أثار قرار وزارة الصحة الكويتية السماح باستيراد الشيشة الإلكترونية حفيظة مكونات من المجتمع الكويتي، لا سيما الجمعيات الطبية التي عدّته قرارا مبهما يحتاج إلى مزيد من التوضيح.
ورأت عدة جمعيات طبية أن القرار الصادر -بناء على دراسة وافية من قبل لجنة مختصة- في وقت يمنع إدخال السيجارة الإلكترونية يزيد من الأخطار الصحية التي يتعرض لها المدخن، لا سيما أن مستخدمي الشيشة الإلكترونية رأوا القرار تأكيدا على عدم خطورتها.
وقال أمين سر الجمعية الطبية الكويتية الدكتور محمد القناعي إن سماح وزارة الصحة باستيراد الشيشة الإلكترونية بعد حظرها دون إعلان الدراسة الصحية التي بني على أساسها يعد أمرا مبهما وتدور حوله الشبهات، لا سيما أن الوزارة لم تقدم الدلائل الكافية بشأن ماهية الدخان الإلكتروني ومضاره على الإنسان.
وأضاف القناعي أن المواد التي تستخدم في التدخين الإلكتروني غير واضحة المعالم ولا يعرف مصدرها ولا نوعها ولا حتى محتوياتها، كما لا توجد أي دراسة طبية محلية أو عالمية بشأنها، الأمر الذي يستدعي بحثا طبيا من قبل وزارة الصحة وإفادة المعنيين بنتائج الدراسة لتفادي إيقاع الضرر بالمستخدمين.
نقل الأمراض
وكشف مصدر في وزارة الصحة الكويتية أن الدولة أدرجت 'الشيشة' بأنواعها ضمن قائمة التبغ، وتزيد أخطارها وأضرارها عن تدخين السجائر، واعتبارها سببا رئيسيا في نقل الأمراض المعدية، لا سيما 'الدرن'، مؤكدا أن الشيشة والسجائر الإلكترونية تحتوي على مواد يصعب فحصها في مختبر السجائر وأغلبيتها مواد تصبح مسرطنة عند احتراقها.
وتابع أن إحصائيات الوزارة أفادت بأن هناك 23% من المدخنين في الكويت تقدم لهم الدولة حملات توعية مستمرة إلى جانب توفير سبعة عيادات لمكافحة الظاهرة ومساعدتهم في تركها عبر الاستشارات النفسية وعلاج بدائل النيكوتين ( لصقات النيكوتين) لمعالجة الأعراض الانسحابية للتبغ.
ويروي أبو الأمير -وهو أحد بائعي أدوات التدخين الإلكترونية- أن الجهاز الإلكتروني إيجابي، حيث يمكن المدخنين الحقيقيين من الإقلاع عن التدخين لا سيما أن بعضا من أنواعه لا تحتوي على نسب النيكوتين ويحل محل السيجارة وقت الحاجة.
ونفى أبو الأمير إمكانية انفجارها أثناء تدخينها، مؤكدا أنها مجرد إشاعات حاول البعض ترويجها كمحاولة للقضاء على المنتج وانتشاره، مضيفا أن زبائنه من جميع الأعمار ويستطيعون الحصول عليها حتى في منازلهم من خلال خدمات التوصيل التي توفرها لهم محلات التبغ دون النظر إلى القوانين التي تحظر ترويج وبيع المنتجات خاصة لمن هم دون 18 عاما.
وأفاد بأن الشيشة الإلكترونية تعمل من خلال تسخين فتيلة تقوم بتبخير محلول يسمى بالنكهة لينتج بخارا كثيفا يمكن مقارنته بالدخان من حيث الكثافة، إلا أنه ذو رائحة زكية تختفي بسرعة ولا تحتوي على ثاني أكسيد الكربون.
النيكوتين والأسعار
وحسب أبو الأمير، فإن الدخان لا يترك رائحة بالملابس، ويمكن استخدامه في الأماكن المغلقة، كما أن المحلول الذي يتم وضعه في أنبوب الشيشة يحتوي على نسبة من النيكوتين تتراوح بين ثلاثة وتسعة ملليغرامات، وأغلبها مواد مستوردة من الصين والدول الأوروبية.
وانقسمت آراء مستخدمي الشيشة الإلكترونية؛ حيث يراها المواطن الكويتي بدر القبندي صحية أكثر من التقليدية، لا سيما أنها أبعدته عن استخدام السيجارة التقليدية، وبات يعتمد عليها فقط للحصول على حاجته من النيكوتين، حيث بات يشعر بالراحة عند الاستيقاظ من النوم وصعوده درج المنزل.
ورأى كل من ناصر العثمان وعبد العزيز العنزي أن الأمر يتعلق بمجرد ظاهرة وقتية تعلق بها الكثيرون، خاصة السيدات اللائي يخجلن من الخروج إلى المقاهي لتدخين الشيشة التقليدية، متوقعين اندثارها قريبا نظرا لفرق السعر بين الإلكترونية والتقليدية.
ولفتا إلى أن سعر الأولى يصل إلى مئتي دولار، كما أن عبوة واحدة من نكهاتها تصل إلى ثلاثين دولارا وتكفي أربعة أيام فقط في حين تباع مواد الثانية بمبلغ أقل من خمسين دولارا وتكفي أكثر من أسبوعين.
أرسل تعليقك