مدريد - لينا عاصي
اشتهرت كل من العلامتين التجاريتين "كريستوبال بانسياغا"، "كريستيان ديور" بتصميم فساتين على غرار تلك المباني التي يصممها بعض من الرموز المعمارية مثل المهندس نورمان فوستر والمهندسة زها حديد والمهندس فرانك جيري، ولكن يبدو أن التحدي تطور ليصبح هذه التصاميم التي توصف المعمارية أنثوية أيضا.
واستطاع المصمم والمدير الابداعي للعلامة الاسبانية ديلبوزو جوزيب فونت أن يأخذ هذا التحدي من خلال علامته المشهورة في إسبانيا كواحدة من دور الازياء النسائية الأبرع في البلاد منذ عام 1974. واشتهرت العلامة مجموعة بيرفيوم أند ديسينو بعد وفاة مؤسسها خيسوس ديل بوزو في عام 2011، والتي عينت بدورها جوزيب الذي انتقل الى مدريد ليبدأ بالتحضير لأسبوع الموضة في نيويورك، وهناك استطاع أن يجذب كل من كيت بلانشيت وجوليان مور وهيلاري سوانك ليأخذن فساتين أنيقة ارتدينها في مهرجان كان وبالم سبرينغز وهامبتونر، وبالتالي تمكنت تصاميمه من السير على السجادة الحمراء.
ويعتمد جوزيب في ملابسه على الصور الظلية المبالغ فيها وتفاصيل مطرزة يدويا ترتكز على مبادئ الهندسة في الأساس ونوعية المواد، ونجح في الجمع بين الأشكال المختلفة لخلق قطعة أنثوية وجميلة ورومانسية، ولا عجب من ذلك نظرا لأن جوزيب ترك دراسة الهندسة المعمارية كي يبدأ طريقة في مجال الأزياء.
وأوضح، "استطعت أن اترجم الافكار والهياكل على النسيج والجسم من خلال التوازن ففي الواقع استعنت بالدروس التي حصلت عليها عندما كنت أسعى للحصول على شهادة في الهندسة المعمارية، فكل شيء يحتاج الى النسبة والتناسب لتحقيق الانسجام بين الحجم والصور الظلية واللون والملمس، فعلى سبيل المثال أريد أن أصمم فستان بأكمام ضخمة ولكن لأقلل الوزن المرئي علي أن استخدم الاورجانزا أو الشيفون".
واستطاع جوزيب أن يحقق مراده بالعمل مع حرفيين خبراء، وتابع "في الورشة على سبيل المثال، نعمل جميعا بطريقة مشابهة جدا للطريقة التي كانت متعبة في العصر الذهبي للموضة، في الأربعينات والخمسينات تحديدا، ونعمل كلنا من مصممين وصناع وخياطين جنبا الى جنب في فريق واحد، نتناقش حول الكميات والأشكال والأقمشة والالوان، وأيها يجب أن يضاف اليها التطريز، فهذا في النهاية جهد جماعي".
وحان الوقت للعلامة الاسبانية بعد ثلاثة أعوام من استئناف العمل كي تصمم حقيبة يد، فجاءت مجموعة مكونة من أربع قطع كلاسيكية مع تخطيط العصر الحديث، ويشير جوزيب "كنت أرغب في البقاء وفيا للعمارة العضوية، وهذه الطريقة التي تبعتها للمجموعة الجديدة من الملابس، والحقائب". وشملت التصميمات حقيبة الطبيب التي ظهرت لأول مرة في أيلول/سبتمبر، وحقيبة فلاب التي يصفهما جوزيب بالمناسبتان للاستخدام اليومي، كحقيبة للعمل، الى جانب حقيبتين للأمسيات والسهرات كلها مصنوعة من جلد العجل وبألوان متناقضة.
وافتتحت ديلبوزو متجرين في مدريد وميامي وتسعى لافتتاح أخر في أذار/مارس في لندن، وأضاف المدير الابداعي "سيتبع البوتيك الجديد لنا في لندن نفس مفاهيم المتاجر الاخرى، من خلال تصميمه بالمواد الطبيعية مثل الخشب والرخام والنحاس والمساحة التي يدخلها الضوء الطبيعي، فنحن نفضل عرض الملابس في الضوء الطبيعي بدل الصناعي، بحيث يتمكن الزبائن من تقدير لوحة الالوان بكل تفاصيها". ويبدو أن الكثير ما زال في جعبة جوزيب فونت ليقدمه من خلال ديلبوزو.
أرسل تعليقك