في الطريق يضطر طاقم الحماية المدنية إلى توليدها وإسعاف الطفل بالطرق التقليدية وبتكوين بسيط وليس تخصص.
وأفاد المكلف بالاتصال لدى المديرية الولائية للحماية المدنية، الملازم الأول خالد بن خلف الله، أنّ المدن التي تحتوي على عيادات ومستشفيات قريبة من التجمعات السكانية، غالبا ما تكون غير معنية بالولادات داخل سيارات الإسعاف، في حين أنّ الأمر يتعلق بولايات داخلية أو التي تعرف مناطق جبلية وأخرى نائية.
هذا هو سبب زيادة حالات الولادة داخل سيارات الإسعاف
من جهته، كشف البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، عن أسباب زيادة الولادات داخل سيارات الإسعاف، مؤكدا أن الكثير من المستشفيات تشهد اكتظاظا في مصالح التوليد، وعدم وجود أسرة، ما يجعل المسؤولين عليها، لا يستقبلون الحوامل، ويطلبون منهن العودة إلى غاية اقتراب موعد الولادة، وهي الدقائق الأخيرة للحمل، الأمر الذي يؤدي بهن للولادة خارج المستشفى.
وقال خياطي، إنّ سيارات الإسعاف للحماية المدنية، غير مجهّزة للولادة، فهي تحتوي على إمكانيات ضعيفة، وأن الولادات التي تنجح هي العادية التي لا تعاني الحامل فيها من بعض الأمراض أو لديها مشكل يتعلق بالحمل. كما أنّ حالات الولادة داخل سيارة الإسعاف، تتعلق، حسبه، بحوامل يقطن بعيدا عن المستشفيات، حيث يقطعن مسافات طويلة للوصول إلى مصالح الولادة.
أطفال ولدوا بين أيدي أعوان الحماية المدنية
يحتفظ الكثير من الأطفال في الجزائر بذكرى مولدهم في سيارات الإسعاف، وهي مناسبة مميزة بالنسبة إليهم، حيث يفضل بعضهم أن يتشارك الاحتفال بعيد ميلادهم مع أعوان الحماية المدنية، كما أنّه منذ أن أصبحت منصات التواصل الاجتماعي بالأخص”الفايسبوك”، متاحة أمام الجميع، انتشرت صور لرضع رفقة رجال الحماية المدنية، هؤلاء الذين نجحوا في عملية توليد امرأة قبل وصولها إلى المستشفى.
وخلال الأسبوع الماضي، نجحت فرقة التدخل للحماية المدنية بغرداية، في توليد امرأة كانت في حالة مستعجلة داخل سيارة إسعاف، قبل نقلها إلى مستشفى العقيد محمد شريفي لتلقي العناية المركزة.
وقبلها وخلال شهر أفريل الماضي، تمكن أعوان الحماية المدنية بغرداية من توليد امرأة قبل نقلها إلى مستشفى متليلي، ونقل معها المولود في صحة جيدة.
وفي نهاية سنة 2020، تم تسجيل عدّة ولادات داخل سيارة الإسعاف، ففي نوفمبر نجحت الحماية المدنية بسطيف في مساعدة سيدة على الولادة داخل سيارة الإسعاف.
قد يهمك ايضاً
تزويد المرضى بالأدوية عن طريق سيارات الإسعاف وتطبيقات نقل الأشخاص
الجيش الليبي يتمكن من إسقاط طائرتين تركيتين حاولتا قصف سيارات الإسعاف والتموين في بني وليد
أرسل تعليقك