الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
دعا رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت الخميس نظيره السوداني عمر البشير إلى إجراء تحقيق عاجل بشأن حادثة مقتل سلطان دينكا نقوك كوال دينق مجوك السبت الماضي في منطقة أبيي المتنازع على تبعيتها بين البلدين، وتقديم الجناة المتورطين في الحادث إلى المحاكمة، وقال سلفاكير في حفل تأبين السلطان الراحل إن الرئيس السوداني سيتحمل مسؤولية مقتل السلطان كوال دينق إذا لم يتخذ خطوات جادة في التحقيق في الحادث واعتقال الجناة، كما طالب البشير بالقبول بمقترح الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي بشأن منطقة أبيي والعمل على إجراء استفتاء المنطقة في تشريت الأول /أكتوبر المقبل.
ودعا مواطني منطقة أبيي كافة من أبناء دينكا نقوك، بالتوجه إلى أبيي وتسجيل أسمائهم استعداداً لإجراء الاستفتاء الذي سيحدد تبعية المنطقة.
وأشار سلفاكير إلى أن بلاده ملتزمة بتنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة مع السودان أذار/مارس الماضي، معلناً عن زيارة سيقوم بها قريباً للخرطوم لمواصلة الحوار بشأن القضايا الخلافية التي لا زالت عالقة بين البلدين.
وفي تعليق له يقول رئيس اللجنة الإشرافية على منطقة أبيي عن الجانب السوداني الخير الفهيم إن تحديد الوضع النهائي لمنطقة أبيي ليس من مسؤوليات اللجنة الإشرافية إنما الأمر يعود للقيادة العليا في البلدين (البشير وسلفاكير)، وأضاف الفهيم في تصريحات إلى "العرب اليوم" مساء الخميس أن الاتصالات متوقفة بين الجانبين بالنظر الي افرازات الحادث، لكنه اشار الي أن اللجنة ستواصل الاتصال بالجانب الجنوبي قريبا بواسطة الاتحاد الأفريقي الذي يلعب دور المسهل بين الجانبين، فالاتصالات لا تتم عادة بشكل مباشر بين الجانبين، وعاد الفهيم ليقول إن الطريقة التي تمّت بها عملية اغتيال السلطان كوال دينق مجوك لا تُشبه قبيلته (المسيرية) فهذه ليست طريقتهم في القتل، صحيح حدثت أعمال عنف أكثر من مرة، لكن علاقات المسيرية بدينكا نقوك علاقات قديمة تعود إلى 250 عاماً، المسيرية لايستهدفون عادة أو يقتلون الزعامات القبلية، والأمر ينطبق كذلك على دينكا نقوك، يضاف إلى ذلك، لا نحن ولا هم نقتل الصغير أو النساء أو المسنين أو حتى الشخص الوسيم، ربما يكون هناك طرف ثالث خلال تبادل إطلاق النار الذي أدى أخيراً لمصرع زعيم دينكا نقوك كوال دينق مجوك.
ونفى الفهيم بشدة أن يكون حادث الاغتيال عملاً مدبراً من أبناء المسيرية، من ناحية أخرى يقيم أبناء دينكا نقوك في السودان تأبينا للسلطان كوال دينق مجوك الجمعة في الخرطوم.
وقال الوزير السابق في إدارية ابيي ماجد ياك إن التأبين يأتي تقديرا لمجهودات السلطان الراحل في دعم التعايش السلمي بين المسيرية (قبيلة سودانية) ودينكا نقوك (قبيلة جنوبية).
وأضاف ماجد في تصريحات له إلى أن القيادة العليا في السودان وجنوب السودان ممثلة في الرئيسين البشير وسلفاكير أكدا ووعدا بالعمل على معالجة الأوضاع في منطقة أبيي لصالح تحقيق الأمن والاستقرار، مضيفاً أن محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة تعد المعالجة المطلوبة
أرسل تعليقك