شلّت، أمس، “الكناباست“، المؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاثة بنسبة 80 بالمائة، فيما يتواصل الإضراب لنهار اليوم، في انتظار انعقاد المجلس الوطني لاحقا، الذي سيقرر الدخول في إضراب مفتوح أم لا.
وحسب الجولة التي قادت “النهار” إلى عدد من المؤسسات التربوية على مستوى الجزائر العاصمة، فإن نسبة الإضراب متفاوتة من مؤسسة لأخرى، حيث عرفت استجابة واسعة في الثانويات التي تحتوي “الكناباست” على 90 بالمائة من مناضليها، فيما كانت النسبة قليلة بالنسبة للطورين المتوسط والابتدائي.
وبالأرقام، فإن الإضراب في التعليم الثانوي تراوحت نسبته بين 50 و 90 من المئة، فيما تراوحت في الطور المتوسط بين 30 و 80 من المئة، أما في التعليم الابتدائي، فقد تراوحت نسبة الإضراب بين 5 و 30 من المئة.
وحسب النقابة، فإن هذا الإضراب يعدّ إضرابا تحذيريا لوزارة التربية، التي لم تقم بتلبية المطالب المرفوعة منذ سنين، بالرغم من دعوتها للتفاوض لأكثر من مرة، لكن في كل مرة، فإن الوزارة تعد ولا تلبي.
وحسب “الكناباست”، فإن هذا الإضراب الذي يعدّ الأول من نوعه خلال الموسم الدراسي الجاري، يأتي بعدما منحت النقابة فرصة للوزارة لمعالجة العديد من الملفات، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، حيث بقيت تلك الملفات حبيسة الأدراج وضحية الوعود.
ويأتي هذا الإضراب ردا على القدرة الشرائية الضعيفة وغير المسبوقة، مما يستوجب رفع الأجور وتثمين النقطة الاستدلالية بما يتوافق مع ترقية مكانته المادية والمعنوية، وجعله في أريحية اقتصادية واجتماعية، مع إيلاء ملف السكن للأستاذ كأولوية قصوى، باعتباره وسيلة أساسية وضرورية تضمن استقراره وحسن آدائه لمهامه النبيلة في كنف الكرامة والأريحية.
وتمسكت النقابة بالمطالب المرفوعة والمرتبطة بملف التقاعد، ملف الخدمات الاجتماعية، ملف طب العمل، وتحيين منحة “تعويض المنطقة” التي ما زالت تحتسب على أساس الأجر القاعدي لسنة 1989، وكذا تحصين وحماية الحريات النقابية والمطالبة برفع التضييق الممنهج على النشاط النقابي واستنكار اللجوء إلى توظيف المحاكم ضد النقابيين، علاوة على توظيف الأساتذة خرّيجي المدارس العليا للأساتذة، مع ضرورة مراجعة منظومة التوظيف باعتماد المسابقة على أساس الشهادة وفق المرسوم التنفيذي رقم ١٩٤ / ١٢، والذي يثمّن خبرة وأقدمية الأساتذة المتعاقدين.
كما دعا إلى التعجيل بفتح مناصب كافية للترقية في الرتب المستحدثة “رئيسي، مكون”، مع تطبيق المرسوم الرئاسي ٢٦٦ / ١٤ الصادر بتاريخ 28 سبتمبر 2014 وبأثر رجعي، وكذا تسوية وضعية الآيلين للزوال، الذين أنهوا تكوينهم بعد تاريخ 3 جوان 2012 بترقيتهم تلقائيا إلى رتبة “أستاذ مكون”، وكذا أساتذة التعليم التقني للثانويات PTLT والمعلمين المساعدين بفسح المجال لترقيتهم في الرتبة القاعدية والرتب المستحدثة.
كما تمت المطالبة بإعادة النظر وتعديل المواد المسيرة لمختلف مجالس الأساتذة، مجلس التوجيه والتسيير، مجلس الطعن الخاص بالتلاميذ، مجلس دراسة طلبات تسجيل التلاميذ، لرد الاعتبار للسلطة البيداغوجية للأستاذ، وتسديد المخلفات المالية المتراكمة منذ سنوات، علاوة على إعادة النظر في المهام غير التعليمية البيداغوجية المسندة لأساتذة الطور الابتدائي، مع رفض إلزامهم بأداء مهام لا ينص عليها القانون وإخراج المدارس الابتدائية من وصاية البلديات.
وبالنسبة لباقي الولايات، فقد بلغت نسبة الاستجابة للإضراب أمس في باتنة 30 ٪.
وأكدت مصادر مطلعة من مديرية التربية لولاية باتنة، أن نسبة الإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية “كناباست” يومي 12 و13 أفريل، لم تتجاوز في اليوم الأول 30 ٪، حيث أصرّت “الكناباست” على الاستجابة لمطالبها المتعددة، على رأسها تحسين القدرة الشرائية للأستاذ، من خلال رفع الأجور وتثمين النقطة الاستدلالية بما يتوافق مع ترقية مكانته المادية والمعنوية وجعله في أريحية اقتصادية واجتماعية، بالإضافة إلى التخفيف عن الأساتذة، من خلال فتح المناصب المالية للتوظيف وتسقيف حجم الحصص مع فتح مناصب كافية للترقية في الرتب المستحدثة، إلى جانب تسوية ملف التقاعد والخدمات الاجتماعية و”طب العمل”، وكذا تحيين منحة “تعويض المنطقة” التي ما زالت تحتسب على أساس الأجر القاعدي لسنة 1989، مع إيلاء ملف السكن للأستاذ أولوية قصوى.
وفي ڤالمة، دخل، نهار أمس الإثنين، عمال التربية المنضويين تحت لواء نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس “كناباست” في الإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني.
وحسب مصادر من المكتب الولائي، فإن نسبة الاستجابة بلغت الـ 52 من المئة من عدد المنخرطين بالنقابة الوطنية لعمال التربية “كناباست”، حيث عرفت المؤسسات التربوية في الطورين الثانوي والمتوسط استجابة كبيرة، في الوقت الذي كانت نسبة الاستجابة بالطور الابتدائي ضعيفة.
أما بقسنطينة، فقد عرف الإضراب المعلن من طرف المجلس الوطني المستقل للتدريس للأطوار التعليمية الثلاثة، إقبالا متباينا من طرف المنتسبين للنقابة عبر المؤسسات التربوية بإقليم الولاية، في حين، لم تتوفر النسبة الرسمية للمشاركة، إلا أنها تراوحت بين 45 بالمائة و 50 بالمائة، حيث شملت المشاركة بالأخص الطورين الثانوي والمتوسط مع إقبال أقل بالطور الابتدائي.
وفي تيارت، تباينت الأرقام والنسب، فحسب المنسق الولائي لنقابة “الكناباست”، خليل عبد المجيد، فإن نسبة الاستجابة للإضراب بلغت 68 من المئة في الثانوي والمتوسط – حسب قوله -، في حين، قال مصدر مسؤول في مديرية التربية، إن النسبة بلغت 2.48 بالمئة فقط، حيث كانت الاستجابة ضئيلة جدا وشهدت مختلف المؤسسات دراسة عادية، حسب قوله.
أما في ولاية غليزان، فقد أعلن المكتب الولائي لنقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية لولاية غليزان، عن تسجيل نسبة استجابة للإضراب وصلت 60.34 من المئة في اليوم الأول عبر مختلف مناطق ولاية غليزان، مما يؤكد – حسب ذات البيان – تلبية القواعد لنداء البيان الوطني الذي دعا إلى إضراب وطني تحذيري إنذاري يومي 12 و13 أفريل الجاري، كرد فعل عن تأخر وزارة التربية الوطنية في الاستجابة للمطالب المرفوعة منذ سنوات.
قد يهمك ايضاً
"المجلس الوطني لحقوق الإنسان" منصة رقمية "تفاعلية" للتكفل بانشغالات المواطنين
تجميد إضراب الأساتذة وفتح الأبواب لإستئناف الدراسة في ثانوية عرجون معمر في الجزائر
أرسل تعليقك