واشنطن - عادل سلامة
أصبحت الروبوتات تقوم بالعديد من الوظائف التي كان يقوم بها البشر مثل القيام بدوريات أمنية وتسليم البريد السريع وخدمة الغرب في الفنادق، ويشمل ذلك قيام الروبوتات بطول 5 أقدام بدوريات أمنية في مراكز التسوق والمباني المكتبية في كاليفورنيا باستخدام مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار للبحث عن أي شئ مشبوه، وتبين أن ثمانية فنادق في الولايات المتحدة حاليا تستخدم الروبوتات في خدمة الغرف باسم "ريلاي" أو "بوتلر" لحمل الوجبات الخفيفة ومعجون الأسنان ورسائل للضيوف وفقا لما أوضحته تكنولوجي ريفيو في معهد ماساتشوستش، وتستخدم الروبوتات حاليا في خطوط التجميع في المصانع منذ عقود إلا أن حجمهم والمخاطر التي يشكلونها على البشر منعت استخدام الآلات في مواقع أخرى، وهناك توقعات على نطاق واسع بأن الروبوتات يمكن أن تقوم بمجموعة من الأدوار في وظائف المكاتب وخدمة الصناعات.
وتستخدم التكنولوجيا لمساعدة الروبوتات للتعامل مع الحشود والتفاعل مع البشر وتخطيط الطرق دون الاصطدام بعقبات ما ساعد في تغيير الوظائف التي يمكن أن يقوم بها الروبوت، وأوضح الشركات التي تقف وراء هذه الآلات أنها لا تحاول أن تستبدل العمال البشر ولكنها تجعل حياتهم أكثر سهولة، وافادت شركة "نايت سكوب" التي تبني روبوتات آلية يمكنها توفير المراقبة على مدار الساعة لمبنى أو منطقة أنها تهدف إلى خفض الجريمة بنسبة تصل إلى 50%، وتستطيع روبوتات K3و K5 بطول 5 أقدام القيام بدوريات على طول مسار محدد لها أو بشكل عشوائي في منطقة جغرافية مسيجة، وتضم الروبوتات كاميرا يمكنها قراءة لوحات نحو 300 سيارة في الدقيقة وإمكانية المسح الضوئي بالليزر للكشف عن أي تغيرات في البيئة المحيطة، كما يمكنها الكشف عن الروائح والتغيرات الأخرى في المنطقة ورصد مقدار تلوث الهواء، ويوفر كل روبوت هذه البيانات التي يمكن الوصول إليها باستخدام الهاتف الذكي.
وتعد ميكروسوفت من بين المنظمات التي جربت الروبوتات في مكاتبها في سان فرانسيسكو فضلا عن مراكز تسوق ستانفورد في بالو ألتو، وذكرت شركة "نايت سكوب" تعد الآلات الذاتية التي توفر البيانات هي الابتكار الرائد الجديد في مجال الأمن المادي المتقدم، وتعد روبوتات K3 و K5 مضاعفات للقوة وجامعي بيانات وأعين وآذان ذكية على الأرض وتساعد في حماية الزبائن والممتلكات الخاصة والموظفين على مدار الساعة في الداخل والخارج، وستغير هذه التكنولوجيا كل شئ وهناك حاجة خاصة لها بعد أن أصبح العالم أكثر تقلبا".
وتنطوي الوظائف التي يتولاها الروبوت على مهام رتيبة، وكشفت تقنية أخرى في الأونة الأخيرة عن قيام الروبوت بدوريات في المحلات التجارية لأسباب مختلفة، حيث صمم الروبوت "تالي" ليصبح النظام الآلي الأول في العالم لفحص الرفوف، حيث يمر عبر الممرات لمعرفة السلع التي أوشكت على النفاذ والتحقق من البيع بالتاريخ وفحص الأسعار، ويستخدم حاليا في محلات "تارجت"، وعلى الرغم من أن ارتفاع الروبوت يبدو مترا على عجلات لكن يمكنه تولي مهمة حفظ الرفوف مجهزة ورصد السلع القديمة غير الصالحة وهو حاليا دور يقوم به موظفو السوبر ماركت.
وأضاف براد بوغوليا الرئيس التنفيذي لشركة Simbe Robotics " يساعد الروبوت تالي تجار التجزئة على مواجهة هذه التحديات من خلال تقديم تحليل أكثر دقة وفي الوقت المناسب عن حالة البضائع في المحل ما يساعد الموظفين على التركيز على خدمة العملاء"، ووجد مسح أجري العام الماضي أن 70% من مديري المكاتب يفكرون في استخدام الروبوت في فريقهم وأن نصفهم لا يشعر بسوء من استبدال الموظفين بالآلة، وفي حين تعد الوظائف الإبداعية مثل التصميم والتسويق غير مناسبة للروبوت إلا أن وظائف مديري المكاتب والأدوار المالية والتكنولوجية أدوار يمكن أن يقوم بها الروبوت وفقا لما يعتقده المديرون.
ويستخدم الروبوت "ريلاي" من شركة سافيوكي للضيافة حيث يمكنه إحضار القهوة والفوط الجديدة والوجبات الخفيفة إلى غرف النزلاء في الفنادق، وعلى الأقل يستخدم حوالي 12 روبوت في 8 فنادق في الولايات المتحدة بما في ذلك Residence Inn و Aloft hotel وغيرها، ويقف الروبوت بطول 36 بوصة خلف مكتب الاستقبال حيث يقوم الموظفون بوضع الاحتياجات المطلوبة لتوصيلها إلى الغرف، وباستخدام شاشة تعمل باللمس يمكن النقر على رقم الغرفة قبل أن يستخدم الروبوت الواي فاي والكاميرات و LiDar لمساعدته في التنقل وتجن العقبات مثل الذهاب إلى نزلاء آخرين.
ويمكن للروبوت استدعاء المصعد لاسلكيا ثم الاتصال بالنزلاء عند الوصول للغرفة الصحيحة، وعندما يصل الروبوت أمام باب الغرفة يقوم بفتح الغطاء لينكشف الطرد في داخله، وهناك عدد من الشركات الآخرى تعمل على تطوير تكنولوجيا الروبوتات لتوصيل الأشيا إلى منازل الناس وليس إلى غرف الفنادق التي يقيمون فيها، حيث قدمت شركة "ستارشيب تكنولوجي" روبوت على 6 عجلات لتوصيل الطلبات إلى المنازل ويمكنه السير بطول الرصيف بسرعه تصل إلى 4 ميل، ويجري تجربة الروبوت الذي يعمل بالبطارية بالفعل في لندن ويتوقع أن يكون في نيويورك هذا العام أيضا، وذكر كيث كورنيل كبير المستشارين في ستار شيب " الروبوت مصمم لجعل الحياة أكثر سهولة حيث لا يزال الناس يذهبون إلى المحلات لشراء الزهور على سبيل المثال، ولكن يمكنهم استخدام الروبوت لحمل الأشياء الثقيلة مثل البطاطا إلى المنزل".
أرسل تعليقك