لندن ـ سليم كرم
تلجأ بعض دور رعاية المسنين في المملكة المتحدة خلال الفترة المقبلة إلى استعمال الروبوتات التي "تتعلم وتتحدث, حيث تم تصميم خطة المشروع الذي يموّله الاتحاد الأوروبي والتي تبلغ تكلفته 2.5 مليون جنيه إسترليني (3.4 مليون دولار) ابتداءً من شهر سبتمبر/أيلول، للمساعدة في تخفيف الضغط عن مُقدّمي الرعاية والعائلة والأصدقاء الذين يعانون من عبء ثقيل, وقد تم برمجة رفيق الإنسان البالغ طوله أربعة أقدام (1.2 متر) للتعرف على احتياجات النزلاء، وفقاً لما ذكرته الشركة المُصنّعة, ومع ذلك، جادل المدافعون عن النزلاء وأقاربهم بأن ذلك يخاطر بمعاملة كبار السن مثل السلع وفقدان "اللمسة الإنسانية" التي تشتد الحاجة إليها.
- مُصممة لتخفيف وطأة العمل عن مُقدّمي الرعاية:
التجربة عبارة عن تعاون بين باحثين من جامعة "بدفوردشاير" و"ادفاني هيلس كير"، أحد أكبر مقدّمي الرعاية الصحية في المملكة المتحدة, وتم تصميم الروبوتات التي تقدم الرعاية، والتي تسمى "Pepper"، من قبل شركة Softbank Robotics اليابانية, وتهدف الأجهزة اللوحية الموجودة على صدور الروبوتات غلى قدرة المقيمين على أن يتصلوا بشخص على "سكايب" أو يشاهدوا أو يستمعان إلى شيء ما، أو يتم تذكيرهم بوقت تناول الأقراص الدوائية.
وقال الدكتور كريس بابادوبولوس، وهو خبير في الصحة العامة في بيدفوردشاير، إن الروبوتات لم تكن مُصممة لتحل محل وظائف العاملين في مجال الرعاية، ولكنها تساعد القوى العاملة المتوترة بالفعل, مضيفا أن الروبوتات يمكن أن توفر الرفقة للمسنين الذين قد يكونوا بمفردهم".
- يرفض البعض الفكرة ويرون أن كبار السن بحاجة للمسة إنسانية:
ومع ذلك، تقول جودي داوني، من جمعية أصدقاء الأقارب والمقيمين إن المشروع يعني "معاملة الأشخاص مثل السلع", حيث اعتبرت "أن مفتاح الاعتناء بشخص ما هو وجود علاقة قد تلاحظ فيها ما إذا كان شخص ما غاضبًا بعد مكالمة هاتفية أو إذا كان يبدو بأنه ليس على ما يرام, فما يهم هو الابتسامة، اللمسة الإنسانية", وذكر الدكتور بابادوبولوس متحدثًا "إن هذه الروبوتات قادرة على تكييف محادثاتها وتعلمها وتخصيصها وفقًا لما تكتشفه عن الشخص مثلما قد يفعل شخصان في محادثة عادية, فالبرنامج بهذه الطريقة هو رائد" وأضاف "نريد أن نكتشف إلى أي مدى يمكن أن يمنعوا الشعور بالوحدة والعزلة، وتحسين الصحة العقلية والحد من الإجهاد العائلي لرعاية الأسرة".
- ازدهار صناعة واستخدام الروبوتات في قطاعات الخدمات:
يقول المطوّرون إن الروبوتات يمكن أن تفهم 80 في المائة من المحادثات, ولديهم أيضا القدرة على التعلم من المحادثات باللغتين اليابانية والانكليزية, وفي الشهر الماضي، تم نشر روبوت آخر طورته شركة Softbank Robotics في فندق على بحيرة Lake Garda, يدعى روبي بيبر، وقد تم تدريب الروبوت على قائمة من الأسئلة مثل مواقع الحمامات والمطاعم وساعات العمل الخاصة بهم, ويزدهر استخدام هذه الروبوتات في قطاعات الخدمات مثل السياحة، حيث يمكن أن يصل حجم الأعمال إلى إرباك الموظفين ذوي المهام الوضيعة, ويتوقع الاتحاد الدولي للروبوتات الذي يتخذ من فرانكفورت في ألمانيا مقرا له، أن مبيعات روبوتات الخدمة المهنية سيزداد بين 20 في المائة و 25 في المائة سنويًا بحلول عام 2020، من حوالي 79000 في العام الماضي.
أرسل تعليقك