لوس أنجلوس ـ رولا عيسى
كشفت دراسة حديثة، أن فحوصات العين الدورية قد تساعد في الكشف عن الإصابة بمرض الزهايمر، في مرحلة مبكرة جدًا تصل إلى عقدين قبل ظهور أعراضه، ما يساهم في إمكانية التنبؤ بالمرض ومن ثم تطوير سبل الوقاية منه، ووفقًا لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية، أجرى الباحثون في لوس أنجلوس اختبارًا على 16 مريضاً، وبمقارنة نتائجه مع الفحوصات التي تجرى على الدماغ، كان اختبار العين بنفس القدر من النجاح في اكتشاف البروتين المترسب في شبكية العين والذي يُعتبر مقدمة لأمراض الدماغ القاتلة.
ويقول الخبراء إن هذا الاكتشاف يعدّ واحدًا من اعظم التطورات فى بحوث الزهايمر حتى الآن، والذي يثبت فعالية هذا الاختبار من حيث التكلفة، كما أنه لا يتطلب الجراحة، وقالت الدكتورة "مايا كورونيو-هماوي"، وهى جراح أعصاب فى مركز سيدارز سايناي الطبي في لوس انجلوس، أن النتائج تشير إلى أن الشبكية قد تكون مصدراً موثوقا وهاما لتشخيص مرض الزهايمر، وواحدة من المزايا الرئيسية لتحليل شبكية العين هو "التشابه مع المخ"، والذى يسمح لنا لمراقبة المرضى واحتمال تطور مرضهم.
ومن حوالى 10 سنوات كانت الطريقة الوحيدة لتشخيص المصاب بمرض الزهايمر رسميا هى تحليل الدماغ بعد وفاته، بينما فى السنوات الأخيرة كان الأطباء قادرين على استخدام الأشعة المقطعية بالانبعاث البوزيتروني (BIT) لتحديد علامات المرض، ولكن كانت هذه التكنولوجيا باهظة الثمن، كما انها تستخدم الجراحة، لأن المريض يحتاج إلى حقن عن طريق التتبع المشع، ومع تطور الابحاث توصل فريق الدكتور كورونيو بتحديد تقنية أكثر فعالية من حيث التكلفة ولا تحتاج إلى جراحة.
تعاون فريق أبحاث مركز سيدارز سايناي الطبي، مع مركز ابحاث "نيوروفيسيون ايمجينج"، هيئة البحوث الأسترالية للبحوث العلمية والصناعية، جامعة جنوب كاليفورنيا، وجامعة كاليفورنيا، للوصول إلى تطبيق فعلي لنهج فحص العين والكشف عن الزهايمر، في هذه الدراسة، أجرى الباحثون تجربة فعلية على 16 مريضًا الذين شربوا دواءا يتضمن الكركمين، وهو مكون طبيعي من توابل الكركم، يساعد على الكشف عن بروتين "اميلويد" في شبكية العين عن طريق المسح الضوئي.
ثم تمت مقارنة نتائج فحوصات المرضى مع مجموعة من الأفراد الأصغر سنا والذين يتمتعون بصحة جيدة، ووجد الباحثون أن النتائج كانت دقيقة بمقارنتها مع الطرق الأخرى، وقال يوسف كورونيو، وهو باحث مشارك في قسم جراحة المخ والأعصاب، أن إحدى النتائج الرئيسية التي توصلت إليها الدراسة الجديدة هي اكتشاف ترسيبات الأميلويد في المناطق الطرفية التي سبق إغفالها في شبكية العين، واوضح ان كمية البروتين في شبكية العين يترتبط بكميته في مناطق محددة من الدماغ، قائلا: "الآن نحن نعرف بالضبط أين يمكننا العثور على علامات مرض الزهايمر في مراحل مبكرة".
وقال رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في مركز سايناي الدكتور كيث بلاك، الذي شارك في قيادة الدراسة، إن النتائج تعطي الأمل للكشف المبكر عن المرض وعلاجه، واوضح :"أملنا هو استخدام فحص العين للكشف عن المرض في وقت مبكر بما فيه الكفاية للتدخل وتغيير مسار الاضطراب مع الأدوية وتغيير نمط الحياة".
وكشف كبير المسؤولين العلميين في مؤسسة بحوث الزهايمر في بريطانيا الدكتور ديفيد رينولدز: "إن القدرة على كشف التغيرات في ترسيبات الأميلويد باستخدام أساليب فعالة من حيث التكلفة وتوافرها بسهولة ستكون تطورا واعدا في البحث عن طرق جديدة لفهم مرض الزهايمر وتحديد خطره وعلاجه، مشيرا إلى ميزة إمكانية الكشف عن هذا المرض اعن طريق شبكية العين، باستخدام المعدات التي تساعد بالفعل أطباء العيون لتشخيص مشاكلات مرضية مثل الزرق أو الضمور البقعي.
وأضاف: "هذا البحث شمل فقط عدد قليل جدا من الناس، ولم تظهر نتائجه ما إذا كانت هذه التغيرات في شبكية العين يمكن الكشف عنها قبل أن تتطور الأعراض، ولكن من السابق لأوانه أن نقول ما إذا كان هذا الاختبار سوف يثبت كفاءته في تشخيص الخرف ولكن مازالت الابحاث جارية"، وأشار إلى: "تمول مؤسسة الزهايمر للبحوث في المملكة المتحدة مشروعا للتحقيق فيما إذا كانت اختبارات الشبكية يمكن أن توفر مؤشرات مبكرة لمرض الزهايمر لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون".
أرسل تعليقك