تعمل وكالة "ناسا" على إطلاق أحدث إصدار من كبسولة الفضاء "أوريون" والتي من المقرر أن تحمل الإنسان إلى المريخ، فضلا عن عملها حول القمر.
وبدأ مهندسو الوكالة، السبت، في تجميع الأجزاء الأولى من "أوريون"، قبل إطلاق عملية اختبارها في مهمة لاكتشاف الجانب المظلم من القمر.
وصرح نائب المدير المساعد لتطوير أنظمة الاستكشاف في "ناسا"، في واشنطن، بيل هيل، "تتحرك فرقنا المنتشرة في أنحاء البلاد كل يوم بأقصى سرعتها استعدادًا لبعثة (أي أم 1) والتي سنختبر فيها الطيران بـ(أوريون)، ومن المقرر إرسال الرواد إلى مناطق أعمق في الفضاء".
وأنفق فريق الوكالة الكثير من الجهد للوصول إلى هذه المرحلة من إنتاج "أوريون"، من أجل ضمان لبنة سليمة له في المستقبل. ويتكون الصاروخ من سبع قطع جرى تجميعها مع بعضها البعض، وتم تصنيع القطع الأساسية لـ"أوريون" في مصانع منتشرة في أنحاء الولايات المتحدة، ثم ترسل إلى ميشود من أجل أن يفحصها المهندسون ويقيمون عملها، ويتأكدون من أنها تناسب التصميم الدقيق قبل البدء في تجميعها.
وستشحن القطع إلى مركز كنيدي للفضاء التابع لـ"ناسا" في ولاية فلوريدا، حيث سيتم تجميعها مع عناصر أخرى من أجل تكوين مركبة فضائية وربطها بنظام "إس إل إس"، ومعالجتها قبل الإطلاق.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تطلق فيها "ناسا" سفينة فضاء تحمل الرواد إلى مكان أبعد من نطاق الأرض منذ ما يقرب من نصف قرن.
وفي وقت سابق من هذا العام، سقط نموذج لـ"أوريون" في صحراء أريزونا بعد أن أفشل المهندسون عمدًا إطلاق اثنتين من المظلات الرئيسية الثلاث للمركبة في محاكاة لاختبار فشل حقيقي، وما يزال لدى "أوريون" أقل من 40 اختبارًا للمظلات. وتأتي هذه الاختبارات لضمان سلامة النظام الذي سيعيد الطاقم إلى الأرض مرة أخرى. وعلى الرغم من الفشل المتعمد في إطلاق مظلات "أوريون" إلا أن النموذج هبط في هدوء على الأرض الصحراوية.
وساعد تطوير "أوريون" في تجديد أجواء الرغبة في الاستكشاف داخل "ناسا"، عقب بدء بعثات الإنسان إلى سطح القمر، ومرور نحو 42 عامًا على المهمة الأخيرة لـ"أبولو 17"، الذي أطلق في 7 كانون الأول / ديسمبر 1972، و أول رحلة لـ"أوريون"، شهدت انتقالات نوعية في التكنولوجيا.
ويتسم كل من النموذجين "أبولو" و"أوريون" بالشكل المخروطي ذاته، والدرع الواقي من الحرارة لحماية رواد الفضاء من الظروف شديدة الصعوبة أثناء العودة وخصوصا عند الاحتكاك بالغلاف الجوي. إلا أن "أوريون" سيكون أكبر كم أنه قادر على حمل طاقم مكون من أربعة أشخاص وليس ثلاثة كما في "أبولو". و سيكون عليه حمل المزيد من المؤن أكثر من تلك التي استوعبها الأخير.
ويملك "أوريون" وحدة خدمة مرفقة تحتوي على محرك واحد كبير وبطاريات ووحدة تخزين، لكنه سيحمل زوجين من الألواح الشمسية للمساعدة على إبقاء الكبسولة تعمل في الفضاء الخارجي، في حين لم تكن هذه التكنولوجيا متاحة في "أبولو".
ويستفيد "أوريون" من أحدث ما توصلت إليه صناعة أجهزة الإلكترونيات ونظم دعم الحياة ونظم الدفع. ويحتوي على عوامل حماية من الإشعاع أكثر تطورًا من التي استخدمت في "أبولو".
واستفادت "ناسا" من بعض الدروس الصعبة لتحسين الدرع الواقي من الحرارة باستخدام درع بقياس "خمسة أمتار" وهو أكبر درع واقٍ صنع لسفينة فضائية حتى الآن.
وحسنت "ناسا" المظلات التي تستخدم لمرة واحدة في هبوط المركبة الفضائية على سطح الأرض في رحلة العودة لضمان هبوط أكثر أمانا لـ"أوريون".
أرسل تعليقك