الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
فجّر جهاز الأمن والمخابرات السوداني مفاجأة من العيارالثقيل بتأكيده أن جوبا دعمت المتمردين ضد الخرطوم عقب اتفاق التعاون الموقع بين البلدين آذار/مارس الماضي، وقال الجهاز إن حكومة جنوب السودان وفرت أعداداً من سيارات الدفع الرباعي للمتمردين بالإضافة إلى توفير كميات من الأسلحة والذخائر واستمرار عمليات التدريب بمعسكرات دولة الجنوب في مسعى لتكوين قوة أخرى والدفع بها إلى داخل السودان.
وأضاف أن حكومة الجنوب استخرجت وثائق سفر اضطرارية لجرحى حركات التمرد ممن تم إخلاؤهم من جنوب كردفان ونقلتهم إلى المستشفيات في بعض الدول الأفريقية بجانب استضافة قادة ميدانيين وعسكريين من المتمردين في جوبا
فيما رفضت حكومة جنوب السودان الاتهامات واعتبرتها على لسان كل من وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الدكتور برنابا مريال بنجامين والناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان العقيد فيليب إقوير أنها اتهامات غير صحيحة، وأنها تأتي ضمن محاولات نسف تنفيذ اتفاقيات السلام وتهديد انسياب بترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية.
وفي تعليق له يقول رئيس حركة تحرير لسودان القيادة التاريخية عثمان إبراهيم إنه وفقا لمعلوماته وقراءاته فالجنوب متورط فعلاً في تقديم الدعم بأشكاله للجبهة الثورية السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال، وقال عثمان في تصريحات إلى "العرب اليوم" إن النافذين في حكومة جنوب السودان وفي الحركة الشعبية (الحزب الحاكم في الجنوب) يُصرُّون على دعم خصوم الخرطوم بالنظر إلى أن ملف أبيي لا يزال معلقاً، وبالتالي لن يتوقفوا عن تقديم الدعم والارتباط بالحركة الشعبية قطاع الشمال للضغط على الحكومة السودانية، وأضاف أن بعض النافذين في الحركة الشعبية وحكومة جنوب السودان لايروق لهم أن يظل الحزب الحاكم في السودان (المؤتمر لوطني) على سدة الحكم في السودان ، ولذلك لن يتواني هؤلاء في العمل والسعي لازاحته ليأتي بديلا عنه، كما أن استمرار هؤلاء في دعم خصوم الخرطوم يحقق في اعتقادهم بعض المكاسب لجنوب السودان، وينتظر أن يصل الأحد إلى الخرطوم رئيس هيئة استخبارات الجيش الشعبي لجنوب السودان اللواء ماج بول لاستئناف محادثات الجانبين عبر اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية ويرأسها رئيسا الاستخبارات في البلدين لمواصلة التداول بشأن تنفيذ اتفاق البلدين في محوره الأمني، ويعقب هذه الاجتماعات وصول رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى الخرطوم برفقته وزراء النفط والمال والدفاع والداخلية.
ويقول الباحث السوداني عادل سنادة إن الحكومة السودانية تفتقر إلى المبادرة السياسية، كان عليها إصدار بيانها في وقت سابق، فحكومة الجنوب لاشك انها متورطة في دعم التمرد، وأضاف سنادة في تصريحات إلى "العرب اليوم" أنه يعتقد أن اتهام الجنوب بالتورط في الاعتداء على ولايتي شمال وجنوب كردفان يأتي في أعقاب إحساسها بأن شيئاً ما يدبر لتسوية ملف أبيي في أروقة مجلس السلم والأمن الأفريقي في أعقاب مقتل الناظر دينق مجوك في أبيي الأيام الفائتة، وقال سنادة إنه ورغم اتفاق البشير وسلفاكير على احتواء الموقف إلا أن حكومة جنوب السودان ومن وراء ظهر الحكومة السودانية اتجهت إلى التصعيد في المنابر والمؤسسات الدولية، لكنه قال إن هذه التطورات لن تعرقل زيارة سلفاكير للسودان، لأن الزيارة تأتي في إطار ما تم الاتفاق عليه سابقا تجاه ملفات النفط والتجارة ، ولن تمضى في اتجاه تسوية ملف أبيي لأن الجنوب متمسك بقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي تحدث عن إجراء الانتحابات الخاصة بتحدد مصير أبيي في تشرين الأول /أكتوبر المقبل، وفي تعليق له يقول نائب رئيس مجلس شوري المجلس الإسلامي في جنوب السودان المهندس قمر الدولة محمد سليمان إلى "العرب اليوم" علينا في هذه المرحلة الكف عن إطلاق الاتهامات والبعد عن التعاطي مع العلاقات بردود الأفعال والابتعاد عن إثارة القضايا الخلافية والتركيز على ما يجمع البلدين وشعبيهما.
وأضاف قمر لدولة أن أقصر طريق لتقوية العلاقات بين السودان جنوب السودان هو خلق مشاريع اقتصادية مشتركة على طول الحدود، وفي إطار شعبي بعيداً عن المظلة الحكومية، وقال نحتاج أيضا إلى فتح الحدود وتبادل الثقة وإبراز الخطاب الذي يعلي من قيمة التعايش السلمي والاعتراف بالآخر والمحافظة على القواسم المشتركة.
أرسل تعليقك