تقرير يكشف تخطي عدد القتلى المدنيين العراقيين 180 ألف قتيل منذ الغزو الأميركي

انطلقت القوات الأمنية الثلاثاء 5 تموز/ يوليو الجاري في عملية عسكرية واسعة النطاق لتطهير منطقة الزنكورة شمال قضاء الرمادي، وكشف تقرير نشرته شركة الإحصاءات "ستاتيستا" أن عدد قتلى المدنيين في العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003 حتى اليوم تخطى 180 ألف قتيل.

وذكر إعلام قيادة عمليات الأنبار أن "القوات الأمنية التابعة إلى قطعات الفرقة 16 وجهاز مكافحة الإرهاب والفوج التكتيكي من شرطة الأنبار انطلقوا اليوم بعملية عسكرية لتطهير منطقة الزنكورة شمال الرمادي".

مشيرا إلى أن "الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي، وكتيبة المدفعية العسكرية تشارك في العملية".

وكان قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي أعلن في وقت سابق عن وصول القطعات الأمنية إلى جسر علي الحاتم، وتعزيز المواضع الدفاعية هناك.

وعاد الرقم ليرتفع من جديد عام 2014 مع دخول تنظيم "داعش" ساحة المعارك ومقتل أكثر من 20 ألف مدني، كذلك عام 2015 شهد مقتل أكثر من 17 ألف مدني عراقي؛ ليصل إجمالي عدد القتلى المدنيين حسب التقرير إلى أكثر من 180 ألف قتيل. وأفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية - طلب عدم الكشف عن اسمه - بأن 5 اشخاص سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار عبوة ناسفة، شمالي بغداد. وقال المصدر في تصريح لـ"العرب اليوم" إن "عبوة ناسفة انفجرت صباح اليوم بالقرب من محال تجارية في منطقة الكريعات، شمالي بغداد؛ مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة". مضيفا أن "قوة أمنية هرعت إلى منطقة الحادث ونقلت الجرحى إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج وجثة القتيل إلى دائرة الطب العدلي، فيما فرضت طوقًا امنيًا على منطقة الحادث ومنعت الاقتراب منه". متابعا أن "عبوة ناسفة انفجرت صباح اليوم بالقرب من سوق شعبية في ناحية الرضوانية، جنوب غربي بغداد؛ مما أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة".

يذكر أن الأوضاع الأمنية في العاصمة بغداد تشهد توترًا منذ منتصف العام 2013، إذ أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، في الأول من تموز/ يوليو الحالي، مقتل وإصابة 2119 عراقيا نتيجة أعمال العنف التي شهدتها البلاد خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، مسجلة انخفاضًا عما سجلته خلال شهر أيار/ مايو الماضي، مجددة التأكيد على أن العاصمة بغداد كانت "الأكثر تضررًا". وأعلن المحافظ أحمد الجبوري  إطلاق سراح ١٨٠ سجينًا بأمر قضائي بعد ثبوت عدم تورطهم في أي أعمالٍ إجراميةٍ أو إرهابية، داعيا السجناء المطلق سراحهم إلى ممارسة حياتهم المدنية والتمتع بحقوقهم كافة.

وقال الجبوري في بيان  إن "١٨٠ سجينًا أطلق سراحهم بأمر قضائي بعد ثبوت عدم تورطهم بأي أعمالٍ إجراميةٍ أو إرهابية"، مؤكدا خلال إشرافه على عملية إطلاق سراح السجناء أن "القضاء العادل أنصف الأبرياء ممن لم تثبت عليهم التهم". مضيفا أن "السجناء المطلق سراحهم بصحةٍ جيدة، وأن عدالة التحقيق والقضاء سعت إلى إحقاق الحق وتبرئة الأبرياء"، داعيا السجناء المطلق سراحهم إلى "ممارسة حياتهم المدنية والتمتع بحقوقهم التي من شأنها بناء الأسرة والمجتمع". مطالبا المجتمع العراقي بـ"التعاون مع الأجهزة الأمنية وأن يكونوا العيون الساهرة معهم من أجل الحفاظ على الأمن وتفويت الفرصة على الزمر الإرهابية والإجرامية والقضاء على الجريمة وكل الظواهر السلبية.

