القاهرة ـ أ.ش.أ
يحنو الكاتب المصري حمدي عبد الرحيم في مجموعته القصصية (ليلة دخلة شيماء) على مهمشين تجاهلتهم كاميرات الفضائيات في ثورة مصر لأنهم ينتمون إلى ما يسمى بشريحة "أطفال الشوارع"، ومنهم ظهرت قصة شيماء في ليلة عرسها.
بعيدا عن "رموز الثورة" ومقولاتها الكبرى يثير الكاتب حمدي عبد الرحيم في مجموعته القصصية (ليلة دخلة شيماء) قضية أطفال الشوارع إعلاميا بعد اشتراك عدد كبير منهم في صفوف المتظاهرين في موجهاتهم مع الشرطة في أحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء بالقاهرة في نهاية 2011، إذ وجهت إليهم أصابع الاتهام بالإدانة باعتبارهم مجرمين يمارسون عنفا ضد المجتمع. والمجموعة القصصية التي تقع في 156 صفحة متوسطة القطع أصدرتها (أوراق للنشر والتوزيع) في القاهرة.
شيماء بطلة القصة التي أصبحت عنوانا للمجموعة تبلغ 21 عاما من العمر وليس لها عنوان للإقامة وتعيش في حماية أطفال الشوارع الذين أصبحوا أهلها وهي تجسد مجهولين حالمين بالعدل والحرية، فإذا بها تقع في قبضة السلطة التي تتهمها بالدعارة وممارسة الجنس في خيمة بميدان التحرير.
القصة التي تروى بضمير المخاطب على لسان شيماء موجهة إلى محقق لا يوجه أسئلة ولا يعقب على اعتراف، فتواصل البنت حكاية قصة حياتها لتروى تفاصيل حياتها بصراحة جارحة للقارئ الذي لا يحيط علما بعالم أطفال الشوارع، إذ كانت تبيع كل شيء من المناديل الورقية إلى جسدها ثم أدركتها الثورة في الميدان فتحررت وسمعت كلاما مختلفا يسمو بروحها ممن تسميهم "ناس التحرير" الذين أصبح معهم ميدان التحرير أشبه بالجنة حتى إنها حين تتخيل الجنة لا تراها أجمل من الميدان.
ولكن الاستقامة التي أصبحت عليها شيماء قوبلت بعنف لا تستحقه إذ إنها كفت عن إقامة علاقات مع أطفال الشوارع وخطبها أحدهم وأسمعها للمرة الأولى كلمتي "أنا أحبك" واحتفلا معا بخلع مبارك ثم اتفقا على أن تكون "ليلة الدخلة" في خيمة بالميدان ليلة إحدى المليونيات التي كان تقام في يوم الجمعة واحتفل أصدقاء العروسين بالزفاف ثم تركوا العروسين فإذا بشاب يتلصص عليهما ويصرخ "ميدان ثورتنا أصبح بيت دعارة".
وبكبرياء تعلن شيماء للمحقق أنها "زوجة... إذا أردت شنقي فتفضل" وتنتهي القصة ولكن الآثار التي تركها الميدان في شخصية شيماء لا تغادر القارئ.
أرسل تعليقك