أبوظبي ـ وكالات
ليست حكاية وليست قصة كما هو متوقع، لسان الضفدع وإنْ وقعتْ تحت طائلة التجنيس القصصي، فقد جاء هذا ليأخذ بيد القارئ، فيقوم بدوره على أكمل وجه ككاتب أول للقصة مثله مثل الكاتب الذي تنسب إليه هذه المجموعة، حيث أن السرد كفعل وجودي يتشكل بين ضفتين، ضفة الكاتب وضفة القارئ وهنا تصبح كل قراءة كتابة جديدة للنص فلا يمكن الاستحمام بماء السرد مرتين.
تتناول المجموعة القصصية " لسان الضفدع" التي صدرت عن دار قرطبة للنشر الالكتروني - الإمارات من وجهة نظر ما تمّ أنسنته من كائنات حية كالصرصور والسرطان والعصفور ليتم تقديم وجهة نظرها بهذه الأنسنة وهل تقبل بالصفات التي ألبسها إياه الإنسان وكأنها أنسنة مضادة.
التهكم كعامل هدم وبناء إذ يتجاوز السخرية التي تكتفي بالضحك من بعيد أمّا هنا فتصبح السخرية معايشة حقيقية للحدث القصصي وأشخاص القصة مثل : الحلقة المفقودة وشاعر الاحتباس الحراري.
لا تنحو القصص المنحى المعروف حيث تأتي الخاتمة تتويجاً للقص بل تصبح الخاتمة قصاً جديداً يفرض قراءة جديدة للسرد القصصي على ضوئه كقصة، أجنة إرهابية وتلفزيون الواقع.
تبتغي المجموعة تقديم القصة بجوهر جديد، تشتكل وتتجادل فيه مع الواقع والتخييل وتسلم القارئ منصة السؤال، بدلاً من المنصة الكلاسية حيث كانت الأجوبة هي ما يتوخاه والآن حان وقلب المعادلة ليصبح القارئ هو الكاتب.
أرسل تعليقك