رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير
لندن ـ ماريا طبراني
استطاعت إحدى مؤسسات أن تضاعف أرباحها ثلاث مرات خلال العام 2012، فقد كشفت تقارير حسابية عن ارتفاع أرباح مؤسسة "ويندرش فينشرز" من 1,1 مليون جنيه إسترليني خلال
عام 2011 إلى 3,6 مليون جنيه إسترليني خلال العام 2012.
وتقول صحيفة "دايلي ميل" البريطانية أن هذه الأرقام ربما تكون بمثابة مقدمة، للكشف عن إمبراطورية توني بلير التجارية الضخمة، التي يديرها في الخفاء، حيث تؤكد الصحيفة أن بلير يدير كيانًا معقدًا من الشركات والمؤسسات، في إطار أنشطته العالمية، إلا أنه لا يكشف عن مكاسبه وأرباحه التي يتحصل عليها، سواء من أنشطته وخدماته الاستشارية للحكومات الأجنبية، أو من "رابطة تونير بلير للاستشارات التجارية". وخلال العام الماضي، كشفت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن توني بلير يمارس أنشطة استشارات تجارية وسياسية للحكومات الأجنبية والمؤسسات، تدر عليه ما يزيد عن 20 مليون جنيه إسترليني. كما أنه يجني مبلغ يمكن أن يصل إلى 350 ألف جنيه استرليني مقابل إلقاء خطبة، ومبلغ 2,5 مليون جنيه إسترليني سنويًا من بنك "جي بي مورغان" الاستثماري الأميركي، مقابل تقديم خدمات استشارية.
وتقول صحيفة "دايلي ميل" أن حجم دخل الزعيم العمالي السابق سوف يثير بلا أدنى شك موجة من الانتقادات الجديدة بشأن أسلوبه في كسب المال، منذ أن ترك منصبه كرئيس للوزراء في بريطانيا، بالرغم من إصراره على أنه يدفع بالكامل ضريبة الدخل البريطانية المستحقة على كل مكاسبه.
و تعتبر حكومة كازاخستان واحدة من زبائن طوني بلير، حيث يقوم فريق العاملين معه بتقديم خدمات استشارية بشأن ما يسمى بالنمو الاقتصادي الأخضر، الذي يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية، و كيفية إجراء الإصلاحات المنضبطة.
و يحصل بلير على مبلغ 8 مليون جنيه إسترليني سنويًا مقابل تقديم خدماته الاستشارية للرئيس نور سلطان نازارباييف، الذي يرأس كازاخستان، وهي الصفقة التي تعرضت لانتقادات واسعة من جانب جماعات المعارضة هناك. فقد أمر الرئيس الكازاخستاني بإغلاق صحيفة "ريسبوبليكا" المعارضة، بعد أن اتهمت توني بلير بتحسين صورة الرئيس وتبرئته و "تبييض" سجله من انتهاكات حقوق الإنسان.
وقبل عام، وفي أعقاب حملة القمع التي شنها النظام في كازاخستان، وأسفرت عن مقتل 15 من المحتجين على يد قوات الشرطة، خرجت صحيفة "ريسبوبليكا" بعنوان يقول "يداك ملوثتان بالدماء يا بلير"، كما طالبته الصحيفة بمغادرة البلاد، والكف عن نشاطه فيها.
كما تشير "ديلي ميل" إلى أن بلير كان قد قدم نصائحه إلى الحكومة الكويتية بشأن أساليب الحكم الجيدة، كما ساهم في تقديم تقرير بشأن رؤية الكويت عام 2035، يستعرض من خلاله القضايا والتحديات الرئيسة التي تواجه الكويت.
أما عن مؤسسة "ويندرش فينشرز" التي تقدم خدمات إدارية لأنشطة بلير في مجال استشارات الحكومات الأجنبية، فهي تضم طاقم من العاملين يبلغ عدده 29، و تبلغ مصاريف تشغيلهم 12,6 مليون جنيه إسترليني.
و يقول بلير الذي مكنه ثراؤه من شراء العديد من الممتلكات لعائلته، أن أرباح مؤسسة "ويندرش فنشرز" يعاد استثمارها داخل المؤسسة، من أجل توسيع أنشطتها، و يقول المتحدث باسمه أن هناك مبلغ 909 ألف جنيه إسترليني، تستحق الدفع كضرائب على أرباح مجموعة "ويندرش".
وتشير الصحيفة إلى أن بلير منذ أن غادر الحكومة البريطانية عام 2007 قام بدمج أعماله الخيرية وأدواره الدبلوماسية كمبعوث في الشرق الأوسط مع أنشطته التجارية المربحة، ومشوراته للحكومات الأجنبية.
هذا، و تركز "رابطة طوني بلير" في مجال الخدمات الاستشارية التجارية على مجموعة أخرى من الشركات تعرف باسم "فاير رش"، وهي صورة معكوسة لمجموعة "ويند رش"، ولا يكشف القائمين عليها أي من بياناتها الحسابية، سوى عن مبلغ فائض قدرة 68 ألف جنيه إسترليني، قامت الشركة بسداد الضرائب عنه.
كما يقول موقع مكتب طوني بلير على شبكة الإنترنت أن الحسابات تكشف عن حجم مصاريف التشغيل لأنشطة طوني بلير العالمية، وقال أيضًا أن هذه الأرقام لا تمثل مكاسبه أو مكاسب نشاطه التجاري. كما أكد الموقع على أن بلير يواصل سداد الضرائب المستحقة عليه كمواطن بريطاني، كما يدفع الضرائب الشخصية على مكاسبه التي يحققها
أرسل تعليقك