قبل أن تسدل سنة 2020 ستارها بأيام قليلا، حملت مفاجأة سارة للدكتور الجزائري فؤاد بوسطوان، الذي توج بلقب أفضل مدير تنفيذي لأبحاث الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، متفوقا بذلك على 500 مترشّح، عن منظومة نظر في الذكاء الاصطناعي ابتكرها رفقة فريقه، تعتبر الأسرع والأدقّ بين المنظومات الموجودة حاليا.
وفي مقابلة مع موقع سكاي نيوز عربية، أكد الدكتور فؤاد بوسطوان أن مساره العلمي كان واضح المعالم في ذهنه منذ صغره، إذ أنه كان "شعلة أسئلة متوهجة".
ويقول فؤاد في هذا الشأن، "كنت طفلا محبا للاكتشاف، أفكك كل ألعابي لاكتشف ديناميكيتها وتركيبتها، كما أنني كنت ملتهما جيدا للكتب في مرحلة الثانوية، خاصة كتب كبار مؤلفي الخيال العلمي و الذكاء الاصطناعي، أمثال العالم إسحاق أسيموف ودان براون".
وفي طريق بحثه عن أجوبة، هو المغروم بالرياضيات والفيزياء، شد انتباه فؤاد مفهوم "النظر في الذكاء الاصطناعي"، الذي قاده بعد حصوله على البكالوريا عام 2005 إلى التوجه إلى كلية عنابة واختيار شعبة الرياضيات والإعلام الآلي حيث حصل على البكالوريوس ثم الماجيستر.
ويضيف: "كنت طالب علم يحب المعلومة ويسعى إليها. أتذكر أنني قمت في مرحلة البكالوريوس بنشر مقال حول كيفية اكتشاف الماء أو النفط في الصحراء عبر الأقمار الاصطناعية".
مسار الشاب الجزائري لم يكن سهلا، فقد عانى من ظروف مادية صعبة دفعت والده إلى الانتقال للعمل في ولاية أخرى لمدة 3 أشهر حتى يستطيع شراء حاسوب يساعده على تعلم البرمجة.
إلا أن إصرار فؤاد على مواصلة المشوار أذاب عقبات عدة إلى أن حصل على الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي بإشراف جزائري- فرنسي، إذ كان يتنقل كل 6 أشهر بين كلية عنابة وجامعة كالي وجامعة ليل، حيث عمل في أطروحته على استعمال الذكاء الاصطناعي في الجانب الأمني قبل أن يعادلها في جامعة لاس فيغاس بولاية نيفادا عام 2015.
وبعد أن أثبت فؤاد تفوقه أكاديميا قرر التوجه نحو العالم الاقتصادي، فعمل كباحث مختص في الذكاء الاصطناعي في الشركة الأميركية "غرينجر" في شيكاغو، وبعد 3 سنوات أصبح المدير التنفيذي لمركز البحث في الذكاء الاصطناعي التابع للشركة.
ويواصل الباحث الجزائري سلسلة نجاحاته بفوزه في مسابقة علمية تنظمها شركة "تيك إن موشن" الرائدة في التكنولوجيا والابتكارات، التي نافس فيها كبار الباحثين وعمالقة الصناعة وأصحاب الابتكارات.
ويحكي: "نافست في المسابقة أكثر من 500 مترشح في مجال الذكاء الاصطناعي بأميركا، بابتكار طور "منظومة مسح اصطناعية" تسمح بالتعرف على المنتوجات الصناعية والصيدلانية والطبية في أقل من 3 ثوان، توصلت إليه بمعية 80 باحثا ومهندسا أشرف عليهم في الشركة التي نعمل فيها. في الوقت الذي لم تبلغ فيه منظومات المسح الاصطناعي الموجودة في السوق لا السرعة ولا الدقّة التي توصلنا إليها نحن".
وتفوق ابتكار فؤاد وفريقه على باقي الابتكارات، وبالموازاة مع ذلك أجري استفتاء لاختيار أفضل مدير تنفيذي لأبحاث الذكاء الاصطناعي في مدينة شيكاغو الأميركية، ناله عن جدارة واستحقاق الشاب القادم من عنابة حاملا علما وفكرا وعطشا للمعرفة.
رغبة في تقاسم المعرفة
ويسعى فؤاد أن يتشارك خبرته في مجال الذكاء الاصطناعي التي اكتسبها طيلة مشواره الأكاديمي والمهني مع الشركات الصغرى والكبرى الحاضنة للتكنولوجيات المتقدمة في الجزائر والبلدان العربية.
ويختم حديثه قائلا: "أريد أن تستفيد الدول العربية من خبرتي في مجال تخصصي الذي لا يزال بكرا في معظمها كما أتمنى من الشباب المغاربي والعربي عموما أن يرسم خارطة طريق لأحلامه ولا يتركها حبرا على ورق، لأن كل الأحلام قابلة للتحقق بفكر سليم ومثابرة وإصرار على النجاح رغما عن كل الظروف".
قـــــــــــــــــــد يهمـــــــــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــــــــــــــــا
أرسل تعليقك