يعتبر رئيس أعمال "غوغل إكس"، أحد مشاريع الشركة الأكثر جرأة، مو جودت، والذي يتناول القيادة الذاتية والإنترنت المدعوم من البالون عالميًا، وكان عمل جودت كمتداول للأوراق المالية في دبي قبل انضمامه إلى "غوغل"، ونتيجة فترة من الاكتئاب ابتكر معادلة للسعادة تقول إن "السعادة أكبر من أو تساوي إدراكك للأحداث في حياتك مطروحًا منها توقعاتك عن كيف يجب أن تكون الحياة"، وعندما توفى نجلة "21 عامًا" خلال عملية روتينية اتجه إلى تلك المعادلة التي عملا عليها معًا في محاولة للتغلب على خسارته المأساوية.
ويشرح كتاب جودت "Solve for Happy " النظريات التي تقوم عليها المعادلة، وكيف ساعدته في الحفاظ على حياته بعد وفاة نجله "علي"، وخلال حوار ، رد على سؤال بشأن ادعائه بأن كلما كان لديك المزيد من المال تصبح أقل سعادة، قائلًا: "هذا صحيح لكنه أمر غير مألوف بين العديد من أصدقائي الأثرياء، فالبحث العلمي يقول إنه مع الحصول على مزيد من الدخل تصبح أكثر سعادة، ولكن بمجرد الحصول على الدخل المتوسط تستقر السعادة، ووجدت أنه عندما تذهب لأعلى من ذلك تبدأ الثروة في العمل ضدك، ويبدأ الناس في معاملتك بشكل مختلف وتشعر دائمًا بخيبة أمل".
وعندما كان في الحياة الروتينية اشترى جودت سيارتين رولز رايس عبر الإنترنت، وأكد أن ذلك كان نقطة تحول، وكانت تلك آخر مرة يحاول فيها ملء تلك الفجوة في روحه، مضيفًا "عندما وصلت السيارتان كنت محبطًا تمامًا، بالطبع كانت جميلة وجلست فيها 20 دقيقة وبعد ذلك شعرت بعدم السعادة، وبمجرد أن تعود إليك تلك الأفكار التي تجعلك غير سعيدًا لا يهم نوع السيارة الموجودة في المرآب، وكان ذلك نقطة تحول بينت أن تلك الأشياء المادية لن تحل المشكلة".
ويحاول جودت بيع السيارتين حاليًا ومنحهما للجمعيات الخيرية، مؤكدًا أنهم في صالات العرض في انتظار البيع، فيما يقوم بتأجير السيارات، متابعًا "أن السعادة تشبه الحفاظ على لياقتك البدنية، أنت تبدأ بالقرار بأنك ستصبح لائقًا وعليك إيجاد كيف لأن معرفة ذلك فقط غير كافي، فيجب عليك الذهاب إلى الصالة الرياضية وتناول طعام صحي، بالنسبة لي السعادة مثل ذلك تمامًا، أولًا عليك أن تفهم أن السعادة اختيار يمكنك تحقيقه وأن هناك طريقة لتحقيقه، السعادة ليست من قبيل الصدفة، وهي شئ لا تعطيك إياه الحياة، إنها مسؤوليتنا تمامًا".
ووواصل جودت: "أن هناك 5 مراحل من الحزن، بدأنا بالقبول أنا وزوجتي، واقترحت زوجتي حينها اقتراحًا ثاقبًا حيث اقترحت تشريح جثة علي، ولكن هل ذلك سيعيده للحياة مرة أخرى، إدارك أنه لا شئ يمكننا فعله بما في ذلك البكاء في غرفنا لمدة 17 عامًا مقبلًا ليعيده مرة أخرى، بدأنا من هذه النقطة، وأحيانًا كنت أتخيل أنني أتحدث مع علي، وكنت أعلم أن انطباعه الأول سيكون "لقد توفيت يا والدي بالفعل وليس هناك شئ يمكنك فعله، ولكن بماذا ستخرج من هذا الأمر"، وعندما تخيلت هذا الحوار أدركت أن هذا يمكن أن يكون لسبب ما جيد".
وبشأن كيفية استجابته لوفاة ابنه، إذا لم يكن وضع معادلة السعادة الخاصة به، قال جودت: "كنت سأترك الحياة بالتأكيد، لم أكن لأثقل نفسي ولكني كنت سأضع نفسي في زاوية وأغلق الباب وأجلس هناك، علي لم يكن ابني فقط لكنه كان أفضل صديق لدي ومُعلمي ومصدر ثقتي، أعتقد أنني لأ أتخيل أنه سيمكنني التعامل مع الأمر على الإطلاق دون النموذج الذي بنيناه".
