الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
أكد نائب رئيس جمعية الأخوة السودانية الشمالية الجنوبية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم الدكتور الطيب زين العابدين أن العلاقات على المستوى الشعبي بين السودان وجنوب السودان ظلت متماسكة ومحافظة على ثباتها رغم حالة الاحتقان التي أحاطت بعلاقات البلدين بعد انفصال جنوب السودان العام قبل الماضي، وقال الطيب في تصريحات لـ"العرب اليوم" إن الجمعية التي تضم شخصيات بارزة في المجتمع من أكاديميين وقادة الفكر والإعلام والسياسية نجحت في القيام ببعض الأدوار.
وكشف عن نجاحها في تنظيم احتفالات بمناسبة تخريج أكثر من 100 طالب جنوبي من جامعات السودان، كما استطاعت الجمعية التدخل لدي بعض الجامعات السودانية لمعالجة قضية تعثر أكثر من 3 آلاف طالب في دفع الرسوم لدراستهم الجامعية حتى لايفقدوا فرص الدراسة في هذه الجامعات، كما نظمت الجمعية سمنارًا ضم إعلاميين وبحث السمنار دور الإعلام في تناول قضايا البلدين بشكل إيجابي، بصورة لاتخلق ضغائن في النفوس.
وتنوي الجمعية تنظيم سمنار آخر في أديس أبابا لتتيح المشاركة فيه بشكل أوسع، وقال إن الجمعية بدأت في الإعداد لتنظيم مهرجان في جوبا عاصمة جنوب السودان قريبًا يحتوي محاضرات، ومعرض كتاب وندوات تركز في مجملها على تقوية العلاقات الشعبية، لكن الطيب زين العابدين عاد وقال "لكي تنجح الجمعية في القيام بأدوراها بالشكل المطلوب لابد من أن يكون المناخ السياسي العام بين البلدين خاليًا من حالات الاحتقان الحالية، فإذا كانت الاتهامات تسيطر على علاقات البلدين، وتحدث بين الحين والآخر بعض الاعتداءات فإن الجمعية ستجد نفسها في وضع لايمكنها من العمل كما تريد".
وأكد أن العلاقات الشعبية بين البلدين لم تكن متوترة أصلًا، كاشفًا عن أنه خلال ترؤسه لمجلس التعاون الديني السوداني لم يشتك له أي جنوبي من سوء معاملة تلقاها من سوداني، إنما كانت شكوى الجنوبيين من سياسات وقرارات الحكومة،" وكان هذا بالطبع قبل الانفصال"، وعبرنائب رئيس جمعية الأخوة السودانية الشمالية الجنوبية عن أمله في أن تشهد علاقات البلدين السياسية حالة من الإنفراج قريبًا.
وفي اجابة عن سؤال لـ "العرب اليوم" إن كان يري مستقبلًا أفضل لعلاقات البلدين على ضوء الاتهامات المتبادلة والحديث عن ان قمة أديس أبابا لم تحقق الكثير من الاختراقات، قال: المشكلات الحالية بين البلدين شائكة ومعقدة ويجب أن ندرك أن إيجاد الحلول لها لن يتم بين ليلة وضحاها، إنما الحل يتطلب جولات ولقاءات هنا وهناك، قد تطول هذه اللقاءات، ولكن في النهاية يمكن أن تحقق نتائج جيدة، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الاتفاقات وقعت لكن تنفيذها تعثر لعدم وجود ضمانات هنا وهناك، مؤكدًا في هذا الصدد ان الاتفاق الذي وقعته الحكومة السودانية مع والي ولاية النيل الأزرق السابق مالك عقار (الذي قاد تمردًا ضد الحكومة السودانية) انطلق من ولاية النيل الأزرق، حيث تنصلت الحكومة وبعد توقيعها الاتفاق.
وأكد أن قمة أديس أبابا تأتي في وقت تشهد فيها جنوب كرفان حربًا كما أن الحدود بين السودان وجنوب السودان تعاني من اخترقات متكررة ويتهم كل طرف الآخر بأنه من بدأ ذلك، لكن عقد قمة أديس أبابا في هذه الأجواء والظروف مؤشر لى أن الرغبة لاتزال موجودة لحل الخلافات، وقال إن الخرطوم تبدو محقة في مطالبتها بإتمام الملف الأمني أولًا ومن ثم الحديث عن تنفيذ بقية الملفات، ويرى أن الأمن مهم والفراغ من تنفيذ بنود الاتفاق بشأنه سيفتح الطريق أمام تنفيذ بقية الافاقات، وتطرق الطيب زين العابدين لاهتمام الغرب بعلاقات السودان وجنوب السودان مشيرًا إلى البيان الصادر عن وزراء خارجية النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، وقبله بيان الأمين العام للأمم المتحدة، وكذا بيان الاتحاد الإفريقي، فكل هذا مؤشرعلى ان العلاقات بين السودان وجنوب السودان باتت محل اهتمام إقليمي ودولي وهذا يشجع الأطراف على القيام بأدوارإيجابية تساعد في تهدئة الخواطر وخلق أجواء إيجابية دافعة للحوارالجاد .
أرسل تعليقك