ودعا التحالف الوطني العراقي في إدانته للتفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة الكرادة ليلة السبت الماضي ، إلى ملاحقة الخلايا النائمة وبُؤَر الإرهاب في العراق. وذكر بيان للتحالف، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه اليوم ، "بقلوب ملؤها الأسى، والألم بعظيم المُصاب بالفاجعة المهولة التي أصابت شعبنا في العراق، ولا سيَّما أهلنا في الكرادة الصامدة بعد استهدافهم بعمل إرهابيٍّ غادر يحمل كلَّ معاني الجُبن، والجريمة اللإنسانيَّة من قبل تنظيم "داعش" ربيب إسرائيل، ومُجرمي الحرب من قـَتـَلة الشعوب، وأعداء الإسلام، ينعى التحالف الوطنيّ العراقيّ الشهداء الأبرار من الشباب، والنساء، والأطفال، والرجال الذين تضرَّجوا بدمائهم على أرض الكرادة الحزينة، وزفـَّتهم الملائكة شهداء بين يدي الله العزيز الكريم في شهر الله العظيم، ولياليه المُقدسة رمضان المبارك مع المئات من الجرحى، والمُصابين". مضيفا "إذ يُدين التحالف الوطنيّ بأشدِّ درجات الإدانة هذه الجريمة النكراء فإنه يدعو الشعب العراقيَّ المجاهد إلى المزيد من الصبر والمُقاوَمة، ومُواصَلة الجهاد ضدَّ أعداد الإسلام والعراق والإنسانيَّة مُتسلـِّحين بالتوكـُّل على الله الناصر المُعين، والجبَّار المُنتقِم خُصُوصًا أنه قدَّم آلاف الشهداء من خِيَرة أبنائه لإسقاط الطاغوت، وواصل تقديم الدماء الزاكية في مُواجَهة ودحر الإرهاب".

ودعا التحالف، بحسب البيان، القوات المسلحة وأبطال الحشد الشعبيِّ إلى "ملاحقة العدوِّ في كلِّ مكان، والانتقام لدماء الأبرياء والمظلومين، وتطهير أرض العراق المُقدَّسة من أرجاسهم، وحماية الشعب من جرائمهم النكراء". متابعا " ويُؤكـِّد التحالف الوطنيّ أهمّية الإجراءات التي اتخذها القائد العامُّ للقوات المُسلـَّحة، ويدعو إلى كشف مُلابَسات الجريمة المُروِّعة، وإيقاع القصاص العادل بالمجرمين، ومُحاسَبة المُقصِّرين في أداء الواجب أشدَّ المُحاسَبة. داعيا العراقيِّين جميعًا إلى "توحيد الصفِّ، وحشد الطاقات لمُلاحَقة الخلايا النائمة، وبُؤَر الإرهاب في كلِّ أنحاء العراق، والتعريف بالمشبوهين، وعصابات الجريمة المُنظـَّمة، والكشف عن أيِّ تحرُّك إرهابيٍّ لوأده قبل وُقـُوعه من قِبَل القوات الأمنيَّة".

ودعا التحالف الوطنيُّ المُجتمَع الدوليَّ عامّة، ودول المنطقة خاصّة إلى "التعاون لتضييق الخناق على الإرهاب، وتجفيف منابعه، وقلع جُذوره، واستئصال عناصره المُنتشِرة في مُختلِف دول العالم"، مضيفا "على الدول العربيَّة عامة والإسلاميَّة خاصّة الوقوف إلى جانب الشعب العراقيِّ في مِحنته، ومكافحة بُؤَر الإرهاب، ومنع تدفـُّق الإرهابيِّين، ومُحارَبة مدارس التكفير ورُؤُوس الفتنة الطائفيَّة، وتـُجَّار الحُرُوب".

مشددا "على الحكومة العراقـيَّة أن ترعى عوائل الشهداء رعاية خاصّة، وتـُخفـِّف من مُصابهم ومُعاناتهم، وتتولى معالجة الجرحى في أسرع وقت، وتـُعوِّض المُتضرِّرين من جراء هذا العمل الغادر"، داعيا القوات الأمنية إلى "أخذ الحيطة والحذر، ووضع الخطط الأمنيَّة الرادعة، والتركيز على الجهد الاستخباريِّ، والاستعانة بالمُواطِنين، ونشر الكاميرات في الأماكن الحسَّاسة، ومداخل العاصمة، وسائر المحافظات، واعتبار ذلك كلـِّه من الأولويَّات غير القابلة للتأجيل".

وكانت سيارة مفخخة انفجرت في وقت متأخر من ليلة السبت الماضي في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد؛ ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 200 شخص، وأعلنت الحكومة على إثره الحداد العام لمدة 3 أيام. وأصدر رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي مساء الأحد الماضي مجموعة أوامر من أجل تعزيز الأمن في بغداد والمحافظات بعد الخرق الأمني الكبير بتفجير سيارة مفخخة في منطقة الكرادة بينها سحب أجهزة السونار المحمولة يدويا، وإعادة تنظيم السيطرات والإسراع في إنجاز حزام بغداد الأمني وغيرها.