وأردف جودت: "كانت إحدى الأمور التي جعلت عيني منفتحة بشكل أكبر، إني كنت شابًا سعيدًا حتى عمر 25، ثم حدث شئ خاطئ وأصبحت غير راضيًا، بالنسبة لي مهندس يعني أنه لديك الآلة الأمثل التي بدأت في التصرف بشكل خاطئ، ولذلك بدأت العودة إلى كل المراحل التي كنت فيها سعيدًا، إذا رجعت للطفولة ستجد أنه عند تلبية احتياجات الطفل الأساسية ستكون حالته العادية أنه سعيد، إنه لا يحتاج آيفون لكنه يمكن أن يلعب بأصابع قدميه ويكون سعيدًا".
وأكد جودت: "لدينا مجموعة من الأوهام، إحداها أننا نؤيد بقوة الصوت الداخلي في رؤوسنا ولكن في الواقع هذه مجرد وظيفة بيولوجية، إنها بالضبط مثل ضخ قلبك الدم في جميع أجزاء جسمك، إنها طريقة عقلك للقيام بوظائفه للبقاء على قيد الحياة، وظيفته مسح العالم حولك باستخدام المدخلات الحسية وتنسيق استجابات العضلات واتخاذ التدابير بحيث يمكنك البقاء على قيد الحياة، الأفكار دفعت حضارتنا حقًا ونحن نفكر في الصوت الداخلي في رؤوسنا باعتباره نحن ولكن هذا ليس صحيح بمجرد أن تدرك أنه ليس عليك طاعة أفكارك، يمكنك أن تقبلها أو ترفضها أو تطلب من الدماغ الحصول على أفكار أفضل، يمكنك أن تفعل ما يفعله الناس في المقابلات، أنت تسألني سؤال وأعطيك الجواب، ويمكنك أن تطلب مني الحصول على إجابة أفضل وأعود إلى عقلي وأطلب منه الحصول على إجابة أفضل، عامل عقلك وفقًا لوظيفته البيولوجية وعليك فهم أنه ليس الرئيس ولكن أنت".
بشأن تفسيره لوهم الوقت، أوضح جودت: "نحن نتعامل مع الوقت يوميًا ولكن لا أحد يعرف حقًا ما هو الوقت بما في ذلك العالم ألبرت أينشتاين، إنه يقول إن الماضي والحاضر والمستقبل ليسوا أكثر من وهم مستمر عنيد، لقد أنشأنا آلات لقياس الحركة الميكانيكية بمثل هذه الطريقة، ولكن ليس لدينا أي فكرة عما نقيسه، ونحن سعداء لتعذيب أنفسنا معه، إذا سألت شخص بوذي ما هو الوقت سيخبرك "الوقت هو الآن"، مثل البوذيين الوقت الذي عشت فيه هو الآن، أنت لم تعش في الماضي مطلقًا ولن تعيش في المستقبل وعندما يأتي المستقبل سيصبح لحظة في الوقت الجاري، وحتى الآن لم نعط أنفسنا رفاهية العيش في الوقت الراهن، ولكن بدلًا من ذلك نحن نعيش باستمرار داخل رؤوسنا باحثين عن الماضي والمستقبل، ومع فعل ذلك نعاني باستمرار".
وردًا على سؤال هل يمكنه تحويل المعادلة الخاصة به إلى تطبيق، أجاب جودت: "بالتأكيد، أعتقد أن الكتاب مجرد بداية لمبادرة كبيرة، أحاول إنشاء حركة لا تعتمد علي أو الكتاب، لقد وضعت لنفسي هدف إسعاد 10 مليون شخص، وأتمنى أن يحدد كل شخص لنفسه 25 مليون شخص سعيد آخر وفقًا لقدرتهم على الوصول للأشخاص، أنا لا أبيع الكتب، وأعتقد أن الحياة دفعت لي بالفعل".
واستكمل جودت: "لدي احترام هائل للشركة التي تفعل أشياء لجعل العالم مكانًا أفضل، وعلى الرغم من أن الرأي العام يهاجم "غوغل" أحيانًا إلا أنه لا يمكن تصور الحياة بدون بحث، أنا من كبار العاملين في "غوغل" ويمكنني إخبارك أنه حقًا مكان لا يسعى للمال فقط لكنه مكان يعني بتغيير العالم حقًا، وبشأن مستقبلة في المشروع، أضاف: "يمكنني إخبارك ولكني سأضطر إلى مفاجئتك كما في Men in Black".
أرسل تعليقك