محمد سلماوي
كان أول من ابتدع فكرة «المائة يوم الأولى» فى حكم الرئيس، والتى أصبحت الآن من التقاليد المتبعة فى الكثير من البرامج الانتخابية للرؤساء، هو الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت حين ترشح للانتخابات لأول مرة عام 1933، كوعد منه للناخبين بأن إنجازه سيكون سريعاً، وبأنه سيؤتى ثماره خلال فترة لا تتجاوز المائة يوم. وفى الانتخابات الرئاسية الأخيرة عندنا وجدنا فصلاً فى البرنامج الانتخابى لعمرو موسى يتحدث عن إنجازات المائة يوم الأولى، كما وجدنا الرئيس السابق محمد مرسى يضع عدداً من الأهداف التى وعد بأن يحققها خلال المائة يوم الأولى من حكمه، وقد ثبت أنها لم تكن أكثر من حيلة انتخابية للحصول على أصوات الناخبين دون أن تكون هناك خطة محددة لتحقيقها، لذلك لم يتحقق منها شىء رغم أنها كانت كلها تتعلق بأمور غير مستعصية ويمكن حلها فى فترة وجيزة بالخطط السليمة، فقد كان من بينها مشكلتا القمامة والمرور مثلاً. واليوم يبدأ الحديث مرة أخرى عن وضع بعض الأهداف فى برنامج المشير عبدالفتاح السيسى يتم تحقيقها خلال المائة يوم الأولى، وأتمنى ألا يحدث ذلك، فقد فقدت تلك اللعبة مصداقيتها بعد تجربة الرئيس الإخوانى الذى تراجع عن كل وعوده الخاصة بالمائة يوم وما بعدها، وأصبح الناخب المصرى يتشكك فى كل ما يقال له، وحين انحاز الرأى العام بهذا الشكل الكاسح للمشير السيسى لم يكن ذلك انحيازاً لبرنامج وإنما لشخص أثبت أنه يمتلك القدرة القيادية المطلوبة فى هذه المرحلة. إن تلك القدرة هى التى ينبغى التركيز عليها فى الحملة الانتخابية للمشير وليس الوعود الانتخابية بتحقيق إنجازات معينة خلال مائة يوم أو حتى مائة شهر، لكنى للأسف أجد القائمين على الحملة يضيعون ذلك بوسائل دعائية بالية، كأن يظهروا المرشح الانتخابى وهو يركب دراجة مرتدياً بدلة تمرين «تريننج سوت»، بينما هو يستمد شعبيته من بدلته العسكرية التى جسدت للناس صفات الرجل القيادية وقدرته على الحسم والحزم، وهى القدرات التى نحتاجها فى هذه المرحلة لحل مشاكل الأمن والاقتصاد، وأيضاً القمامة والمرور. أتمنى على حملة السيسى أن تنظر إلى الواقع الذى نعيشه ولا تنقل من الخارج وسائله التى لا تتفق مع واقعنا.