الجزائر - الجزائر اليوم
أبرزت وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية, مليكة بن دودة, يوم الأربعاء بولاية تمنراست أهمية العمل على التثمين الإقتصادي للتراث الثقافي لتحقيق التنمية لفائدة الأجيال الحالية والقادمة، موضحة لدى إشرافها على انطلاق ورشة "إدماج التراث الثقافي للحظيرة الثقافية للأهقار في تطوير السياحة " في إطار الزيارة التي شرعت فيها إلى هذه الولاية والتي تدوم يومين " أنه يتعين العمل على التثمين الإقتصادي للتراث الثقافي لضمان التنمية لفائدة الأجيال الحالية و القادمة ".
وأكدت في ذات الشأن أن بلوغ هذا المسعى يتطلب انخراط الساكنة من خلال ترقية العمل الثقافي بالمنطقة و تكريس التوجهات الكبرى للدولة بخصوص الحفاظ على الموروث الثقافي، مؤكدة أن هذا التوجه الذي يندرج ضمن مخطط عمل الحكومة سيجعل من تمنراست نموذجا في مجال التثمين الإقتصادي للتراث الثقافي ، داعية إلى استغلال الموارد التي تزخر بها المنطقة في مجالات التنمية ، وإعطاء فرص للشباب و المرأة الريفية من خلال إنشاء مؤسسات مصغرة بإشراك مختلف القطاعات والمؤسسات.
وسيتم تنظيم دورات تكوينية في مجال البناء التقليدي لفائدة الشباب ، وإعادة بعث كل من مهرجاني "تين هنان" و "تافسيت" بتمنراست ، إستنادا للوزيرة، مشددة على أهمية إثراء الإقتراحات حول تطوير السياحة الثقافية خاصة - كما أضافت- وأن الإحتفال باليوم العالمي السياحة يحمل هذه السنة شعار '' السياحة و التنمية الريفية '' ، حيث سيتم في هذا الصدد -مثلما قالت- إقتراح مسارات ثقافية جديدة تعتمد على تنشيط المسالك السياحية.
وأعلنت بالمناسبة أن القطاع سيعمل في اطار خطة تشاركية لإعداد ملف تصنيف الحظيرة الثقافية للأهقار ضمن التراث العالمي على غرار حظائر أخرى، مشيرة إلى أن الأشغال الميدانية الخاصة باستعمال تقنيات المسح الفضائي قد انطلقت بالتعاون مع الوكالة الفضائية الجزائرية.
وبدوره أكد مدير الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأهقار، محمود أمرزاغ، أن الجزائر أدرجت السياحة قطاعا إستراتيجيا ، وتولي اهتماما كبيرا له ، مشيرا أن حظيرة الأهقار الثقافية تعمل على توحيد الجهود وتعزيز التنسيق بين مختلف القطاعات للترويج للسياحة المستدامة، مشيرًا إلى أن الحظيرة تعتمد على سياسة حماية وتهيئة المواقع بهدف ترقية السياحة الثقافية بمختلف مناطق الأهقار بما يساهم في إبراز المقومات الثقافية والطبيعية .
ويتضمن برنامج ورشة "إدماج التراث الثقافي للحظيرة الثقافية للأهقار في تطوير السياحة " عدة مداخلات تتمحور بالخصوص حول الإستغلال السياحي المستدام للتراث البيئي الثقافي لشبكة الحظائر الثقافية إلى جانب عرض مشروع "قرى وحدائق الأهقار" في خدمة التراث والتنمية المحلية.
وكرمت الوزيرة بمناسبة هذه الزيارة ثلة من الفنانين وعازفي الإمزاد من منطقتي الأهقار و التدكلت على غرار الفنانة القديرة بادي لاله و الشاعر عجلة محمد ، والفنان صالح دقدوقة والعازفة آلمين خولن.
وأفادت بأن القطاع يولي أهمية كبيرة للجمعيات الفنية المحلية ذات الطابع الغنائي المتفرد ، لافتة في ذات الوقت الى أن كل الطبوع الغنائية ستحظى بعناية خاصة، كما حظي "الجيش الأبيض" أيضا بالتكريم من خلال توزيع جوازات سفر ثقافية لفائدة أطباء و أعوان الشبه طبي المجندين لمواجهة جائحة كوفيد-19 بهذه الولاية.
وأشرفت الوزيرة على توزيع تجهيزات تقنية لفائدة جمعية "أتاكور لتطوير السياحة الصحراوية" لتنفيذ برامج السياحة الثقافية بالحظيرة الثقافية بالأهقار ، قبل أن تستمع إلى بعض انشغالات الجمعيات المحلية والتي تركزت حول مسألة توفير فضاءات لمزاولة مختلف الأنشطة الثقافية والفنية ، ورفع التجميد عن مشروع المسرح الجهوي.
وتفقد الوفد الوزاري مركز التوصيف التحليلي لتراث الأهقار الذي أطلق عليه إسم الفقيد خمادو جكال الذي كان مديرا سابقا لقطاع الثقافة بولايتي تمنراست و إيليزي، وبذات الموقع قدم لوزيرة الثقافة والفنون عرضا حول نتائج مشروع المحافظة على التنوع البيئي ذي الأهمية العالمية والإستعمال المستدام لخدمات الأنظمة الإيكولوجية بالحظائر الثقافية في الجزائر.
كما اطلعت على ورشة مشروع مسرح الهواء الطلق بحي أدريان ، حيث أكدت بالمناسبة أن هذا الصرح الثقافي يعول عليه في توفير فضاءات للجمعيات الناشطة ، مشددة على ضرورة استلامه في الآجال المحددة.
وبالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية المجاهد برادعي مولاي أحمد تلقت الوزيرة شروحات حول نشاط هذا المرفق الثقافي ، والتقت بمجموعة من الشباب المبدعين في مختلف المجالات الأدبية الذين طرحوا بعض انشغالاتهم ، حيث دعتهم لتنظيم أنفسهم في إطار جمعوي حتى يتسنى مرافقتهم ومساعدتهم، حيث تواصل وزيرة الثقافة والفنون زيارتها غدا الخميس بتفقد منشآت ومعالم ثقافية بعدة مناطق.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك