وزير السياحة المصري يحيى راشد

أبدى وزير السياحة المصري، يحيى راشد، التفاؤل بعودة السياحة المصرية إلى سابق عهدها كما كانت قبل عام 2011، مؤكدًا أن مصر عام 2017 تتمتع باستقرار سياسي وأمني لم تشهده من قبل طوال السنوات الستة الماضية، وهو أمر يشهد به الجميع في مختلف دول العالم.

وأضاف الوزير في لقاء خاص مع "العرب اليوم"، أن لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي مع مختلف قادة دول العالم في القاهرة، كانت أكبر ترويج للسياحة المصرية، حيث بعثت برسالة إلى الجميع على أن مصر بلد الأمن والاستقرار، وأنها مقصد سياحي آمن، ثم جاءت زيارة المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل إلى مصر، لتروج للسياحة المصرية في السوق الألماني، وتابع :"نحن من جانبنا استغلنا هذه اللقاءات على أكمل وجه خلال مشاركتنا في بورصة برلين السياحية، والتي حققت هذا العام نتائج إيجابية للغاية، وكانت مشاركتنا محل إشادة وتقدير من الجميع، وكانت بمثابة فرصة جيدة للتفاوض مع منظمي الرحلات من مختلف دول العالم، الذين أظهروا من جانبهم حرصهم على العودة مُجددًا إلى السوق السياحي المصري، في ظل ما يشهده من استقرار كبير".

وأشار إلى أن الصورة الذهنية لمصر لدى العالم، في أفضل حالاتها عما كانت عليه خلال الأعوام الماضية، التي كانت تعج بالإضطرابات السياسية، وذلك بفضل الزيارات الأخيرة التي أجراها مشاهير العالم، كنجم الكرة العالمي، ليونيل ميسي، والممثل العالمي ويل سميث، مضيفًا أننا في انتظار قرار مُرتقب من الجانب الروسي، بعودة حركة الطيران بين البلدين مُجددًا، والذي تأخر كثيرًا بعد أن انتهينا من جميع الاشتراطات والمتطلبات الأمنية والتي كانت محل تقدير وإشادة من الوفود الأمنية، كل ذلك يدفعنا أن نقول وبثقة أن السياحة المصرية ستعود إلى سابق عهدها .

وأضاف راشد، أن البعض يرى أن القطاع السياحي خلال الفترة الأخيرة تركزت جهوده حوال السياحة الألمانية والبريطانية، ومساعيه لعودة السياحة الروسية، وهو رأي ليس في محله، فهناك أسواق سياحية جديدة وبديلة وواعدة وليناها اهتمامًا كبيرًا، متابعًا :نظمنا فاعليات واسعة في دول جنوب شرق أسيا، في ظل ما سجلته الأعداد الوافدة من هذه السوق، خلال النصف الأول من العام الحالي، بالإضافة إلى هذه الفاعليات التي ألقت الضوء على المقصد المصري، وشاركنا وبقوة في المعارض التي نظمتها هذه الأسواق، ونسعى الأن إلى تنظيم عدد من الرحلات  التعريفية للوفود الإعلامية في هذه الدول، إلى جانب إقامة مهرجان الأفرو صيني للفنون الفلكورية، كما نهتم خلال الفترة الراهنة بالأسواق السياحية الأخرى الواعدة مثل الهند، فمثل هذه الأسواق، لم تكن في الماضي من أولويات قطاع السياحة، إذ أن تركيز كل من تولى هذا القطاع كان ينصب فقط على السياحة الروسية".

واستطرد راشد أن القيادة السياسية في مصر وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، تولي أهمية خاصة بهذا القطاع ، وتسعى جاهدةً إلى استعادة عافيته في أقرب وقت، لما يمثله من تأثير كبير في اقتصاد البلاد، وها هو المجلس الأعلى للسياحة، والذي عُقدت أولى اجتماعه في شهر شباط / فبراير الماضي، وما خرج من قرارات وتوصيات دفعة كبيرة سيجني ثمارها القطاع  السياحي.  

واستكمل بقوله :" ونحن في طريقنا لإستعادة عافية القطاع السياحي، لم ننسى الاهتمام والتركيز بأحد المحاور الرئيسية التي يقوم عليها القطاع السياحي، وهو الاهتمام بالعنصر البشري، الذي يُعد بمثابة أحد أهم مكونات صناعة السياحة، لذا نقوم الآن ببرامج تدريبية تنظمها الوزارة لتحسين جودة الخدمات المُقدمة إلى السائحين والارتقاء بمستوى العاملين، وذلك بالتعاون والتنسيق مع اتحاد الغرف السياحية"، مشيرًا إلى أن من أهم الخطط أيضًا التي تسعى وزارة السياحة إلى تنفيذها خلال الفترة الراهنة، رفع معدلات السياحة من خلال الترويج للسياحة النيلية، لذا خصصنا أكثر من 30 % من إجمالي الإعلانات التسويقية لمصر للتوريج للسياحة النيلية، كما أدرجنا البواخر النيلية ضمن الأنشطة السياحية المستهدفة.

وحول المشاكل التي آثارها البعض بسبب عجزهم عن الوفاء بالالتزامات المالية نتيجة توقف القطاع السياحي، قال راشد :"خلال الفترة الأخيرة، اجتمعنا مع الجميع، سواء في الأقصر أو أسوان وفي جميع المحافظات، للوقوف على طبيعة المشاكل والأزمات التي يواجهها العامليين في القطاع السياحي، وهي أزمات أعلم بها تمامًا، ولكن فضّلت النزول على أرض الواقع، للاستماع إلى أصحابها، وهي ليست وليدة الوقت الراهنة، وإنما متوارثة طوال السنوات الستة الماضية ، نتيجة الإضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد بعد عام 2011 ، والتي أثرت بالسلب على القطاع السياحي بأكمله بما فيه العامليين فيه ، وخاطبنا البنك المركزي والبنوك المختلفة إلى تأجيل تنفيذ هذه الالتزامات، للتخفيف عن أصحابها، ومنع تسهيلات لأصحابها، والوفاء بها عبر مراحل، تزامنًا مع استعادة حركة السياحة، مبينًا أن جميع الأزمات في طريقها إلى الحل، وهذا مرهون بزيادة الحركة الوافدة".

وحول مدى اهتمام الوزارة بالسياحة الدينية، أكد وزير السياحة المصري أن الوزارة حريصة كل الحرص على الاهتمام والتطوير بجميع أنواع السياحة في مصر، كالسياحة الدينية، التي نوليها اهتمامًا كبيرًا، ونسعى خلال الفترة الراهنة إلى إحياء مسار العائلة المقدسة باعتباره منتجًا جديدًا ومتفردًا يُقدم إلى العالم، كما تأتي السياحة البيئة ضمن منظومة التطوير في الوزارة، وحريصين كل الحرص على تطوير مقاصد السياحة العلاجية، والتي تمتلك مصر مقومات نجاححها ونسعى إلى تكثيف الدعاية لها، ويُدرس الآن مشروع قانون داخل لجنة السياحة في مجلس النواب المصري لتنشيطها لما تمثله من أهمية كبيرة .