واشنطن - رولا عيسى
أطلق الجيش الأميركي المركبة الفضائية "X-37B" على قمة الصاروخ أطلس V في 20 مايو/ آيار 2015 في إطار برنامج تدريبي تديره القوات الجوية، وتبين حاليًا أن المركبة يمكن استخدامها في الإسعاف الفضائي لرواد الفضاء المرضى لإعادتهم إلى الأرض.
وأوضح الخبراء أن البدائل الأخرى الممثلة في كبسولات سويوز أو كبسولات سبيس إكس أو بوينغ تمثل تحديًا صعبًا بالنسبة إلى رواد الفضاء المرضى، وأفاد رائد الفضاء السابق ستيفن روبنسون ويرأس حاليًا قسم الهندسة الميكانيكية والفضاء في جامعة كاليفورنيا: "إذا احتاج شخص ما العودة إلى الأرض من الفضاء ستكون الرحلة صعبة إذا ذهب على متن سويوز بسبب الهبوط العنيف إلى حد ما، كما أنك لن تكون بالقرب من الرعاية الطبية المطلوبة في كازاخستان".
وعمل روبنسون مع إيتان هالبرغ وهو أحد طلاب الدراسات العليا لدى روبنسون في جامعة كاليفورنيا لاكتشاف ما إذا كانت المركبة الفضائية العسكرية تقدم خيارًا أفضل، وأوضح هالبرغ أن هناك حاجة إلى بديل جديد مع طيار على سبيل الاحتياط لنظام التحكم الذاتي الذي يعمل في المركبة الفضائية، وسيتم توسيع نطاق الحمولة في المركبة لتتسع لطيار وشخصين آخرين هما المريض وأحد أفراد الطاقم الطبي.
وبيّن روبنسون أنه يتصور إمكانية إطلاق المركبة غير مأهولة بالبشر نحو محطة الفضاء الدولية مع تحميل البضائع، بحيث تبقى المركبة في المختبر المداري مستعدة إلى نقل رواد الفضاء المرضى أو الجرحى إذا لزم الأمر، ويتم اختبار المركبة للدوران حول الأرض ثم الهبوط إليها وكأنها واحد من مكوكات ناسا القديمة.
وأوضحت بوينغ المصنعة للمركبة أنها تعمل في المدار المنخفض للأرض ما بين 110 إلى 500 ميلا فوق الأرض، وفي حين تظل حملة المركبة لغزًا كشفت ناسا أنها لديها مواد تجريبية على متنها، وتستخدم المركبة نظام الدفع الذي يستخدم ضغط الفوتونات من الشمس وهي تقنية تعرف باسم "الإبحار الشمسي"، ويبلغ طول المركبة 8.8 مترًا, أي حوالي ربع حجم مكوك ناسا.
واستمرت أطول رحلة للمركبة لمدة 675 يوم وهبطت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبين أحد ممثلو بوينغ أن مكوك من مركز كنيدي للفضاء التابع لناسا سيساعد في إعادة إطلاق المركبة من أجل الاختبار المداري (OTV).
وكشفت وزارة الدفاع العام الماضي عن بعض التفاصيل بشأن مهمة المركبة، وذكر الكابتن كريس هولر المتحدث باسم سلاح الجو: " نقوم بفحص نظام دفع تجريبي في "X-37B" في البعثة الرابعة، وسنقوم باستضافة بعض المواد التجريبية على متن المركبة لدراسة مدى تحميلها في البيئة الفضائية، ولا يمكن حاليًا تحديد مهمة المركبة لكنها ستعزز مفهوم العمليات لدى المركبات الفضائية التي يمكن إعادة استخدامها".
وتعتمد المركبة على دافعات "AEHF" التي تنتج 4-5 كيلو وات وتستخدم الكهرباء والزينون لإنتاج قوة دفع لنقل الأقمار الصناعية إلى الفضاء، وتتمثل الاستفادة هنا في أن وقود الزينون أخف وزنًا من وقود الهيدرازين التقليدي، ويمكن أن تساعد هذه التكنولوجيا في تطوير تقنيات للسيطرة على الأقمار الصناعية بدقة أفضل.
وأوضح ستيفن افترغود الخبير السري في اتحاد العلماء الأميركيين أنه من المرجح استخدام المركبة لاختبار تقنيات تزيد القدرات التجسسية لدى الولايات المتحدة، وتابع: "الحكومة الأميركية لديها شهية كبيرة للحصول على المعلومات الحساسة، وأتصور أنها ربما تستخدم كطائرة تجسس جديدة".
وعلى الرغم من إطلاق المركبة بواسطة صاروخ إلا أنها تهبط باستخدام مدرج مثل الطائرة العادية، وتعد المركبة صغيرة جدًا لحمل الناس على متنها، ولكن تضم جزء للشحن يماثل الشاحنة الصغيرة ما يجعلها تكفي إلى حمل قمر صناعي صغير، وأطلقت المهمة الأولى للمركبة في أبريل/ نيسان 2010 وهبطت في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، وأقلعت المهمة الثانية في مارس/ أذار 2011 وعادت في يونيو/ حزيزان 2012.
أرسل تعليقك