غزة ـ حنان شبات
عكف سليم الريس في محله الصغير وسط سوق الزاوية القديم، في مدينة غزة، على اقتناء أقدم الحاجيات، مثل العملات النادرة والطوابع البريدية، فضلاً عن أقدم المجلات العربية ومشغولاتٍ نحاسيةٍ وفخارية، تعود إلى عصورٍ قديمة، ما دفعه إلى افتتاح ما يٌعرف بـ"خان الأنتيكا".
وأوضح الريس، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنّه "افتتح هذا الخان منذ 30 عامًا، حيث يبيع فيه القطع النادرة من تماثيل نحاسية وشمعدان وعملات قديمة، وتحف وروايات نادرة، مثل روايات الأدب الإنجليزي لترتشر وبازل، والتي لا توجد في المكتبات العادية، وراديوهات تيلفانك الألمانية القديمة الصنع، وصناديق الأرابيسك، والغرامافون (جهاز تشغيل الاسطوانات القديم)، وغيرها من التحف والقطع النادرة".
وأبرز الريس أنّه "كان مولعًا بهواية اقتناء الحاجيات القديمة منذ الصغر، ما دفعه بقوة أن يفتتح الخان الخاص به، ليكون بجانب هوايته مصدر رزق له".
وأشار إلى أنه "عمل على شراء كل ما تقع عليه عينه من قطع أو أشياء فريدة وغريبة ووضعها بالخان، سواء الموجودة في غزة، والتي كان يحتفظ بها بعض كبار السن، أو التي كانت تٌجلب للقطاع من الخارج كمصر وليبيا والأردن وغيرها".
ولفت الريس إلى أنّ "المقتنيات والقطع الموجودة لديه في الخان متنوعة، حيث يوجد تمثال خشبي قديم لمريم العذراء، ومجسم لأبو الهول، وتحف فرعونية، ومشغولات خشبية أفريقية، فضلاً عن قوارير من الفخار، وتحف مزخرفة وصبابات قهوة نحاسية قديمة".
وبيّن أنَّ "العملات الموجودة في الخان قديمة جدًا ومتنوعة، فمنها عملات مصرية تعود لأيام الملكين فؤاد وفاروق، ويوجد عملات روسية، ترجع لعهد القيصرية، إضافة إلى نقود قديمة لدول عدة، وحقب زمنية قديمة، ومشغولات وقطع فخارية، تعود للعصور البيزنطية والرومانية".
وأكّد أنّ "الحصار وإغلاق المعابر أضرّ كثيرًا بعملية البيع في الخان، لمنع السياح والوفود الأجنبية من دخول القطاع، كما كان في السابق"، لافتًا إلى أنَّه يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، وكان يستخدمها ليشرح لزبائنه الأجانب عن ما يحتويه محله، فهو حاصل على شهادة آداب باللغة الإنجليزية من جامعة الأزهر في غزة".
وكشف أنّ "أصحاب المحلات يعانون من ضيق الحال الاقتصادي بسبب قلة مرتادي هذه المحلات، والمهتمين بشراء القطع القديمة"، مطالبًا وزارة السياحة والآثار، ووزارة الثقافة، بالاهتمام، بصورة أكبر، بهذه المقتنيات والقطع النادرة، وأن تقدم لهم الدعم المناسب، حتى لا تضيع مثل هذه المهن في غزة وتندثر.
أرسل تعليقك