كشف وكالة ناسا أن شركة سبيس إكس أجلت خططها لإطلاق كبسولة مأهولة بالبشر، وتعد سبيس إكس وبوينغ جزءًا من برنامج الطاقم التجاري التابع لناسا والمسؤول عن إطلاق رحلات فضائية بشرية، إلا أن أحدث جدول للرحلات كشف عن إطلاق كبسولة إيلون ماسك "دراغون" في مايو/ أيار 2018 وليس 2017 كما خططت الشركة مسبقًا.
وكانت سبيس إكس خططت مسبقًا إطلاق كبسولة دراغون كأول كبسولة لها مع فريق بشري على متنها عام 2017 كجزء من برنامج ناسا باسم "إعادة أميركا إلى رحلات الفضاء"، إلا أنه تم تأجيل المخطط إلى عام 2018، ما يعني التأخير نحو عام ونصف وفقًا للجدول الزمني الذي نشرته ناسا، الأربعاء، ويعتقد أن الشركة تعيد النظر في إجراءات الوقود بعد انفجار منصة إطلاق الصاروخ فالكون9 في سبتمبر/ أيلول.
وتوضح سبيس إكس أنها تحتاج المزيد من الوقت للتقييم والتنفيذ فيما يتعلق بالتصميمات والعمليات، عقب الانفجار الذي حدث في وقت سابق من هذا العام ما أدى إلى اختلاف الموعد المحدد، وأضافت الشركة أن الطاقم التجاري عمل بشكل وثيق مع وكالة ناسا واستكمل جميع مراحل التخطيط لهذه الفترة، وتابعت ناسا: "يقترب الجيل المقبل من المركبات الفضائية والصواريخ التي ستنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية الأميركية من المراحل النهائية من التطوير والتقييم".
ويجب على الشركتين المقدمتين للخدمات التجارية تلبية متطلبات ناسا وإثبات أن أنظمتها على استعداد لبدء رحلات منتظمة إلى محطة الفضاء الدولية، ومن بين تلك المتطلبات اختبار غير مأهولة وهي اختبار الطيران المداري لشركة بوينغ واختبار البعثة1 لشركة سبيس إكس، وبعدها تنفذ الشركتين اختبار الطيران مع الطاقم قبل اعتمادها من قبل ناسا لمهمة الدوران، ويثير اقتراح إيلون ماسك بإعادة تغذية الصواريخ بالوقود مع وجود رواد الفضاء على متنها مخاطر بشأن السلامة حسبما أفاد فريق من الخبراء لوكالة ناسا.
وأفاد توماس ستافورد رئيس اللجنة الاستشارية لمحطة الفضاء وهو رائد فضاء سابق لدى ناسا وجنرال متقاعد من القوات الجوية الاثنين: "هذه عملية خطرة وبخاصة بعد انفجار صاروخ سبيس إكس في سبتمبر/ أيلول أثناء إعادة التغذية بالوقود"، ولا تزال أسباب الانفجار قيد التحقيق، وأشار أعضاء اللجنة إلى أن جميع الصواريخ السابقة التي تحمل الناس إلى الفضاء تم إعادة تغذيتها بالوقود قبل دخول رواد الفضاء إلى منصة الإطلاق، وتابع ستافورد: "الجميع هنا وبخاصة من لديهم خبرة طويلة لا أحد يتواجد بالقرب من المنصة أثناء التغذية بالوقود".
وتحتاج سبيس إكس إلى موافقة ناسا على نظامها قبل الإطلاق لتتمكن من وضع رواد فضاء على متنه، فيما أوضحت ناسا، الثلاثاء، أنها تواصل تقييمها لمفهوم سبيس إكس في التغذية بالوقود لفالكون 9، وتشير سبيس إكس إلى أنها تطور عمليات إطلاق البشرية جنبًا إلى جنب مع ناسا وأنها قضت 18 شهرًا لتحديد المخاطر المحتملة وكيفية التعامل معها، وأفادت سبيس إكس التي يملكها ويديرها رجل الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة تسلا موتورز إيلون ماسك أنه سيتم إعادة تقييم عمليات تغذية النظام بالوقود وعمليات الإطلاق وفقًا لنتائج التحقيق في الحادث.
وبينت سبيس إكس، الجمعة، أنها تعتقد أن تغذية النظام بالوقود سببت ضغط للهيليوم في الجزء العلوي من الصاروخ ما أدى إلى الانفجار في أول سبتمبر/ أيلول حيث نتجت كرة من اللهب دمرت الصاروخ والقمرة والقمر الصناعي الإسرائيلي للاتصالات والذي كان يفترض أن يحمله الصاروخ بتكلفة 200 مليون دولار، واستخدمت سبيس إكس الوقود السائل شديد البرودة لزيادة قوة الصاروخ حتى يمكنه العودة إلى الأرض وإعادة استخدامه، وسيتم تجهيز سفن الركاب لدى سبيس إكس التي ستحلق عام 2018 بنظام للهروب في حالات الطوارئ يتيح للكبسولة أن تطير بعيدا عن الصاروخ الخاطئ قبل أو أثناء الإطلاق.
وكشف إيلون ماسك الشهر الماضي عن مشروعه الأكثر طموحًا حتى الآن والممثل في نظام نقل بين الكواكب ينقل البشر إلى المريخ خلال 18 يومًا مع بناء مستعمرة بشرية مستدامة من مليون شخص هناك، وذكر ماسك في المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية في المكسيك: "ما أريد تحقيقه هو جعل المريخ يبدو ممكنًا، وحتى نظهر أنه يمكننا فعلها في حياتنا وربما يمكنكم الذهاب إلى هناك"، لكنه حذر من خطورة الرحلة موضحًا أن المرشحين للبعثات الأولى يجب أن يكونوا مستعدين للموت.
ووظفت ناسا التي تقاعدت مكوكاتها الفضائية في 2011 سبيس إكس وشركة بوينغ لتحليق الطواقم إلى محطة الفضاء الدولية، وحتى ذلك الحين كان رواد الفضاء يحلقون على كبسولات سويوز الروسية بتكلفة تزيد عن 70 مليون دولار للشخص الواحد، وأشارت سبيس إكس إلى أن الانفجار ربما يحدث في حالات تحميل الهيليوم.
وذكرت الشركة: "منذ وقوع الحادث يعمل محققو سبيس إكس وناسا وسلاح الجو الأميركي وخبراء الصناعة بشكل منهجي من خلال شجرة أخطاء واسعة للتحقيق في جميع الأسباب المعقولة، وكجزء من ذلك أجرينا اختبارات على منشأتنا في مكغريغور وتكساس في محاولة لتكرار الظروف الممكنة التي أدت إلى الحادث، وأحرز فريق التحقيق تقدمًا كبيرًا وأعلنا أن التحقيق ركز على ثغرة في نظام الهليوم في الجزء الثاني من خزان الأكسجين، وتبين لنا أن حالات تحميل الهليوم تتأثر بشكل أساسي بدرجة حرارة وضغط الهليوم الذي يتم تحميله".
وتتركز جهود الشركة حاليًا على منطقتين هي العثور على السبب الجذري وتطوير ظروف وحالات أفضل لتحميل الهليوم تسمح للشركة بتحميل موثوق فيه للهليوم، وتابعت الشركة: "مع تقدم التحقيق نخطط لاستئناف مرحلة الاختبار في ولاية تكساس الأيام المقبلة مع الاستمرار في التركيز على الانتهاء من التحقيق، وهذه خطوة مهمة في طريق إعادة الرحلات قبل نهاية العام، وستكون مواقع الإطلاق لدينا في مركز كنيدي للفضاء في ولاية فلوريدا، وقاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا جاهزة للعمل في هذا الإطار الزمني".
وانفجر صاروخ فالكون9 في سبتمبر/ أيلول خلال اختبار ما قبل الإطلاق في كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا، حيث تحطم الصاروخ والقمر الصناعي على متنه، وكانت شركة فيسبوك تخطط لاستخدام هذا القمر الصناعي لنشر الإنترنت في أفريقيا، فيما تم استدعاء سلاح الجو الأميركي بعد أسبوعين من الانفجار لتفقد سقف المبنى التابع لشركة "United Launch Alliance ULA" ومنشآتها في كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا، وذلك بعد أن تردد موظفو سبيس إكس على المنشأة وطلبوا الدخول حسبما أفادت واشنطن بوست، وتبعد منشأة الشركة ميلًا واحدًا عن موقع الانفجار.
وكان هناك العديد من التكهنات بوجود عنصر ما ضرب الصاروخ فالكون خلال التغذية بالوقود، وعندما حصلت سبيس إكس على صور وفيديو للواقعة تبين وجود ظل غريب وبقعة بيضاء على سطح مبنى شركة (ULA) المجاورة، كما تم منع موظفي سبيس إكس من الدخول إلى مبنى الشركة واستدعاء محققي سلاح الجو، وبعد التفتيش لم يتم العثور على شيء له علاقة بالانفجار.
وأفاد ممثل شركة ULA : "تعاونت الشركة مع قوات سلاح الجو التابع للفضاء ولم يتم العثور على شيء مرتبط بحادث الانفجار"، وتبين في الأسبوع الماضي أن الانفجار ربما يكون ناجم عن خرق في نظام الهليوم لتبريد الصاروخ، وكشفت التحقيقات الأولية لسبيس إكس عن ثقب في نظام التبريد الذي يبرد خزان الأكسجين العلوي في الصاروخ قبل لحظات من الانفجار وهو ما أدى إلى آثار كارثية"، وأفاد مصدر مطلع أنه السبب الرئيسي للخلل لا يزال لغزًا وأن الشركة تسعى إلى تفقد كل الخيوط الممكنة وأنها لا تحاول اتهام شركة "ULA" بأي شيء.
وغرد إيلون ماسك رئيس سبيس إكس بعد أسبوع من وقوع الانفجار على تويتر طالبًا الدعم والمشورة مع استمرار التحقيق واصفًا الحدث بأنه الفشل الأكثر صعوبة وتعقيدا للشركة عن أي وقت مضى، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد وجود عنصر غامض ضرب الصاروخ، وأوضح ماسك أنه يحاول فهم الانفجار قبل رؤية الكرة النارية، مضيفًا: "ربما تصاعدت من الصاروخ أو شيء آخر، ويعد معرفة الخطأ الذي حدث أولوية قصوى للشركة، لقد استبعدنا الاحتمالات الممكنة كافة لما حدث"، فيما تقود سبيس إكس التحقيق بمساعدة سلاح الجو وناسا وإدارة الطيران الاتحادية
أرسل تعليقك