لندن ـ سامر شهاب
يُساعد "البوتكس"؛ المعروف بأنه يذلل ويزيل التجاعيد، في تهدئة آلام السرطان والتهاب المفاصل والصداع النصفي من دون أي آثار جانبية، فالذين يعانون من آلام الظهر المزمنة والنساء الذين أنجبن بعملية قيصرية يمكنهم
الاستفادة أيضًا من الحقن بـ"البوتكس"، فحقنة واحدة يمكن أن تساعد في تخفيف الآلام لأشهر عدة حيث لا يحتاج المرضى إلى اتخاذ جرعات يومية عدة من الأقراص القوية، و يمكن حقنها في أي جزء من الجسم، فيما قالت الجمعيات الخيرية "إن العقار الذي اخترعه باحث في جامعة شيفيلد، يمكن أن يحدث ثورة في علاج الألم"، هذا واعترفت مجموعة من كبار الفنانات بما في ذلك نيكول كيدمان ، جنيفر أنيستون، سيندي كروفورد و داني مينوغ بأنهن قمن بحقن في الماضي.
و يعتبر المكون الرئيسي للبوتكس الذي يستخدم لمنع التجاعيد وهو السم البكتيري المعروف باسم "البوتولينوم" و الذي يعمل عن طريق منع الخلايا العصبية من التحدث إلى العضلات، وهذا بدوره يعمل على وقف حركة العضلات والتجاعيد النامية، كما ويمكنه أيضا إيقاف إشارات الألم لأشهر عدة في وقت واحد، ومع ذلك ، هناك مخاوف من أن ذلك قد يؤدي إلى شلل المنطقة التي يجري علاجها في حالة الاستخدام الواسع للبوتكس لتخفيف الألم.
و أخذ الباحث في جامعة شيفيلد الأستاذ بازبيك دافليتوف الجزء الذي استخدم فيه البوتكس لتخفيف الألم وقام ب " تدبيسه " مع جزء حميمي لسم مماثل ينتجه مرض الكزاز او"التتانوس"، حيث ينقل توكسين الكزاز مخفف الألم إلى الحبل الشوكي ، و يوقف إرسال إشارات الألم إلى الدماغ .
وقال في الواقع "نستطيع تدبير والتحكم في تخفيف الآلام عن طريق أخذ أجزاء جيدة فقط من الجزيئات السامة" .
وأضاف " قدمت التجارب على الحيوانات نتائج مشجعة، وإذا نجحت التجارب على نطاق واسع من الناس ، يمكن أن يتوفر الدواء في السوق في أقل من 3 سنوات .
وتابع "في الوقت الحالي مسكنات تخفيف الألم الدائمة نتائجها تكون مؤقتة فقط وغالبا ما يكون لها آثار جانبية غير مرغوب فيها . يمكن حقن هذا الجزيء الجديد في موقع الألم المحتمل لتخفيف الألم لعدة شهور" .
و أوضح أن الأشخاص الذين لديهم استعداد على الحقن لأغراض تجميلية لن يكون لديهم حساسية من تلقي الدواء بالطريقة نفسها، ومن المرجح أن يكون من يعانون من الصداع النصفي أول المستفيدين من هذا العلاج، ويمكن بالفعل استخدام البوتكس الطبيعي كعلاج للصداع بالشلل، ولكن المخاوف من أن ذلك سيؤدي إلى شلل الوجه مما يعني أن كثيرًا من الذين يعانون من الألم قد لا يتمكنون من الاستفادة من هذا العلاج .
وقال "مرضى السرطان سيكونون أيضًا على رأس القائمة كما أن الآثار الجانبية للمسكنات القوية مثل المورفين تكون غير محتملة يمكن أن يكون لا يطاق ، و العقاقير التي تستخدم على نطاق واسع لتخفيف آلام التهاب المفاصل تزيد من مخاطر النوبات القلبية وتترك ما يقرب من واحد من كل 5 أشخاص ممن أجروا عملية كبيرة يعانون من الألم لعدة سنوات" .
ويأمل الأستاذ دافليتوف أن تصل تكلفة العقار ما يقرب من ألف جنيه استرليني في السنة، مما يجعل رخيصة بما فيه الكفاية لكي تستخدمه خدمة الصحة الوطنية.
وقال من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة مارتن ليدويك " إلى جانب تطوير علاجات جديدة للسرطان، فإن إيجاد طرق جديدة أفضل للألم هو مهم جدا .
وأضاف 'إذا كانت هذا النهج الجديد أثبت فعاليته و أن له آثار جانبية أقل ، فسيكون مفيد للغاية لمرضى السرطان وغيرها مع الآلام المزمنة .
وأكد طبيب الأعصاب الدكتور فايز أحمد " على أن هذا يبدو مثير للاهتمام ومبتكرة ، وإذا نجح سوف يحدث ثورة في الطريقة التي نتعامل بها مع الألم حاليا و الاضطرابات العصبية الأخرى .
واعترفت مجموعة من كبار الفنانات بما في ذلك نيكول كيدمان ، جنيفر أنيستون، سيندي كروفورد و داني مينوغ بأنهن قمن بحقن في الماضي .
أرسل تعليقك