تونس ـ العرب اليوم
أسفر عطب مفاجئ في مكابح شاحنة جزائرية، الجمعة، عن انقلابها على رصيف سوق للخضار والغلال في مدينة تالة التونسيّة، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص، بينهم امرأة، فضلاً عن إصابة 38 مواطنًا، كانوا يستعدون لاستقبال شهر رمضان.
وأوضحت مصادر مطّلعة أنَّ الشاحنة الثقيلة كانت محمّلة بالأسمنت الأبيض، آتية من مصنع فريانة، في طريقها إلى معبر حيدرة التونسي الحدودي، عبر القصرين وتالة، وانقلبت على رصيف الشارع الرئيسي، المليء موائد عرض الخضر والغلال، ومختلف السلع الغذائية، وتوجد على جانبيه عشرات السيّارات، في يوم السوق الأسبوعي للمدينة، المعروف بالازدحام وكثافة حركة المرور.
وأكّد مصدر طبيّ، من المستشفى المحلي في القصرين، أنَّ "الحادث خلّف 3 قتلى، بينهم رجلان ماتا في مكان الواقعة، وامرأة توفيت عند نقلها لمستشفى القصرين"، مشيرًا إلى أنَّ "المؤسسة استقبلت 28 جريحًا، 4 منهم حالتهم حرجة، وتمَّ الاحتفاظ باثنين منهم في قسم العناية المركزة، لكنهما توفيا، وأجريت للاثنين الآخرين عمليتين جراحيتين لبتر رجل كل منهما، بغية إنقاذهما من نزيف حاد".
وأبرز المصدر أنَّ "المستشفى المحلي في تالة استقبل حوالي 10 حالات أخرى، إصاباتهم خفيفة، تراوحت بين الخدوش والجروح البسيطة والصدمة جراء ما وقع، تلقوا الإسعافات اللازمة ثم غادروه".
وتمَّ نقل سائق الشاحنة الجزائرية، المتسبب في الحادث، إلى القصرين، ومنها إلى أحد مستشفيات سوسة، لأسباب أمنية، حماية له من ردِّ فعل أهالي القتلى والجرحى.
واستقبل أهالي تالة، الذين سيطر عليهم الذهول والحزن، يومهم بفاجعة، ذهب ضحيتها 5 من أبناء المنطقة، وجرح العشرات منهم، وخلفت خسائر مادية كبيرة جدًا، تمثّلت في تدمير أكثر من 10 سيّارات، و3 دراجات نارية، وإتلاف أطنان من السلع والبضائع المختلفة في السوق الأسبوعي.
وأكّد شهود عيان أنَّه "ما كان للحادث أن يقع لو قام أعوان الأمن بواجبهم في منع الشاحنات الثقيلة من المرور في الشارع الرئيسي، وتحويل وجهة سيرها نحو الطريق الخلفي، أو الحزامية التي تمر شرق تالة، قرب المستشفى المحلي".
واعتبروا أنّه "من ألطاف الله أنَّ الشاحنة بعد انفلاتها بعشرات الأمتار اصطدمت بشجرة على الرصيف، أوقفت هجومها، وإلا فإنها كانت ستقتحم مقهى هناك، كان مليئًا بالزبائن".
وجاء نقل حالات الإصابة الخطرة، بسبب افتقار المستشفى المحلي في تالة لأبسط المعدات، إلى مستشفى القصرين، الذي يفتقر هو الآخر للتجهيزات اللازمة، وأولها آلة المسح الضوئي "سكانار"، ما دفع بأهالي الجرحى، والمواطنين، الذين التحقوا بالمستشفى لاستجلاء الأمر، يصبون جام غضبهم على عدد من العاملين هناك، على الرغم من أنّه لا ذنب لهم في ذلك، متسائلين كيف يبقى مستشفى في ولاية تعِدُّ نصف مليون نسمة، وتشهد حوادث إرهابية متواترة، فضلاً عن حوادث المرور، لا يستجيب لأبسط المواصفات، ولا تسارع وزارة الصحة باقتناء أجهزة لتعويض الجاهز المعطب منذ أشهر طويلة.
وشارك المواطنين استياءهم الجهاز الطبي، وشبه الطبي، في المستشفى، الذين أكّدوا أنهم "ملّوا من الوقفات الاحتجاجية والتحركات المطالبة بتحسين وضعية مؤسستهم، طالما أن وزارة الصحة تواجههم بصمت رهيب، وكأن القصرين ليست ضمن حساباتها وبرامجها".
أرسل تعليقك