واشنطن ـ يوسف مكي
اكتشف علماء طبيعة نوعاً من "البكتيريا" تعيش في حفرة بعمق 600 متر في إسبانيا، مما يُثبت أدلة عن وجود حياة غريبة محتملة يمكن أن تكون مختبئة على كواكب أخرى. ووجد العلماء أن مخلوقات صغيرة قد تحولت بفعل أشعة الشمس إلى طاقة طورت طرقا للبقاء على قيد الحياة في الظروف السوداء تحت الأرض.
الحفر مكان جيد للعيش على المريخ
وستكون القدرة على العيش بعيداً عن سطح الأرض، مكسباً كبيراً لظهور حياة على سطح كوكب المريخ، رغم أن الإشعاع القوي والبيئة القاسية على سطح ذلك الكوكب تجعل الفكرة غير مطروحة علميا.
وقال الدكتور فيرناندو بوينتي سانشيزا، من المركز الوطني للتكنولوجيا الحيوية الأسباني"إن السطح تحت الأرض هو مكان جيد للعيش فيه إذا كنت على سطح المريخ، مشيراً الى أنه على سطح المريخ، لا يوجد أي غلاف جوي تقريبا، لذلك تحصل على الكثير من الإشعاع الذي يمكن أن يضر بالحياة. إذا ذهبت على بعد بضعة أمتار تحت سطح الأرض فأنت محمي، إنها بيئة مستقرة للغاية. "
وقال الدكتور بوينتي سانشيزا إنه فوجئ في البداية بالعثور على البكتيريا الزرقاء، وهي مجموعة من الميكروبات التي تحددت إلى حد كبير من خلال قدرتها على الحصول على الطاقة من خلال التمثيل الضوئي، وهي تعيش حتى الآن بعيدا عن أشعة الشمس، موضحا"عندما تفكر في البكتيريا الزرقاء تفكر مباشرة في التمثيل الضوئي".
البكتريا الزرقاء والهيدروجين
وفي حين تم العثور على هذه الميكروبات تعيش تحت الأرض قبل ذلك، تم افتراض أن المجموعات الصغيرة المكتشفة سابقا قد انتهت حياتها عن طريق الصدفة، ولكن البكتيريا التي تعيش في حفرة البايرايت الحزام الإيبيري الذي كان الدكتور بوينتي سانشيزا وزملاؤه يوثقون في ورقتهم الخاصة بأكاديمية العلوم الوطنية، كانوا مزدهرين. ولفهم كيف كانوا يفعلون ذلك، حلل الباحثون التسلسل الجيني للبكتيريا للبحث عن القرائن، ووجدوا أدلة على العمليات الكيميائية التي تجري في هذه المخلوقات الصغيرة التي يمكن أن تسمح لهم لتوليد الطاقة باستخدام الهيدروجين كوقود.
وقال الدكتور بوينتي سانشيزا "كلما كانت هناك كميات كبيرة من البكتيريا الزرقاء في العينات، انخفضت تركيزات الهيدروجين، مما يشير إلى أن البكتيريا الزرقاء تستهلك هذا الهيدروجين بالفعل". ولفت الى أن البكتيريا الزرقاء هي كائنات صلبة، وهذا الخيط الإضافي إلى قوسها يوحي بأن هناك بعض الشروط التي لا يمكن التكيف معها للعيش، ولكنها تشير إلى نموذج لنوعية الحياة الغريبة التي كان يمكن أن تسكن المريخ في يوم من الأيام، ويمكن أن تعيش هناك. وأضاف: "على سطح المريخ، الفكرة النموذجية التي تحصل عليها هي أنه إذا كان هناك حياة في أي وقت مضى، كان ذلك في الماضي لأنه في الماضي كانت الظروف أفضل بكثير، كان لديك ماء على المريخ، كان لديك جو من شأنه أن يوفر لك الحماية، لديك النشاط البركاني الذي أعطاك المزيد من الطاقة، ما يخبرنا به هذا هو أنه ربما الأشياء التي كانت على قيد الحياة على السطح وكانت تستمتع بوقتنا في الماضي هناك لعلها تستطيع أن تستعمر الطبقة التحت سطحية وربما ما زالت موجودة هناك".
"ناسا" تمسك ببداية الخيط
وفي يونيو / حزيران الماضي، كانت المادة العضوية التي جمعتها مركبة "ناسا لكريوسيتي" على سطح الكوكب الأحمر أفضل دليل على أن الحياة كانت موجودة على سطحه. ومع تزايد الأدلة على وجود منطقة تحت الأرض صالحة للسكن على سطح المريخ، يأمل العلماء في أن تقوم هذه الدراسات بإرسال حملات مستقبلية للبحث عن حياة غريبة.
أرسل تعليقك