برازيليا - الإسبانية
تنطلق فعاليات المجموعة الثامنة والأخيرة، والمسماة بـ"المجموعة الفخ"، بمونديال البرازيل يوم الثلاثاء المقبل بمواجهتين ساخنتين بين بلجيكا، المتوقع أن تكون الحصان الاسود في البطولة والعائدة للمونديال بعد غياب، والجزائر، الممثل العربي الوحيد، بالإضافة لروسيا، العائدة بقوة أيضا للبرازيل، وكوريا الجنوبية، التي حافظت على وجودها في البطولة العالمية للمرة الثامنة على التوالي.
ويخوض منتخب الجزائر غمار البطولة ممثلا وحيدا عن العرب للمرة الثانية على التوالي، ويحدوه الأمل في الوصول إلى الأدوار التالية بعد ثلاث مشاركات سابقة لم يتخط فيها مرحلة المجموعات في نسخ 1982 (إسبانيا) و1986 (المكسيك) و2010 (جنوب أفريقيا).
ويقود كتيبة اللاعبين البوسني وحيد خليلودزيتش، الذي تولى منصبه في يونيو 2011 ، بعد تجربة ناجحة مع كوت ديفوار التي تأهل مع منتخبها لكأس العالم 2010 ولنهائيات كأس الأمم الأفريقية في 2008.
ويعتمد المدرب على نجوم أمثال مهدي لحسن (خيتافي الإسباني) والمخضرم مجيد بوقرة (لخويا القطري) صاحب هدف التأهل للمونديال على حساب بوركينا فاسو، وكارل مجاني (موناكو ومعار حاليا لفالنسيان الفرنسي) وجميل مصباح (ليفورنو الإيطالي) وفوزي غلام (نابولي الإيطالي)، وسفير تايدر (إنتر ميلانو الإيطالي).
وتأمل الجزائر في هز الشباك هذه المرة بالمونديال، بعدما فشل نجومها قبل أربع سنوات في تسجيل أي هدف بدور المجموعات.
لكن المحاربين الخضر سيصطدمون ببلجيكا، المرشحة فوق العادة لتكون الحصان الأسود للبطولة، في مباراتهم الافتتاحية بالبرازيل، وذلك على ملعب جوفيرنادور ماجاليس في بيلو هوريزونتي، ويعود المنتخب البلجيكي إلى البطولة الأهم في عالم الساحرة المستديرة بعد 12 عاما من ظهوره الأخير في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ، دون أن يكون قد تعرض للخسارة خلال كل مباريات التصفيات.
يقود المنتخب المدرب مارك فيلموتس، الذي يعد رمزا رياضيا لبلجيكا بتسجيله 28 هدفا بقميص المنتخب الوطني في عقد التسعينيات.
ويمتلك فيلموتس كتيبة من النجوم أمثال حارس أتلتيكو مدريد تيبو كورتوا ولاعب وسط تشيلسي ادين هازارد، إضافة لنجمي إيفرتون روميلو لوكاكو وكيفن ميرالاس، وقائد مانشستر سيتي فينسنت كومباني.
بدورها تسعى روسيا بقيادة المدرب المخضرم، الإيطالي فابيو كابيللو، لتأكيد استفاقتها الكروية عبر الفوز على كوريا الجنوبية خلال لقائهما بعد غد بملعب آرينا بانتانال في كوايابا.
وتأهلت روسيا إلى مونديال البرازيل 2014 بعد مشوار رائع تفوقت فيه على المرشحة الأولى لمجموعتها، البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو، ما ينسب الفضل فيه إلى كابيللو في المقام الأول.
كان كابيللو، الذي حقق نجاحات كبيرة مع العديد من الأندية طيلة مشواره (ميلان وريال مدريد وروما)، يعاني من غصة في حلقه بعد استقالته من تدريب المنتخب الإنجليزي في فبراير 2012 نتيجة خلاف حول شارة قيادة جون تيري، الأمر الذي حال دون قيادته لمنتخب (الأسود الثلاثة) في بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة.
ولم يشارك منتخب الدب الروسي في المونديال منذ نسخة كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ، عندما خرج مبكرا من مرحلة المجموعات، لذا كان مجرد التأهل إلى البرازيل هو الهدف رقم واحد، لكن الغاية من وراء التعاقد مع كابيللو كانت صناعة جيل جديد من اللاعبين استعدادا للمونديال الذي تنظمه روسيا في 2018.
ومع وضع ذلك الهدف في اعتباره، اعتمد كابيللو على لاعبين شبان مثل ألكسندر كوكورين لاعب دينامو النجم الجديد للمنتخب، أو مغمورين مثل دينيس جلوشاكوف لاعب سبارتاك، أو مبعدين من المنتخب في الماضي مثل فيكتور فايزولين لاعب زينيت وألكسندر ساميدوف لاعب لوكوموتيف.
ويعد كوكورين (23 عاما) لاعبا متكاملا، فهو يتمتع بمهارة عالية، ويجيد اللعب بكلتي قدميه، ولديه حاسة تهديفية مميزة، ويمكنه اللعب في مراكز رأس الحربة وصانع الألعاب والجناح.
ويؤكد التاريخ أن روسيا الحالية، أو الاتحاد السوفييتي سابقا، قد حققا أكبر إنجازاتهما في بطولات الأمم الأوروبية -بطل 1960 ووصيف أعوام 1964 و1972 و1988- وليس في كأس العالم، حيث تمثل الإنجاز الأكبر في احتلال المركز الرابع في مونديال إنجلترا 1966.
بدورها ورغم غياب النجوم عن كوريا الجنوبية، لكن تاريخها العريق في المونديال بالتواجد فيه خلال النسخ الثمانية الاخيرة، يجعلها مؤهلة لتحقيق انجازات مثل الذي حققته في 2002 على أرضها واليابان بعد بلوغها قبل النهائي.
ونجح "الشمشون الكوري" في بلوغ المونديال من جديد بعد تصفيات متقلبة كان فيها قريبا من عدم التأهل إلى المونديال للمرة الأولى منذ 28 عاما.
ويعد المهاجم سون هيونج مين لاعب باير ليفركوزن الألماني، ولاعبا الوسط كو جا تشيول وكي سونج يوينج اللذين يدافعان حاليا عن ألوان ماينز الألماني وسندرلاند الإنجليزي (معارا من سوانزي) على الترتيب، هم أبرز الأسماء التي يضمها فريق (محاربو تايجوك)، في محاولته لتحقيق مفاجأة في كأس العالم.
ويقع تنفيذ هذه المهمة على عاتق المدرب الشاب هونج ميونج بو (45 عاما)، أحد أهم لاعبي الفريق عبر تاريخه، حيث شارك في كأس العالم أربع مرات، قاد في آخرها المنتخب عام 2002 نحو تحقيق المركز الرابع، كما أصبح أول لاعب من آسيا ينال جائزة الكرة البرونزية.