الجزائر - الجزائر اليوم
حذّر البروفسور فتحي بن أشنهو، من المخاطر الصحية للإشهار "الجهنمي" الذي يُبثّ يوميًا عبر القنوات التلفزيونية بعيدًا عن المراقبة، مشيرًا إلى أهمية انشاء مكتب لمراقبة الإشهار يكون تابعا للسلطات العمومية، مثلما هو معمول به في باقي الدول، لضمان حماية صحة المواطن، حيث اعتبر في هذا الصدد بأنه "من غير المعقول يتم تصوير أطفال يتناولون مختلف انواع السكريات في الوقت التي تسجل فيه مصالح الصحة ارتفاعا كبيرا لمرضى السكري خاصة وسط الاطفال".
واستغل البروفيسور فرصة تنظيم الغرفة الوطنية للفلاحة بالتنسيق مع مصالح مديرية الفلاحية لولاية الجزائر، يوما تحسيسا حول الصحة والتغذية أول أمس، لدق ناقوس الخطر حيال نوعية المواد الفلاحية والاستهلاك المفرط للحوم الحمراء، داعيا كل من المصالح الفلاحية والصحية إلى تكثيف العمل التحسيسي، لتوعية المواطنين بمختلف المشاكل الصحية التي يتعرضون لها بسبب ثقافة "استهلاكية سيئة وغير صحية".
كما أكد بن أشنهو، أهمية إبراز مسار المنشأ لكل منتوج فلاحي أو حيواني لحماية المستهلك، مشيرا إلى أن اسواق الجملة لكل من حطاطبة والخميس الخشنة، على سبيل المثال، تحولت الى مرتعا للفيروسات، بسبب غياب كل أشكال النظافة، حيث يتم عرض منتجات زراعية وسط برك من مياه الصرف الراكدة.
على صعيد آخر، دعا البروفيسور مصالح التجارة إلى تشديد الرقابة على المنتجات الغذائية المستوردة، مؤكدا ان غالبيتها مجهولة المصدر ولا تحمل المواصفات الحقيقة لمكوناتها. وتحسبا لشهر رمضان الذي يكثر فيه استهلاك البروتينات، حذر بن أشنهو من الأفراط في تناول اللحوم الحمراء. وأشار إلى أنه يسجل بأسف شديد، إقبال العائلات الجزائرية على تناول ما بين 500 غرام إلى كيلوغرام واحد من اللحوم في اليوم الواحد، في حين تشير المعايير الصحية العالمية الى تخصيص 300 غرام من اللحوم لكل مواطن في الأسبوع، محذرا من هذه الثقافة الاستهلاكية "التي أدت الى تفاقم مختلف أنواع الأمراض المستعصية" .
وإسهاما منه ببعض الحلول الطبية والصحية، اقترح البروفيسور، التحول الى البروتينات النباتية، التي نجدها في البقوليات بمختلف أنواعها، مشيرا إلى أن المستهلك الجزائري، لطالما صنف العدس والفاصوليا ضمن أطباق الفقراء، لكنها غنية من ناحية البروتينات وصحية أكثر مقارنة ببروتينات الحيوانية.
من جهته، كشف رئيس الغرفة الفلاحية لولاية الجزائر، بلقاسم واعلي، أن الفلاحين واعون بأهمية توفير منتوج فلاحي سليم، بدليل أن نسبة استعمال المبيدات الحشرية تقدر بـ500 غرام في الهكتار، في حين تبلغ نفس النسبة بالدول الأوربية بين 10 و12 كيلوغرام في الهكتار، في حين تقدر نسبة استعمال الأسمدة العضوية 17 كيلوغرام في الهكتار، مقابل 30 كيلوغرام بدول الجوار
وارجع ممثل الفلاحين، سبب استعمال بعض المبيدات الحشرية بنسبة كبيرة، خاصة بالنسبة لمنتجي الكروم، إلى انتشار مرض " الميلديوا"، الذي يضر بالإنتاج ويتطلب علاج الحقول بشكل كثيف بعد تساقط الأمطار.
قد يهمك ايضا :
الرئيس عبد الفتاح السيسي يطالب الحكومة المصرية بإنجاز مدن "الجيل الرابع"
فاتورة استيراد المواد الغذائية ترتفع خلال السداسي الأول لسنة 2018
أرسل تعليقك