دمشق _ سانا
احتفل المعهد العالي للموسيقا بدمشق اليوم بمرور خمسة وعشرين عاما على تأسيسه بفعالية تنوعت بين العزف على مختلف الآلات الموسيقية في كل أرجاء المعهد وردهاته التي زينت بصور فوتوغرافية تذكارية تحكي تاريخ الطلاب والأساتذة الذين مروا منذ تأسيسه حتى الآن.
وتم خلال الفعالية عرض فيلم تسجيلي وإقامة حفل موسيقي وافتتاح قاعة سكايب للتعليم عن بعد لتختتم الفعالية بتكريم الكوادر التي واكبت المعهد منذ تأسيسه.
وفي تصريح لسانا قال وزير الثقافة عصام خليل.. “إنه في سياق الاحتفال بيوم وزارة الثقافة الذي أطلقنا عليه تسمية اليوم السوري للثقافة المقاومة احتفينا بمرور خمسة وعشرين عاما على تأسيس المعهد العالي للموسيقا وتكريم المؤسسين الأوائل الذين أسهمت جهودهم في إنشاء هذا الصرح الحضاري وتوجيه الشكر إلى الكوادر الوطنية التي نهضت بالمهمة بعد أن فقدنا الكثير من الخبراء الأجانب نتيجة الحرب على سورية” معتبرا أن هذا مؤشر على أن ثقافة المقاومة تكمن في القدرة على الاستمرار الحيوي والفعل الإيجابي في مواجهة جميع الظروف.
وأضاف الوزير خليل.. “نحن واثقون ومؤمنون بأننا سننتصر في هذه المعركة التي نرى أنها في الأساس معركة ثقافية لأننا نمتلك هذه الأدوات والإرادة والكفاءات العالية التي استمرت بتعليم السوريين وبرفع ذائقتهم النقدية والجمالية من خلال هذا المعهد النوعي”
وعن دور الموسيقا في مواجهة الأزمة.. قال “إن الموسيقا مهمة في كل الظروف لأنها غذاء الروح واللغة التي يتحدثها الإنسان عندما يعود إلى إنسانيته العميقة والأصيلة وهي المستوى الذي يسمو فيه الإنسان بإنسانيته” واصفا الموسيقا “بحالة مواجهة” لأنها تعبر عن ذات الإنسان في أعلى تجلياتها.
من جانبه نوه اندريه معلولي مدير المعهد العالي للموسيقا بجهود العاملين في المعهد من أساتذة وطلاب وإداريين بمناسبة الذكرى 25 لتأسيس المعهد الذي ينتج خريجين أكاديميين ويرفد المجتمع السوري بالثقافة الموسيقية مؤكدا أن المعهد إنجاز حضاري مهم جدا يجب المحافظة عليه داعيا كل من يستطيع تقديم أي خدمات للمعهد بألا “يبخل أبدا لكونه المكان الذي ينشر ثقافة الحب والجمال التي ستنتصر على ثقافة الجهل والموت”.
وتابع معلولي.. “تدعم وزارة الثقافة هذا المكان بكل الوسائل الممكنة لتطويره والمحافظة عليه وأنا افتخر بانتمائي إلى هذا المكان الجميل والذي افتتح اليوم أول قاعة تدريس عن طريق السكايب التي تجعلنا نتواصل مع كل الخبرات العالمية وننقل تجربتنا السورية إلى العالم واليوم شهد الحضور درسا مباشرا من روما في مادة الغناء الأوبرالي وسيتم تعميم السكايب على كل الأقسام الأخرى بهدف دعم التجربة السورية وفي الوقت نفسه سيستفيد الآخرون من تجربتنا لكون المعهد العالي للموسيقا بدمشق هو المعهد الوحيد الذي يدرس الموسيقا العالمية والموسيقاالعربية في وقت واحد ولاننسى أننا في بلد أنتج أول نوتة موسيقية في العالم”.
وعن أهمية الموسيقا بين معلولي أن دورها مهم في كل الأوقات ولاسيما في الأزمة ونحن الآن بأمس الحاجة للموسيقا التي نستطيع عبرها إيصال رسالة إلى جميع أنحاء العالم تحوي المبادئ التي تربى عليها المواطن السوري واليوم عن طريق الموسيقا نستطيع أن نشخص المثقف السوري وإمكانياته ونبني جسور التواصل مع الآخر بعد أن أثبتت الموسيقا أنها ضرورية وأثبتت فعلها الفاعل والمؤثر.