يدلي السودانيون الخميس باصواتهم في آخر يوم من الانتخابات العامة بعد تمديدها 24 ساعة اضافية في ظل غياب واضح للناخبين عن مراكز الاقتراع منذ اليوم الاول.
وكان من المفترض ان تقفل صناديق الاقتراع عند الساعة 19,00 من الاربعاء لتنتهي بذلك الانتخابات الرئاسية والتشريعية على المستوى الوطني ومستوى الولايات بانتظار الاعلان عن النتائج النهائية في نيسان/ابريل.
لكن المفوضية القومية للانتخابات اعلنت تمديدها حتى الساعة 19,00 من الخميس، و"ذلك لإتاحة الفرصة للناخبين السودانيين لاختيار ممثليهم".
وفي مؤتمر صحافي، قال نائب رئيس "حزب المؤتمر الوطني" ابراهيم غندور، "اننا راضون عن نسبة المشاركة في الانتخابات حتى الآن".
واوضح انه ظهر حتى الآن "ما يؤكد ان العملية تسير سيرا حسنا ولاحظنا مشاركة معقولة لا نستطيع ان نقيمها بالارقام الآن بانتظار ظهور النتائج من قبل مفوضية الانتخابات".
وفي حديث الى وكالة فرانس برس ردا على سؤال حوال تمديد فترة الاقتراع، قال غندور انه "في انتخابات العام 2010 جرى تمديد الانتخابات يومين. صحيح وقتها كان هناك مراكز اقتراع اكثر، الا ان عدد الناخبين المسجلين كان 16 مليونا وهو الآن 13 مليونا".
وتابع انه "بحسب المفوضية فان التمديد جاء لاتاحة المجال امام الناخبين للتصويت، ما يعني ان هناك نسبة مشاركة جيدة". واكد ان حزب المؤتمر "لم يكن طرفا في قرار تمديد فترة الاقتراع، بل ان ذلك يعود بالتكلفة المالية عليه".
وتشمل الانتخابات اضافة الى انتخاب الرئيس لولاية من خمس سنوات، اختيار 354 عضوا في البرلمان واعضاء مجالس الولايات.
وينافس 15 مرشحا ليسوا معروفين الرئيس عمر البشير الذي يطمح لولاية رئاسية جديدة بعد 26 عاما في الحكم ومن المرجح ان يفوز فيها بسهولة. ومن المتوقع ايضا ان يفوز حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالانتخابات التشريعية.
واعلن المرشحان الرئاسيان عمر عوض الكريم واحمد راضي انسحابهما من السباق منددين بحدوث تجاوزات.
ومنذ بدء الانتخابات يوم الاثنين، بدت مشاركة الناخبين ضعيفة.
وصباح الخميس، وفي احد مراكز الاقتراع في منطقة الجريف في الخرطوم ذكر مصور لفرانس برس ان شخصا واحدا جاء للادلاء بصوته بين الساعة التاسعة والساعة العاشرة.
ويبدو ان ضعف التصويت لم يفتح المجال امام استخدام اي من صناديق الاقتراع الاضافية التي تراكمت فارغة في زوايا غرفة الاقتراع.
وفي ولاية الجزيرة (وسط)، قررت مفوضية الانتخابات مساء الثلاثاء تمديد عملية الاقتراع يومين آخرين، الخميس والجمعة.
على صعيد سياسي، بدأت المعارضة متمثلة بتحالف "نداء السودان" الاحد اعتصاما مفتوحا في مقر حزب الامة في ام درمان في اطار حملة اطلقت عليها "ارحل".
وفي ما يتعلق بالمشاركة الضعيفة، قالت مريم المهدي نائبة رئيس حزب الامة المعارض انها "كانت متوقعة لان الانتخابات لن تحدث اي تغيير، فالبشير سيحصد كافة الاصوات، فليس هناك منافسة من اي نوع في هذه الانتخابات".
اما غندور فاكد في مؤتمره الصحافي ان "تدافع المواطنين في كل الولايات السودانية اكد على وعي المواطن السوداني وذلك برغم محاولات حركات التمرد التي هددت بتعطيلها (الانتخابات) في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق".
واشار الى ان العملية الانتخابية "سارت سيرا جيدا في دارفور من دون مشاكل امنية، وحتى في جنوب كردفان برغم القصف الذي حصل، وقد شارك المواطنون بنسبة فاقت توقعاتنا".
وتابع " نؤكد انه في حال فزنا في الانتخابات فاننا سنسير في طريق الحوار الذي اعلنت عنه الحكومة والرئيس في 27 كانون الثاني/يناير".
وكانت مفوضية الانتخابات تحدثت الثلاثاء عن محاولات هجوم قامت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال ضد مراكز الاقتراع في جنوب كردفان.
ومساء الاربعاء، عادت الناشطة السياسية ساندرة كدودة الى منزلها، بعدما فقد اثرها منذ يوم الاحد. واتهمت العائلة الاجهزة الامنية باختطافها واعتقالها. وقالت امل هباري الصحافية والناشطة المقربة من العائلة لفرانس برس انه "اطلق سراح ساندرا وعادت الى منزلها، ومن المفترض ان تصدر العائلة بيانا في وقت قريب".
وهذه الانتخابات التعددية الثانية في السودان منذ سيطرة البشير على الحكم في العام 1989 عبر انقلاب عسكري. وتستمر النزاعات في منطقة دارفور (غرب) منذ 2003 وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق منذ العام 2011.
ا ف ب
أرسل تعليقك