الجزائر - الجزائر اليوم
يسود تخوف ورعب في الأوساط الزراعية الفرنسية من ترسيم توجه جزائري لاستيراد القمح الروسي ومناطق أخرى من البحر الأسود، بعد أن ظلت فرنسا هي المسيطرة على واردات الجزائر من هذه المادة لعقود، وهذا بعد إبلاغ الجزائر لمتعالمين أوروبيين بتعديل شروط شراء هذه المادة من السوق الدولية، بما يتيح شراء القمح المنتج في حوض البحر الأسود.
وفي السياق، أفادت وكالة رويترز عن تجار أوروبيين قولهم إن الجزائر أبلغت متعاملين أوروبيين بتخفيف المواصفات الخاصة بإصابة القمح بالآفات مما سيسمح عمليا بعرض قمح منطقة البحر الأسود، وبحسب المصدر ذاته، فقد قال متعاملون أوروبيون، الجمعة، إن الديوان المهني الجزائري للحبوب أبلغ متعاملين بأنه سيخفف المواصفات الخاصة بإصابة القمح بالآفات، مما يسمح عمليا بعرض قمح منطقة البحر الأسود.
وأضاف متعاملون أنهم تلقوا بنودا معدلة للمناقصات من الديوان مفادها أنه سيتم رفع مستوى السماح للقمح الذي يحتوي على بروتين بنسبة 12.5 بالمائة إلى 0.5 بالمائة إصابة حشرية في مناقصات الشراء، وسيظل معيار الجزائر للإصابات الحشرية للقمح الذي يحتوي على بروتين بنسبة 11 بالمائة عند 0.1 بالمائة، وهو مستوى لا يستطيع عادة الموردون من روسيا وبقية البحر الأسود تلبيته في المعتاد.
وفي السياق ذاته، نقلت إذاعة فرنسا الدولية أن القمح الفرنسي صار مهددا بفقدان مكانته الأولى في واردات الجزائر بعد تعديلها لبنود استيراد هذه المادة ما يسمح لها بجلب القمح المنتج في حوض البحر الأسود (روسيا).
ووفق المصدر ذاته، فإن الجزائر ستدرج البنود الجديدة لاستيراد القمح مباشرة في المناقصات القادمة ما يعني إمكانية جلب هذه المادة من روسيا وليس من فرنسا، ووصفت إذاعة فرنسا الدولية “الإجراءات الجزائرية بتعد لمناقصات شراء القمح من السوق الدولية”، بأنها ثورة حقيقية في إجراءات الشراء، وهي تهديد مباشر للقمح الفرنسي الذي تعتبر الجزائر زبونه الأول،ـ وعادة ما تمثل واردات الجزائر ثلث صادرات فرنسا من القمح خارج أوروبا.
وما يعزز هذه التهديدات للقمح الفرنسي المصدر نحو الجزائر حسب إذاعة فرنسا الدولية، هو أن الصادرات الفرنسية من القمح نحو الجزائر تراجعت بواقع النصف خلال العام الجاري، مشيرة إلى أن واردات الجزائر من القمح الفرنسي هذا العام يمكن أن تنتقل من 5 ملايين طن في حملة الحصاد الماضية، إلى أقل من 2 مليون طن في حملة الحصاد الجارية حاليا.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك