آزاتسي ليبيا بهويتها الممزّقة
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

"آزاتسي" ليبيا بهويتها الممزّقة

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - "آزاتسي" ليبيا بهويتها الممزّقة

أمستردام ـ وكالات

من عتمة ليبيا والخوف من السجن والقمع، إلى برد هولندا ووحشة الغربة والحاجة الملحة للأمان، يمكن القول إن الخطوط الرئيسة لرواية «آزاتسي» للكاتب الليبي المجاهد البوسيفي تسير ضمن هذين العالمين، وإن كانت معاناة العلاقة بالوطن هي الهاجس المسيطر على النص، بينما المكان الآخر البديل (هولندا) لا يشكل سوى انعكاس لحالات الأمل الإنساني المحمولة في داخل النفس. العنوان اللافت للرواية «آزاتسي» يأتي محملاً بدلالته حول مضمون النص، آزاتسي هنا اسم مفوضية اللاجئين في هولندا. البطل السارد في الرواية هو سالم، البدوي القادم من الصحراء إلى مدينة طرابلس، لكن المدينة تضيق عليه أيضاً، ولا يمكنه البقاء فيها ولا العودة إلى صحرائه، وهنا تبدأ رحلة الاغتراب، التي ستنقله بين عوالم شتى وتستقر به متأملاً في حاله، وسط عدد من اللاجئين الغرباء أمثاله، الباحثين عن الأمان في بلد غريب يوفر لهم نوعاً من الكرامة الإنسانية بعد أن لفظتهم أوطانهم. تبدأ أحداث الرواية في زمن التسعينات من القرن الماضي، تحديداً في عام 1996، وتنتهي عام 1997، لذا يظل السرد متنقلاً بين الماضي والحاضر في تقنية الفلاش باك، يسرد وقائع ماضية وعذابات أجبرت البطل على مغادرة وطنه، كي يفر إلى بلد غريب، بارد، ساقه القدر إليه ليكون في « كامب» مخصص للاجئين. وهنا تنكشف أمامه حكايات كثيرة لأناس تتشابه حكاياتهم مع حكايته، ويتقاطع مصيرهم في مكان واحد. لكن اللجوء لا يرتبط دوماً بالسياسة والهروب من أنظمة قمعية. هناك أسباب أخرى تؤدي إليه، ولعل هذه النقطة تحديداً لم يكتشفها البطل إلا بعد إقامته في كامب اللاجئين، ما يدل على أن تفكير الذهنية العربية في ما يتعلق باللجوء محكوم بالهواجس الأمنية والسياسية أكثر مما بالقضايا الإنسانية، يقول: «افترضتُ قبل وصولي أنني سأخوض نقاشاً في السياسة والأدب والمصير، متوهماً أن اللاجئين من أهل المعرفة وأصحاب القضايا». جذور وعرقان يعمد الكاتب إلى توضيح جذور الهوية الليبية، وأنها تتكون من عرقين هما الأمازيغ والعرب، لكنها تنقسم اجتماعياً إلى بدو وريفيين ثم مدينيين و «عائدين» -وهي كناية عن الليبيين الذين هاجروا في سنوات الاحتلال الإيطالي إلى خارج ليبيا ثم بدأوا رحلة العودة بعد إعلان استقلال ليبيا-. ولكن إضافة إلى خوض الرواية في قضايا سياسية وتاريخية، فإن الواقع الاجتماعي أيضاً يحضر في سرد البطل عن خصوصية الهوية الليبية. وهنا تتكشف جوانب أخرى نجهلها عن هذا المجتمع العربي المتصل، المنفصل في عاداته وتقاليده، يقول: «لا يمكن فهم الليبيين إلا عن طريق شيئين، المكرونة المبكبكة، وطريقة شربهم للكحول» (صـ 71 )، فالمكرونة -التي تم أخذها عن الاستعمار الإيــطالي- تُعتبر جزءاً مهماً من الطعام الليبي. ينتقد الكاتب نظام القذافي بشكل مباشر، وطريقة الحكم القمعية التي حكم بها البلاد، وينتقد أيضاً مدّاحي النظام والمنتفعين منه من المثقفين والفنانين. وفي حديثه عن التناقضات التي يمارسها النظام، يذكر أغنية للمغني السوداني محمد وردي تقول: «لا السجن باقٍ ولا السجان»، بينما واقع الحال أن السجون تكتظ بالمعتقلين والمختطفين المجهولي المصير، الذين تنتهي حياتهم في مذابح جماعية أو إعدامات. يقسم الكاتب الرواية إلى فصول تحمل اسم الأماكن وتؤرخ لسنوات معينة، وفي داخل الفصول هناك عناوين فرعية تحمل أسماء بعض الأبطال في الرواية. ولعل الكاتب اختار هذا الشكل الروائي لأنه يمضي في تقطيع السرد بين الماضي حين يحكي عن زمنه في ليبيا، وبين حاضره في مركز اللجوء. تشكل العلاقات التي تدور داخل «كامب اللجوء» أكثر التفاصيل حساسية داخل الرواية، إنها علاقات متشابكة تشترك في القدر ذاته من المعاناة الإنسانية، لكنها في الوقت عينه تنفصل نتيجة الاختلافات الثقافية الكثيرة، فهناك العراقي، والأفغاني، والسيريلانكي، والمرأة الصومالية، وهناك عالية، التي ترتبط بعلاقة مع البطل لكنها تغادر الكامب إلى مركز لجوء آخر من الدرجة الثانية من دون أن تخبره، وهذا يترك جرحاً في داخله. يقول: «رحيل عالية نبهني إلى حقيقة كنت غافلاً عنها، وهي أنني يجب أن أغادر المركز مثلها ذات يوم، ويجب أن أحرص على أن تكون مغادرتي بسيطة، بعيدة من أي شحنات عاطفية، ففي النهاية نحن كلنا سنمر سريعاً بهذا المكان» (ص 150). تحضر شخصية يحيى في الرواية كما لو أنها إنذار بالثورة القادمة، يحيى الشاب الموهوب حافظ الشعر وقارئ التراث، تعرض للقهر في نظام القذافي ثم تحول إلى مدمن هيرويين، ثم انضم إلى إحدى الخلايا الإرهابية المتشددة دينياً، غير مكترث بأهدافها بقدر ما يهمه أن يحقق انتقامه. وبعد أن يتم اعتقاله يُظهر صبراً وجَلَداً على السجن والتعذيب، حالماً باليوم الموعود للانتقام، ولكن بدلاً من الانتقام يصير يحيى شاهداً على مجزرة سجن «بوسليم». تنتهي الرواية في فصل قصير بعنوان «نوفمبر 1997»، حيث يعود السرد إلى كامب آزاتسي وحصول البطل على اللجوء السياسي واستقراره في مدينة أمستردام، واعتباره أن هذه الخطوة سوف تنهي مرحلة كاملة من حياته تعرض فيها لأنواع مختلفة من العذابات الجسدية والنفسية، وها هو يمضي في حياة طبيعية من جديد. غير أن هذه الخاتمة التي أنهت أحلام البطل بالخلاص، توقفت عند عبور حاجز اللجوء والحصول على بيت ومأوى في مدينة غربية. يأتي هذا الحال على المستوى الواقعي ليحمل إنقاذاً لحياة شخص ما، لكنه يبدو منقوصاً في الجانب الإبداعي لبطل تنتهي معاناته مع قبوله لاجئاً. وفي الحقيقة، ثمة معاناة مختلفة سوف تبدأ مع المرحلة الجديدة، فالمنفى يبدو هو الحل وطوق النجاة لكل الانتهاكات والإهانات الإنسانية التي لا تُحتمل، في حين ظل الوجه الآخر للمنفى غائباً عن نهاية الرواية، التي بدت في حاجة للتذكير بهوية البطل، الذي رغب في طي حياته الماضية إلى الأبد. تلقي رواية «آزاتسي» الضوء على الواقع الداخلي في ليبيا، على عالمها الخفي، الذي لا نعرفه تماماً سوى من حكايات متناثرة، غير منسوبة ولا دقيقة. ولطالما عاش المبدع الليبي مطارداً وخائفاً، لذا لم يتوافر ذاك النتاج الأدبي الكفيل بأن يكشف معاناة شعب مع حاكمه ونظامه، ولعله من الطبيعي في الربيع العربي وما بعده ظهور كمٍّ من روايات تراجع الماضي وتحلله وتكتب عنه، وهذا من شأنه أن يلقي الضوء على مرحلة من التاريخ الليبي تحتاج إلى الكثير من الكتابات الأدبية والفكرية القادرة على كشف الجانب المجهول والمعتم، الذي لا نعرفه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آزاتسي ليبيا بهويتها الممزّقة آزاتسي ليبيا بهويتها الممزّقة



GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria