الخرطوم - العرب اليوم
أنهت السلطات الأمنية في السودان، التحقيق مع قيادات جماعة "الاعتصام بالكتاب والسنة"، والمتهمين بترويج "الفكر الداعشي" الإرهابي، وسط الشباب والطلاب، وتسهيل سفرهم للتنظيم بالعراق وسوريا وليبيا.
وأفاد الموقع الإخباري- "سودان تربيون" مساء اليوم الأحد- أن الجهات الأمنية المختصة أنهت تحقيقاتها مع رموز الجماعة، وأحالت الملف اليوم إلى نيابة التحقيقات الجنائية، تمهيدا لتوجيه الاتهامات وتقييم البلاغات، وإخضاعهم لمزيد من التحري توطئة لتقديمهم لمحكمة مكافحة الإرهاب أو إصدار قرار بتشكيل محكمة خاصة.
وقال الخبير في شئون الجماعات الجهادية والسلفية بالسودان الهادي محمد الأمين، أن قضية رموز جماعة (الاعتصام بالكتاب والسنة) حال إكمال مسارها القانوني عبر مؤسسات النيابة والقضاء تكون الخامسة من نوعها التي تصل لأبواب العدالة فيما يخص ظواهر التطرف الديني والإرهاب في السودان.
وأوضح الأمين، أن المحاكمة الأولى جرت لمحمد عبد الرحمن الخليفي، وهو ليبي الجنسية ومعاونيه السودانيين في عام 1994، حين هاجم مسجدا لجماعة أنصار السنة بضاحية الثورة في أمدرمان، وقتل 17 مصليا، بينما كانت المحاكمة الثانية لقتلة الدبلوماسي الأميركي جون جرانفيل، وسائقه السوداني عبد الرحمن عباس في عام 2010.
وأشار إلى أن المحاكمة الثالثة عقدت للعناصر التي ساعدت قتلة جرانفيل، ومكنتهم من الفرار من سجن /كوبر/ بالخرطوم في عام 2011، أما الرابعة فكانت محاكمة شباب ماعرف بـ(خلية الدندر) في عام 2013 بمجمع محاكم الإرهاب بالخرطوم شمال، غير ان محكمة الموضوع أعادت الملف للنيابة لإخضاعه لمزيد من التحري رغم اكتمال الدلائل وتوجيه التهم ضدهم، وانتهت القضية بعفو صدر من وزارة العدل السودانية منتصف عام 2013.
ويستبعد الهادي الأمين، موافقة معتقلي الجماعة السلفية على تشكيل هيئة للدفاع عنهم حال إحالتهم للمحاكمة ،وقال"المقبوض عليهم يكفرون التحاكم للقوانين ويرفضون التشريعات والدساتير كما يعتبرون مؤسسات الحكومة طاغوتية".
وأيدت جماعة (الاعتصام بالكتاب والسنة)، التي تدير عملها من مركز عام بالخرطوم بحري في 26 يوليو 2014، عبر بيان بتوقيع أمير الجماعة السابق سليمان أبونارو، الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبايعت أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"-على حد زعمهم-.
كما أيدت الجماعة في عهد أميرها الحالي عمر عبد الخالق، التفجيرات التي استهدفت مقر صحيفة "شارل ايبدو" الفرنسية في يناير الماضي، وأسفرت عن مقتل 12 شخصا وإصابة 11 آخرين، وأباحت حرق تنظيم "داعش" الطيار الأردني معاذ الكساسبة، في فبراير الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأمنية في السودان اعتقلت مطلع أغسطس الماضي، كل من الشيخ مساعد السديرة، وعمر عبد الخالق، والأمين السياسي لجماعة الاعتصام العبيد إبراهيم، علاوة على صلاح الدين إبراهيم، إمام وخطيب مسجد الاعتصام بضاحية الدر وشاب في الخرطوم بحري، والذي يشغل أيضا منصب مدير معهد الإمام البخاري، الذي يشتبه في كونه الحاضن والمفرخ للطلاب المبتعثين للحاق بتنظيم "داعش".
وجرت وساطات ومساع مكثفة من جهات عديدة، وسط سياج من السرية، للوصول إلى تسوية بين الحكومة السودانية، وقيادات جماعة (الاعتصام بالكتاب والسنة)، وانجاز اتفاق سياسي، إلا أن كل تلك التحركات أخفقت في طي الملف .
أرسل تعليقك